وقفة مع آية ولا تطرد الذين يدعون ربهم
وقفة مع آية ولا تطرد الذين يدعون ربهم
قال تعالى ((وَلاَ تَطْرُدِ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّيَقُولوَاْ أَهَـَؤُلآءِ مَنّ اللّهُ عَلَيْهِم مّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ))الأنعام52ـ53
روى أحمد والطبراني وأبن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده خباب بن الأرت وصهيب وبلال وعمار فقالوا : يا محمد أرضيت بهؤلاء , وهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا لو طردت هؤلاء لاتبعناك فأنزل الله سبحانه وتعالى فيهم القرأن ((وَأَنذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوَاْ إِلَىَ رَبّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مّن دُونِهِ وَلِيّ وَلاَ شَفِيعٌ لّعَلّهُمْ يَتّقُونَ * وَلاَ تَطْرُدِ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّيَقُولوَاْ أَهَـَؤُلآءِ مَنّ اللّهُ عَلَيْهِم مّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ * وَإِذَا جَآءَكَ الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَىَ نَفْسِهِ الرّحْمَةَ أَنّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوَءًا بِجَهَالَةٍ ثُمّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ*وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الاَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) الأنعام51ـ54
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: جاء عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومطعم بن عدي والحارث بن نوفل في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر إلى أبي طالب فقالوا: لو أن أبن أخيك يطرد هؤلاء الأعبد كان أعظم في صدورنا وأطوع له عندنا وأدنى لأتباعنا إياه , فكلم أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون فأنزل الله سبحانه وتعالى ((وَأَنذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ)) إلى قوله ((أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ)) وكانوا بلالاً وياسر مولى أبي حذيفة وصالحاً مولى أسيد وابن مسعود والمقداد بن عبدالله وواقد بن عبدالله الحنظلي وأشباههم فأقبل عمر فاعتذر عن مقالته فنزل ((وَإِذَا جَآءَكَ الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَىَ نَفْسِهِ الرّحْمَةَ أَنّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوَءًا بِجَهَالَةٍ ثُمّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ )) الأنعام54
إنه قمة التوجيه الرباني للعمل النبوي ومن بعده للعمل الدعوي , فالخطاب القرآني في هاتين الآيتين قد تجلى في عدة أمور :
1ـ بيان تركيبة المجتمع المكي الطبقيه وإظهار النظرة الأستعلائية التي يكنها الملأ من أشراف مكة في صدورهم تجاه العبيد والضعفاء والفقراء وأنه يعنيهم في المقام الأول حفظ الألقاب والمناصب بل أكثر من ذلك فإنهم يحسبون حساباً لقول نظرائهم في باقي أنحاء الجزيرة حيث خافوا من انتقادهم فيما لو رأوهم مختلطين مع رجال الطبقة الدنيا .
2ـ موقف الإسلام من الإيمان المشروط حيث منع الإسلام أحداً كائناً من كان من إملاء شروطه , إذ الإسلام يعلو ولا يعلى عليه وينبغي أن يكون الإيمان نقياً لا تشوبه شائبة والسيادة للشرع وحده من غير شريك على الإطلاق
3ـ تطويع النفوس المؤمنة حتى تصبح ميولها إسلامية وذلك بنزع فتيل الكبر والتعالي المتأصل في نفوس المستكبرين تجاه الضعفاء ورفع درجة الثقة عند نفوس الفقراء والضعفاء فلا يتفاضل الناس إلا بالتقوى
4ـ التقديم يكون بالسبق إلى الإيمان والعمل الصالح
5ـ لا يلزم موافقة إرادة الله جل جلاله لعقول الناس إذ الأصل أن يقبل العقل الإنساني بتدبير الله قبولاً تسليماً
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
وقفة مع آية ولا تطرد الذين يدعون ربهم
قال تعالى ((وَلاَ تَطْرُدِ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّيَقُولوَاْ أَهَـَؤُلآءِ مَنّ اللّهُ عَلَيْهِم مّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ))الأنعام52ـ53
