تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل يمرض المؤمن نفسيا؟ وما هو علاجه في الشرع؟ – الشريعة الاسلامية

هل يمرض المؤمن نفسيا؟ وما هو علاجه في الشرع؟ – الشريعة الاسلامية 2024.

هل يمرض المؤمن نفسيا؟ وما هو علاجه في الشرع؟


س: هل يمرض المؤمن نفسيا؟ وما هو علاجه في الشرع؟
علما بأن الطب الحديث يعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط؟

الجواب :

لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية بالهم للمستقبل والحزن على الماضي، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الأمراض الحسية البدنية، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية- أي الرقية -أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف.
ومن أدويتها الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه:<إنه ما من مؤمن يصيبه هم أو غم أو حزن فيقول :اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا فرج الله عنه> فهذا من الأدوية الشرعية، وكذلك أيضا أن يقول الإنسان:<لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين> ومن أراد مزيدا من ذلك فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كالوابل الصيب لأبن القيم، والكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، والأذكار للنووي، وكذلك زاد المعاد لابن القيم.
لكن لما ضعف الإيمان ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية، وكلما كان الإيمان قويا كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماما بل إن تأثيرها أسرع من تأثير الأدوية الحسية، ولا يخفى علينا جميعا قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فنزلوا على قوم من العرب، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا بهم لم يضيفوهم فشاء الله عز وجل أن لدغ سيد القوم -لدغته حية- فقال بعضهم لبعض :اذهبو إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقيا، فقال الصحابة لهم :لانرقي على سيدكم الا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم، فقالوا :لابأس، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لدغ، فقرأ سورة الفاتحة فقط، فقام هذا اللديغ كأنما نشط من عقال، وهكذا أثرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل ؛ لأنها صدرت من قلب مملوء إيمانا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه :<وما يدريك أنها رقية>؟
لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة، وابتلوا في الواقع. ولكن ظهر في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأموالهم يزعمون أنهم قراء بررة، ولكنهم أكلة مال بالباطل، والناس بين طرفي نقيض منهم من تطرف ولم يرى للقراءة أثرا إطلاقا، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءة الكاذبة الخادعة، ومنهم الوسط.

-والله أعلم- فتاوى الشيخ ابن عثيمين ص:386‎_‎385

جزاك الله خير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواثقة خليجية
جزاك الله خير

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.