أن ترفرف السعادة على الحياة الزوجية وتدوم، وأن تصبح العلاقة الزوجية مثالية، خالية من الشجار واختلاف الطباع، حلم كل فتاة مقبلة على الزواج، والأمل لكل زوجين يعيشان معاً تحت سقف واحد!.
ومع هذا يأتي أطباء النفس والدراسات الحديثة، ليؤكدوا أن المثالية، أكذوبة، خرافة ولن تتحقق، وهناك الأسباب!.
عن مفردات ثقافة الحياة الزوجية التي تضمن السعادة، يقول الدكتور يسري عبد المحسن، الأستاذ بكلية طب قصر العيني: «لا بد من التوافق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي عند اختيارات الزواج، إلى جانب الاستعداد للتضحية والعطاء والتحمل والصبر، مع احترام متبادل لذات الآخر وأفكاره، وأن تكون هناك مساحة من الخصوصية متاحة لكل طرف، على ألا تضر بالحياة الزوجية.
مع محاولة التوصل إلى لغة حوار وتفاهم مشترك، ومكاشفة ومصارحة بالأحاسيس والمشاعر الخاصة، التي تهم الحياة الزوجية».
الخلاف ضرورة صحية
ويتابع الدكتور يسري: «أما عن الخلافات الزوجية التي تحدث، ويعتقد بأنها تهدد استقرار وسعادة الأسرة، ودليل على فقدان الرومانسية ومثالية العلاقة الزوجية، فإنها خلافات ضرورية وصحية، فالإنسان يختلف مع نفسه ويتناقض معها، والحب وحده هو القادر على امتصاص الغضب، وعلى كل زوج أن يقبل الطرف الآخر بعيوبه ونواقصه ـ غير المقصودة ـ كما يقبل نفسه، على ألا يصلا إلى طريق مسدود. وبراعة الحب تظهر عند اختيار الوقت المناسب لمناقشة المشاكل أو عرضها، حتى لا ينشب الخلاف، ومرة ثانية عندما لا يستغل أحد الزوجين المواقف الحياتية من أوامر ونواهٍ كنوع من الانتقام أو العقاب للطرف الآخر».
سيناريو متوقع
هنا نتذكر الدكتور والمستشار النفسي الأميركي نيل ماكجرو، وكتابه الأكثر مبيعاً في العالم «الحب بذكاء» إذ يحلل بأحد فصوله حالة الحب قبل وبعد الزواج، فيقول: «يفيق المتزوجون بعد عدة أشهر من الحلم الوردي والأجواء الرومانسية، ليعودوا إلى أرض الواقع، شاعرين بتغيير كبير، وكأن الحب لم يعد له وجود، أو لم يكن هناك من الأساس، وربما كان مجرد وهم وخيال، فيجدون الدهشة والإثارة والسعادة المتناهية، وكيمياء الحب والانجذاب قد تحول إلى حب آمن، ومريح ومتوقع وهادئ إلى نوع ما، هكذا تأخذهم دوامة الحياة ـ أطفال، عمل، تغيير بدني ومعنوي ـ وسيناريوهات كثيرة متوقعة، الحب بعد الزواج يتغير بطبيعته، ليصبح حباً خالياًمن الإثارة نسبياً».
طاقة الحب
وعلى نفس السياق يضيف الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ ورئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية بطب قناة السويس: «السعادة الزوجية مرتبطة بملَكة أو قدرة الحب والعطاء عند الطرفين، أناس كثيرون يمتلكون هذه القدرة، لكن بدرجات متفاوتة، وهذا يحدد الزواج الناجح والزواج العادي. إذن السعادة والنجاح مرتبطان بطاقة الحب المتوفرة لدى كل زوج، أما بقية الأسباب، فهي تفاصيل حياتية، وطاقة الحب تظهر في العلاقات بين الأصحاب، الأخوات الأبناء في علاقة الزوج بالآخرين، والزوجة بأهلها وصديقاتها أيضاً!».
عطاء المستمتع
لهذا ينصح الدكتور إسماعيل يوسف بدراسة كل من الزوجين للآخر، بأن يراه في إطاره الطبيعي وسط مجموعة، الرومانسية موجودة وتستمر بعد الزواج، لكنها تأخذ أشكالاً مختلفة، مع الزوج تظهر في مراعاته لبيته في تضحيته، في عمله بجد واجتهاد لتحسين المستوى، في شراء شيء جديد للبيت، بتجاوزه لنفسه وللواقع، ومن دون أن يشعر بأنها تضحية.
نحو علاقة زوجية ناجحة
يضعها لنا الدكتور إسماعيل يوسف:
< على المتزوجين أن يجعلوا للزواج الأهمية الأولى في ما يشغلهم في الحياة.
< عدم التسرع والاندفاع بردود أفعال غير محسوبة.
< لا بد من احترام خصوصية الآخر، هواياته، علاقاته بأهله وأصدقائه، فالزواج ليس معركة أو حلبة صراع يتعامل فيها الطرفان بصورة الند للند، وليس بها غالب ولا مغلوب.
< عدم نبش الماضي، فلا طائل من وراء هذا سوى هدم المشاعر الجميلة، وزيادة الحياة تعقيداً.
< عدم هجر أي من الزوجين لحجرتهما المشتركة، فالوجود في مكان واحد يذيب الخلافات.
< لا تنتقدي شريكك نقداً لاذعاً، جارحاً، ولا تثيري مشاكل لو كنت في موقف تفاضل بين شيئين، فاختاري الشريك من دون تردد.
اتنمى لكم حياه زوجيه سعيده
يسلمو حبيبتي موضوعك واقعي وجميل