روى أحمد والطبراني وأبن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده خباب بن الأرت وصهيب وبلال وعمار فقالوا : يا محمد أرضيت بهؤلاء , وهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا لو طردت هؤلاء لاتبعناك فأنزل الله سبحانه وتعالى فيهم القرأن ((وَأَنذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوَاْ إِلَىَ رَبّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مّن دُونِهِ وَلِيّ وَلاَ شَفِيعٌ لّعَلّهُمْ يَتّقُونَ * وَلاَ تَطْرُدِ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لّيَقُولوَاْ أَهَـَؤُلآءِ مَنّ اللّهُ عَلَيْهِم مّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ * وَإِذَا جَآءَكَ الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَىَ نَفْسِهِ الرّحْمَةَ أَنّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوَءًا بِجَهَالَةٍ ثُمّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ*وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الاَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) الأنعام51ـ54
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: جاء عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومطعم بن عدي والحارث بن نوفل في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر إلى أبي طالب فقالوا: لو أن أبن أخيك يطرد هؤلاء الأعبد كان أعظم في صدورنا وأطوع له عندنا وأدنى لأتباعنا إياه , فكلم أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو فعلت ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون فأنزل الله سبحانه وتعالى ((وَأَنذِرْ بِهِ الّذِينَ يَخَافُونَ)) إلى قوله ((أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ)) وكانوا بلالاً وياسر مولى أبي حذيفة وصالحاً مولى أسيد وابن مسعود والمقداد بن عبدالله وواقد بن عبدالله الحنظلي وأشباههم فأقبل عمر فاعتذر عن مقالته فنزل ((وَإِذَا جَآءَكَ الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَىَ نَفْسِهِ الرّحْمَةَ أَنّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوَءًا بِجَهَالَةٍ ثُمّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ )) الأنعام54
إنه قمة التوجيه الرباني للعمل النبوي ومن بعده للعمل الدعوي , فالخطاب القرآني في هاتين الآيتين قد تجلى في عدة أمور :
1ـ بيان تركيبة المجتمع المكي الطبقيه وإظهار النظرة الأستعلائية التي يكنها الملأ من أشراف مكة في صدورهم تجاه العبيد والضعفاء والفقراء وأنه يعنيهم في المقام الأول حفظ الألقاب والمناصب بل أكثر من ذلك فإنهم يحسبون حساباً لقول نظرائهم في باقي أنحاء الجزيرة حيث خافوا من انتقادهم فيما لو رأوهم مختلطين مع رجال الطبقة الدنيا .
2ـ موقف الإسلام من الإيمان المشروط حيث منع الإسلام أحداً كائناً من كان من إملاء شروطه , إذ الإسلام يعلو ولا يعلى عليه وينبغي أن يكون الإيمان نقياً لا تشوبه شائبة والسيادة للشرع وحده من غير شريك على الإطلاق
3ـ تطويع النفوس المؤمنة حتى تصبح ميولها إسلامية وذلك بنزع فتيل الكبر والتعالي المتأصل في نفوس المستكبرين تجاه الضعفاء ورفع درجة الثقة عند نفوس الفقراء والضعفاء فلا يتفاضل الناس إلا بالتقوى
4ـ التقديم يكون بالسبق إلى الإيمان والعمل الصالح
5ـ لا يلزم موافقة إرادة الله جل جلاله لعقول الناس إذ الأصل أن يقبل العقل الإنساني بتدبير الله قبولاً تسليماً
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
جزاكي الله الف خير يا اختي الكريمة
وينور دربك ربي
ويجعل مثواكى الفردوس الأعلى
وينور دربك ربي
ويجعل مثواكى الفردوس الأعلى
بارك الله فيك على التوضيح
جوزيت خيرا
جوزيت خيرا
مشكورة اختي
جعلها الله شفيعة لك يوم
لا ينفع مال ولا بنون
جعلها الله شفيعة لك يوم
لا ينفع مال ولا بنون
بوركتي
جزاك الله الفردوس الاعلى من الجنه
بارك الله فيك وجزاك الفردوس اخيتي
أ
شكر لكم حسن المتابعة والأطلاع
دمتم بحفظ الله
دمتم بحفظ الله