وَالْمَوْتُ زَائِرُكُمْ
عَصْـرٌ تَكَاثَـرَ فِيهِ الْحِقْدُ وَالْحَسَدُ ** وَالْكِبْرُ هَـبَّ وَقَـلَّ الصَّبْرُ وَالْجَلَدُ
وَالْحُبُّ لِلْمَالِ أَنْسَى النَّاسَ وَاجِبَهُمْ ** فَهُمْ هِيَـامٌ بِـمَالٍ جَمْعُهُ نَـكَـدُ
فَـمَا نَرى فِيْ صَلاَةِ النَّاسِ مِنْ رَجُلٍ ** بَكَـى خُشُوعًا فَغَطَّـى قَلْبُهُ الْكَمَدُ
وَلاَ سَمِعْنَـا أَنِيْنَ الْقَوْمِ إِنْ تُـلِيَتْ ** عِظَاتُ ذِكْرٍ تَلاهَا الْجَـدُّ وَالْـوَلَـدُ
وَلاَزَكَاةَ تـُؤَدَّى دُوْنَ وَاسِـطَـةٍ ** مِنَ الأَكَابِرِكَـي يَبَقَـى لَـنَا السَّنَدُ
وَطَالِبُ الْعِلْمِ أَضْحَـى لَيْسَ مَطْلَبُهُ ** إِلاَّ الشَّهَـادَةَ يُعْطَـاهَـا وَيَبْتَعِـدُ
فَكُـلُّ أَوقَـاتِـهِ لَهْوٌ وَمَسْخَـرَةٌ ** وَالامْتِحَـانُ إِذَا مَاجَـاءَ يَجْتَهِـدُ
فَحَسْبِيَ اللهُ مِـنْ عَصْرٍ سَمَا وَعَـلاَ ** فِيْـهِ التَّفَاخُـرُ وَانْـقَادَتْ لَهُ الْبَلَـدُ
فَيَـا بَنِي الْعَـمِّ مَـالدُّنْيَـا بِبَاقِيَةٍ ** لأَيِّ حَـيٍّ وَيَبْقَى الوَاحِـدُ الأَحَـدُ
وَالْمَوْتُ زَائِرُكُمْ لاَشَـكَّ فَانْتَبِهُـوا ** وَحَاسِبُـوا النَّفْـسَ إِنَّ النَّارَ تَتَّقِـدُ
وَالْحِقْـدُ يَغْرِسُـهُ الشَّيْطَانُ بَيْنَكُمُ ** كَـذَلِكَ الْحَمَقُ الْمَـذْمُومُ وَالْحَسَدُ
فَجَنِّبُـوا النَّفْسَ دَاءَ الظُّلْمِ وَابْتَعِدُوا ** عَنِ الدَّنَاءَاتِ وَأْتُوا الْخَيْرَ وَاجْتَهِـدُوا
وَلاَزِمُوا الصِّدْقَ وَالإِخْلاَصَ فِي عَمَلٍ ** وَهَـذِّبُوا النَّفْسَ بِالأَخْلاَقِ وَاقْتَصِدُوا
فَإِنَّمَا الأُمَـمُ الأَخْـلاَقُ مَـا بَقِيَتْ ** فَـإِنْ هُمُوا نَفَدَتْ أَخْلاَقُهُمْ نَفَـدُوا
شعر : د / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل