السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين
ذاتَ يوم تفكرتُ في أبياتٍ قرأتُهَا منذُ زمنٍ بعيدٍ
وبقيَ صداهَا يَتردَّدُ في أذنِي إلى اليومِ ، أبيات يقولُ فيها الشاعرُ
وَمِمَا زَادنِــــى شَرفاً وَفَخراً … وَكِدتُ بِأَخمَصِى أطأَ الثُّريَا
دُخُولِى تحتَ قَولكَ يَاعبادِى … وَأنْ سَيَّرتَ أحمد لِي نَبيَّـــا
تأملتُ معانِيهَا وَ ما تَحمِلُهُ بينَ ثَنايَاهَا منْ كنوزٍ
إِستَشعرتُ عِزَّةً تجري في عروق ِهذا الشاعر
حتى بِِتُّ أراه ُنجمــاً مُتلألأً بين النجومِ
ما أجملَ ذلك الإحساس و ما أرقاه ُ
تأملتُ دافعَ إِِحساسهِ هذا فوجدتُ مَكْمَنَ العِزَّةِ كونه عبداً لله
وكونَ محمد ٍصلى الله عليه و سلم المبعوثِ بالرسالةِ رحمةً للعالمينَ
قُدوتهُ و حِبَّهُ هذا ما جلبَ لهُ الفخرَ..
هذا ما جعلهُ يُحسُّ أنَّهُ أعلى الناس وأَشرفَهُمْ
سُبحــانَ اللهِ ،، لطــالمَا أردتُ إِِستِشعارَ هذا الإحساسِ
أنْ أُحِسُّ فِعلاً أَنَّنِي عبدٌ لله…
فكيفَ السبيلُ لِتحقيقِ مُبْتَغَاي !!
عُدْتُ لأَتأَملَ وَأَتعمقَ أكثر في التفكيرِ
بينما أنا كذلك فإذ بشعاع منْ نورٍ يطمئنُ بهِ قلبِي
ويُرشدنِي أَنَّ اللهَ لمْ يخلقنَا هكذا هَمَلاً
ويتركنَا فى ظلماتِ الدُّنيَا نَتخبط ُفى مشاكلِهَا ومآسِيهَا
بل رزقنَا العقل َلنفكرَ بهِ ونتدبَّرَ تلك الآياتِ منْ حولِنَا
وَرزقَنَا السمع َوالبصرَ لِنستَشعِرَ بهما عظمةَ الخالقِ البديعِ
ورزقَنَا الأيدِي والأَرجلَ لنسعَى في الأرض ِونعمِّر
لِنَنْعَم بتلك النِّعَمِ الجمَّةِ التِّي لا تُعدُ ولا تُحصَى منْ حَولِنَا
ثُم أَرسلَ إِلينَا الحبيب
محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالقرآن ِالكريم ِ.. عَامٍ وَ شامِلٍ يصلحُ لكلِّ زمان ٍ ومكان ٍ
نَزَلَ بِعلمِ اللهِ المحيطِ بكلِّ شيءٍ..فهوَ سبحانهُ علِيمٌُ بما كانَ وما هوَ كائِنٌ وما سيكونُ
والقرآنُ الكريمُ كتابُ حياةٍ بكلِّ ما تحمِلهُ الحياةَ منْ معانِي التأمُّلِ والتدبُّر ِ
خَصَّ اللهُ بهِ الأحياءَ منْ عبادهِ
أَحياءَ القلوبِ والضمائر ِوأصفياءَ السرائرِ والبصائر
حتى نَزلت على النبِّى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هذهِ الآية فى حجتهِ المباركةِ " حجةَ الوداع "ِ
تصديقاً لوعدِ الله بكمال ِالدِّين ِوإعلاءاً لرايةِ الإسلامِ
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"
(سورة المائدة : 3)
هَا قدْ سَخَّرَ لنَا اللهُ كلَّ شئٍٍ من حولنَا وأرسلَ إِلينَا كل ما يعلمنَا ويوضحُ لنَا طريقَ الحقِِّ
لِنسلكهُ إذاً ماذا تبقَّى لأُحِسَّ بذلك الإِحساس الذى لاَمسَ شِغافَ قلبِ الشاعرِ
فكتبَ تلك الأبيات المفعمة بالعزةِ والفخر ِالخالدة ِحتى يومنَا هذا
ماذا تبقَّى .. قُلْ لِي بِربِّك .. ماذا تبقَّى
إِنَّه العملُ .. العملُ
فهيَّا بِنَا نُحَفِّزُ الهِمَمَ ونَهبُّ إلى العملِ ونَرجعُ إلى كتابِ الله ..
نَبحثُ عنْ دُور ٍلتحفيظ ِالقرآنِ.. عن كُتبِ التَّفسيرِ .. نَتدبَّرُ نَتَأملُ …
نَستشِيرُ أَهلَ العلمِ
{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } النحل43
وَمَعــاً نُرددُ
إِتَّخَذُتُ قَراري بِتَغييرِ مَسارِ حياتِى ..
وسأبدأُ الطريقَ لأصلَ لِمُرادِى
سَأُهرولُ إلى الله ..
وأَدعو في الصلاةِ
اللَّهُم أّعِزنَا بالإسلامِ وأَعِزَّ الإسلامَ بالمسلمينِ
الَلَّهُم رُدنَا إلى دينكِ مَرداً جَميلاً