الغيبة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
لقد حث ديننا الحنيف على تقوية روابط الأخوة والمحبة بين المسلمين، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم شبههم بالجسد الواحد فقال: (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى )).
وقال عليه السلام: ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
وبالمقابل حرم الله تعالى كل خلق أو صفة أو فعل ينمي العداوة بين المسلمين ويحدث التفرقة بينهم.
ومن أهم الأمور الداعية إلى انتشار البغض والحقد في قلب المسلم هي الغيبة؛ والغيبة ذكر الرجل بما فيه من خلفه؛ كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إلا أن بعض الأخوات عندما تتكلم عن أختها المسلمة وتنصحها أخت أخرى أن تكف عن الغيبة، ترد قائلة: أنا أتكلم بما رأيت ولست أكذب عليها .!!
وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر؛ وبين الفرق بين الغيبة والبهتان بقوله: أتدرون ما الغيبة؟؟؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ماتقول؛ فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهَتَّه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم:حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني أنها قصيرة، فقال النبي صلى الله عله وسلم: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.
وقد ترد بعض الأخوات وتقول: أنا أتكلم لصالحها و ذاك أمر قد قامت به وأنكرته ولم يعجبني؛ فنقول: أولا وكما ذكرنا آنفا فالمسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه؛ فكما أنه يحب الستر على نفسه فحري به أن يستر على أخيه المسلم ولا يؤذيه في نفسه وعرضه أمام الملأ، حتى ولو قال أنا أخبرت شخصا واحدا فقط، أوَ لم يعلم أن الخبر إذا تجاوز الإثنين شاع !!
ثم إن من يحب النصح لأخيه؛ كتم سره وذهب إليه وأمره المعروف وبالكلمة الحسنة الطيبة؛ فإن ذلك سيكون له تأثير عظيم في نفس ذلك المخطئ وتتقوى روابط المحبة بين المسلمين؛ وفي هذا الصدد قال الشافعي رحمه الله:
تعمدني بنصحك في انفرادي ….. وجَنِّبْني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ….. من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيتَ قولي ….. فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
فالنصيحة أمام الناس تتحول من نصيحة إلى فضيحة، وليس أجمل من ستر المسلم أخاه المسلم؛ وأن يعامل كل واحد منا الآخر كما يحب أن يعامل.
ثم إن الإغترار بالنفس ليس بلأمر الحسن فلا يعلم الإنسان ما تخبؤه له الأيام، فالقلوب تتقلب والثبات يكون من الله عز وجل. قال أحد الصالحين: لا تعجب لمن هلك كيف هلك…ولكن اعجب ممن نجا كيف نجا !!
و قد قيل: لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك.
وقيل أيضا: من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله.
نسأل الله السلامة والعافية.
وإن كان الإنسان يتوجب عليه النصح في الجماعة تحذيرا من خلق أو فعل معين؛ مثل إمام مسجد أو داعية في محاضرة فيقول: ومن الناس من يفعل كذا…. دون ذكر الإسم أو الجماعة؛فلا يكون بذلك تشهير بالناس وإنما أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فقط.
ومن النصوص الدالة على تحريم الغيبة:
ومن الجميل أن يرد المسلم عن أخيه المسلم وينصح المغتاب أن يتوقف عن الحديث على عرض أخيهما، بل وقد جعل الله له أجرا عظيما.
كفارة الغيبة:
أقوال في ذم الغيبة:
يروى عن الحسن البصري ـ رحمه الله ـ أن رجلا قال له: إنك تغتابني. فقال: ما بلغ قدرك عندي أن أُحَكِّمك في حسناتي.
وقيل لأحدهم: إن فلانا قد اغتابك. فبعث إليه طبقا من الرطب، وقال: بلغني أنك أهديت إلي حسناتك، وأردت أن أكافئك بها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام.
وروي عن ابن المبارك ـ رحمه الله ـ أنه قال: لو كنت مغتابا أحدا، لاغتبت والديَّ، لأنهما أحق بحسناتي.
وذكر رجل أخاه بسوء أمام صاحبه، فقل له: هل غزوت الروم؟ . قال: لا ،قال: هل غزوت الترك؟.
قال: لا. قال: سلمت منك الروم، وسلم منك الترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم.
عن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ أنه مر على بغل ميت، فقال لبعض أصحابه: لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم.
اللهم اجعلني في عليين واحفظ لساني عن العالمين
بقلمي
وجزاك الله خيرا وكاتب الموضوع
كثير من المواضيع تناولت الغيبة بلفظها واسبابها وعلاجها والفاكهة التي حرمت
وغير ذلك
الا ان طرح الموضوع وما يحوية يشد بطريقة اكثر من رائعة
بارك الله فيك
يزين بالنجوم
احسنت الاختيار حبيبتي
و الموضوووع بقلمي إلا الأقوال في ذم الغيبةمنقولة
وكذلك الصور من تجميعي
طرح موفق عزيزتي
مع تمنياتي لكي بالتوفيق ان شاءالله
جعله الله في ميزان حسناتك
ملاحظة بسيطة أختي فقط أزيلي حديث إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا
لأنه يتحدث عن أدب المسافر الغائب عن أهله ألا يدخل بيته ليلا و لا علاقة له بنفس الموضوع
و لك أحلى تقييم على الموضوع الرائع
و تقبلى أختي مروري
مشكورة غاليتي على المجهود المميز
جعله الله في ميزان حسناتك ملاحظة بسيطة أختي فقط أزيلي حديث إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا و لك أحلى تقييم على الموضوع الرائع
|
شكرا أختي ع التنبيه
والله ما انتبهت !!
تم التعديل
جزاك الله خيرا
لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ
والزهور والأنغامْ
وألحان الشكرِ والإحترامْ
لأقدمها لك تعبيراً عن شكرى وإمتنانى لموضوعـك الكريم
تحياتى الوردية .. ~
لكـ خالص إحترامى
.
.
.