قال تعالى:{الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظةً من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}(البقره27)
الربا في الاصطلاح الفقهي
زيادة أحد البدلين المتجانسين من غير أن يقابل هذه الزيادة عوض أي بمعنى التفاضل في أشياء مخصوصة ومعينة مثل المكيل أو موزون بجنسه والأشياء يقصد بها المكيلات والموزونات وورد في الشرع تحريم الربا نصاً في بعض وقياساً في الباقي كما أنه يطلق في الشرع على شيئين:ربا الفضل وربا النسيئه
ولقد ظهر حكمه جلياً في القرآن والسنة والإجماع بأنه حرام ولا يجوز تعاطيه ولا التعامل به بين الناس قال تعالى{وحرم الربا}وقال صلى الله عليه وسلم(اجتنبوا السبع الموبقات)وذكر منها الربا
والربا من البيوع الفاسده
ربا النسيئة وهو أن تكون زيادة المتجانسين في مقابلة تأخير الدفع وهذا النوع ظاهر للعيان وهو الغالب في المصارف ونحوها كون الفائدة شرطاً مضمونا ًوهو معروف عند العرب في الجاهليه
2- ربا الفضل وهو إن يبيع الرجل الشيء بشيء من نوعه مع زيادة كبيع الذهب بالذهب وألحق هذا النوع لما فيه من الشبه به وهذه النقطة شديدة الأهمية في عصرنا الحاضر وإذا كان بعضهم أجازه كما روي عن عبد الله بن مسعود فإنه رضي الله عنه رجع عن رأيه أخيرا ورغم قلة وقوعه إلا أنه يوجد من يتحايل ويتلبس على بعض ضعاف العقول فيزيف لهم بحجة الجودة مثلاً وهذا فيه غبن للناس
إن هذه الآية وغيرها من الآيات –ولله الحكمة البالغة – جاءت محاربة ربا الجاهلية لاشتهار الربا في المجتمعات قبل الإسلام كما بدت اليوم وتكشفت في عالمنا الحاضر فهذه الحملة المفزعة والبادية في هذه الآية وغيرها على ذلك النظام المقيت تنكشف اليوم حكمتها على ضوء الواقع الفاجع في حياة البشرية أشد مما كانت منكشفة في الجاهلية الأولى
ونقول إنهما نظامان متقابلان النظام الإسلامي والنظام الربوي وهما لا يلتقيان في تصور ولا يتفقان في أساس ولا يتوافقان في نتيجة إن كل واحد منهما يناقض الأخر
يقول صلى الله عليه وسلم(ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد ألا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه غباره) رواه أبو داوود
والحكمة من تحريم الربا أن الربا فيه إرهاق المضطرين ويقضي على الرفق والرحمة وينزع التعاون والتكافل الاجتماعي ويمتص دماء الكادحين وهو مفسدة للمجتمع بأكمله ويزعزع العقيدة ويقضي على المودة والتراحم بين المسلمين ويؤدي إلى الكسل للأغنياء وانصرافهم عن الأعمال المشروعة للكسب الحلال الخ لذلك حرم الإسلام الربا وجعل فعله والعمل به من أكبر المعاصي في الإسلام ومن عمل به فقد توعده تعالى بالعذاب الشديد وقد اخبر الله عز وجل في آيات الربا بأن المرابين هم الذين يتعاملون بالربا فوصفهم بأنهم لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له يتعثر ويقع بسبب أنهم استحلوا الربا الذي حرمه الله فقالوا الربا مثل البيع فلماذا يكون حراماً وقد رد الله تعالى عليهم لأن الربا زيادة حرام مقتطعة من جهد المدين ومن لحمه
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء) رواه مسلم والبخاري
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة أمين
تقبلي مروري غاليتي…