الوئام في بداية الزواج قد يتبدد مع تباين الافكار بين الزوجين
الحياة الزوجية تعتريها بعض الخلافات أو المشكلات التي يمر بعضها بشكل عارض وهي من الملامح التي لابد أن يستوعبها كل من الزوجين وأن يكون لديه القدرة على تفهم موقف الطرف الآخر و التعامل مع الخلاف على حسب درجته وأهميته.وبعض الأزواج والزوجات لا يعير هذه الخلافات انتباهاً كافياً أو لا يهتم بحلها بشكل حاسم، فتتراكم وتسبب المزيد من المشكلات الأكثر تعقيداً والتي ما كانت لتتفاقم لو تم التعامل معها فوراً، وبعض الأزواج والزوجات يبالغ في ردود الفعل تجاه هذه الخلافات ويعتبرها بداية لنهاية العلاقة بشكل نهائي
مشاعر
ان الخلافات الزوجية تحدث للتباين في أفكار ومشاعر واتجاهات الزوجين حول امر من الأمور ينتج عنه ردود أفعال غير مرغوب فيها تظهر الخلاف ثم تتحول إلى نفور وشقاق فيختل التفاعل ويسود الخلاف بينهما. على عكس الخطبة يرى كل طرف السمات الجميلة في الشخص الآخر وبعد الزواج والتعامل الكامل يكتشف كل طرف عيوب الطرف الآخر ويبدأ الصدام والصراع وبمرور الوقت يتلاقى البعض ويتنافر البعض الآخر وتتوقف حالة التلاقي على درجة قبول كل من الزوجين طباع الطرف الآخر وقدرته على التعامل معه وللاختلاف بين الزوجين محوران أساسيان هما الاختلاف البناء الهدام الذي ينتهي بالزوجين الى الحقد والانتقام والبغضاء و من ابرز عوامله « ظهور العداوة الصريحة وغير الصريحة في موقف الخلافات حيث يهاجم كل من الزوجين الأخر ويحط من شأنه ويبرز عيوبه عند كل مشكلة تحدث بينهما,استخدام كل منهما لما لديه من معلومات عن الآخر للإساءة إلى سمعته أو إيذائه نفسيا أو اجتماعيا تكبير كل منهما المشكلة الصغيرة وطرح مشكلات سابقة ليس لها علاقة بالخلافات الراهنة بتفجير الموقف وتغذية الخلافات حتى تستمر أطول فترة ممكنة مع الاستهانة بالمشكلة السلبية في مواجهتها وتسفيه كل حل لها وتزكية الخلافات مع الطرف الآخر ورفض الصلح أو التفاوض إضافة الى ظهور عدد من العلامات والإشارات الاستفهامية التي تظهر على الفرد عند عدم استطاعته حل مشاكله الزوجية مثل ضعف الإنتاج ويلاحظ ذلك على حالته النفسية وذلك بكثرة جلوسه وحده وحبه للتفكير في المشاكل التي حصلت له مما يؤثر على عطائه وإنتاجه كما أن من آثار عدم حل المشاكل الزوجية زيادة الفجوة بين الزوجين والبعد النفسي الذي يحصل بينهما.
اختلاف
ان الاختلاف سنة في الحياة لابد ان يقع بين البشر وأمر حدوث اختلاف بين الزوجين وارد وبشكل كبير جدا حيث ان الزوجين بينهما عشرة الأيام والليالي مع اختلاف طبعهما وتربيتهما مضيفا انه اذا وقعت المشكلة بين الزوجين فيمكن حلها بشئ من التدرج بعدة امور لعل من ابرزها « الجلوس للحوار الأسري الهادئ البعيد عن الصراخ والعصبية اختيار الوقت والمكان المناسب لهذا الحوار بشرط الايكون قريبا من أسماع الناس ولاانظارهم والعزم قبل بدء الحوار على التنازل عن بعض الحقوق من الجانبين حتى يشعر الطرفان بصدق النية في طلب الحل والنية الصادقة في حب المشكلة لها الأثر الكبير على اعادة المياه الى مجاريها البعد عن الأولاد اثناء النقاش او الإختلاف لأن هذا يؤثر على نفسياتهم سلبا عدم تذكير الزوجين كلا منهما بما يزيد الخلاف ويضاعفه بل الحرص على حصر الخلاف في نقطة واحدة دون تشقيقها وتفريعها محاولة تذكر أجمل المواقف وأحسنها عشرة بينهما لتقويض الخلاف وإنهائه محاولة عدم تأخير الصلح اكثر من يوم واحد حتى لايزيد الشيطان في النفوس مالا تحمد عقباه.
أبناء
ان التفكير في الأولاد وكذلك مصير الزوجين اذا تطور الشقاق و عدم نقل الخلاف خارج المنزل عند فشل الزوجين في الحوار ينبغي إيجاد واسطتين حكيمين من قبل الطرفين للإصلاح بينهما عدم سماع النصيحة الاممن يثق به الزوجان حتى لايستغل الحاسدون هذا الخلاف لزيادته وإثارته و ليعلم الزوجان ان الاختلاف امر لاتخلو منه البيوت وعليه ان يتعامل معه على انه شأن عابر يجب الايتعدى حدوده من الوقت والنفس والأثر كما انه اذا انتهت المشكلة يجب ان تمحى كل آثارها السلبية ويستفاد من آثارها الإيجابية من حفظ الحقوق وتطبيق الشروط فالمسلمون على شروطهم وربما يكون الطلاق احيانا هو الحل الأمثل وذلك حينما تتعذر الحياة الزوجية والأولى والأحرى الايتخذ الزوج قرار الطلاق بمفرده بل بعد مشورة اصحاب التجربة من قضاة ومتخصصين وخصوصا بعد نشأة مراكز التنمية الأسرية في عدد من مناطق المملكة بل ربما في العالم كله حتى لايلوم الإنسان نفسه على تشتيت اسرته وبعده عن زوجته .
تدخلات
ان الخلافات الزوجية لابد من حدوثها من حين لآخر وقد يحدث ذلك بعدة امور لعل من ابرزها « تدخل والدة احد الطرفين في حياتهما والتسبب في حدوث التفرقة بينهما مما يؤدي الى عدم اعطاء الزوج زوجته لحقوقها والعكس مشيرا الى قصة واقعية حدثت بسبب هذه الأمور حيث يذكر ان هذه القصة تعود تفاصيلها الى سنة و7 اشهر مضت فخلال تلك الفترة لم ير احد الأزواج زوجته طوال هذه المدة بسبب حدوث خلاف بين والدته ووالدة زوجته فقد أشارت والدة زوجته على ابنتها بزيارتها لمدة 3 ايام فأبلغت زوجها بذلك ومكثت في بيت اهلها اكثر من اسبوع وعند اتصال زوجها بها وسؤاله عن سبب التأخير ردت الزوجة بأنه يجب عليه ان يتحدث مع والدها في هذا الأمر والذي لم يكن يعلم بذلك فاختلفت العبارات كذبا فقد كان والدها لايعلم انها ليست في بيت زوجها الابعد مايقارب 3 شهور مما ادى الى نشوء خلافات بين الزوجين بسبب تدخل الغير في حياتهما الخاصة.
على طرحك اليوم للموضيع مقيد جدا حدا
يعطيك الف عافية ..
دمــتِ بخـير ..
………….
تحـــيتــي …
وبالتوفيق