يا ذات الحجاب الضافي
أكرمتُ نفسي بالحجاب الضافي
وشربتُ من حوض المعين الصافي
ورضيتُ حكم اللهِ -جلّ جــلالُهُ-
سبحانهُ ذو الجودِ والألطافِ
وسترتُ عن ولغِ العيون أناملي
وبنيتُ أمجادي وصنتُ عفافي
والوحي نبراس الثبات، وإن بدا
خور الصديق أو استطال الجافي..
من أمهاتِ المؤمنين شريعتي
عصماء من سفهٍ وعن إسفاف ِ
ونسجتُ من آي الكتابِ حصانتي
من خدعة التغريبِ والإرجاف ِ
ووجدت في نهجِ الإلهِ صيانتي
كالدرّة الحسناء في الأصدافِ
أنا مــا فُتنتُ بمــرأةٍ غربيّــة ٍ..
مكشوفة الساقين والأعطــاف ِ
أنا لستُ في سوق النخاسةِ سلعـةً
أو صورةً راجت على الأصنافِ
أنا ما لبستُ عبــاءةً شفّافـــــةً
ما لي ومـــا للمئزرِ الشّفَّافِ
لم أخترم طُهــــرَ العفاف بزينةٍ
تُغري القلوبَ وتجتلي أوصافي
لا أكتسي اللبس الصفيقَ فربمــا
كان الهوى في الخصرِ والأكتاف ِ
أنا نخلةٌ .. أنا قلعـــةٌ.. أنا أمّــة
أبني النفوس على هدى الأسلاف ِ
ما غرّني زيفُ الحياةِ ولهوهــا
فحياتُنا طيفٌ من الأطيــافِ
أمضي وفي الفردوس تعتلجُ المنى
أنعم بها وبعيشهـا الرفراف ِ
وأسيرُ والآياتُ تمـــلأ خافقي
والقلبُ مثلُ الطائرِ الرفّاف..
"إياك نعبدُ " في الحياة رسالتي
"والله أكبرُ " في الوجودِ هُتافي
أحيا بأنوار الكتـــاب ِ شريفة ً..
زوج الشريف.. ومرضعُ الأشرافِ
أسبلتُ جلبابي.. وصنتُ سريرتي
والله لايخفى عليه الخافي
لا أنحني.. فاللهُ مولاي الــذي
ملأت محبتُهُ شغاف شغافي
دع عنك دعوى المرجفين فإنمــا
شرُّ النباتِ أتى بشرِّ قطافِ..
قد أشربوا دنيا تهافت زيفهـــا
واستسلموا للغربِ كالأخفــافِ
مُسخوا.. فما تبعوا شريعتنا ولا
ورثوا بقايا غيرة ابنِ مناف ِ
كم مجدّوا بنت السفورِ ودبّجــوا
بيت القصيدِ وسجعة العَــرّافِ
وتنكبوا سبل الرشادِ فما دعوا
إلا بدعوى فرقة ٍ و خلافِ
أرأيتِ بنتَ الغرب في سفسافها
حلوى السفيهِ.. ومتعة المصطافِ
أرأيتِها لحما تطايرُ حولــه..
فوج الذُبابِ الفاتكِ المتلافِ
أرأيتها بين الذئــاب سبيــَّـــة ً
والعرضُ دامٍ في يد الأجــلافِ
أرأيتِها قيثارةً تذكي الخنـــــا..
وترفُّ قسـرا في يدِ العُزافِ!!
أرأيتِهـا زهرا تبدّدَ في الضحى
داست عليه سنابك القطّافِ!!
بصقوا عليها إذ تقـــادم حسنُهـا
جسدا بليدا كالضريح العافي!!
ضحك الجُناةُ على مشاهـدِ موتها
لم تبكها عينُ الكنــودِ الجافي!!
بنتَ التقى هذا وسامُكِ فاشمخي
شرفا بدين العدل والإنصــافِ!!
الكعبةُ الغـــــرّاءُ في جلبابهــا
مهوى النفوس وقبلةُ الطــوّاف ِ!!
أنتِ سويداءُ القلوب، وبؤبؤ
في العين يجمع كل حسنٍ وافي!!
ما أرخص الدنيا بغير مباديء
كسفينة تجري بلا مجــــدافِ..
شعر: م. صالح العمري- الظهران
منقول
جزاك الله خيرا على الموضوع
قصيدة رائعة ومتميزة
مشكوووورة