مر رجل مسافر بغلام في صحراء فقال له أين العمران يا فتى قال اطلع على التلة وستجد العمران وراء الهضبة فصعد الرجل الهضبة ولكنه لم ير عمرانا وإنما هناك مقابر.
فرجع وقال يا غلام سألتك أين العمران وليس المقابر فقال الغلام أيها المسافر كل الذين في العمران سيأتون ويعمرون هنا وليس أحد من الذين هنا سينقل إلى العمران هناك.
هنا الآخرة والنهاية والمطاف الأخير.
سئل بعض الزهاد عن أبلغ العظات فقال النظر في محلة الأموات.
دخل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع أصحابه المقبرة فقال السلام عليكم أهل لديار الموحشة والمحال المقفرة أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع وبكم عن ما قريب لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي قي جميع أحواله عن الله تعالى.
ثم قال أيها الموتى إن أموالكم قد قسمت وإن نساءكم قد تزوجن بغيركم وإن دولركم قد سكنت فهذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم…؟
دمعت عيناه ومسح دمعته ثم التفت إلى أصحابه وقال والله لو شاء الله لهم أن يتكلموا لقالوا إن خير الزاد التقوى.