من يريدي المغفره..هذا رمضان
السلام على من ارتضى بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا….
الحمد لله الذي خص بعض مخلوقاته بما شاء من الفضائل ، و الصلاة و السلام على نبيه الأمين…
فيا أختي العزيزة: يا من يريدي المعفره..هذا رمضان
ها هو رمضان على الأبواب قد أتي .
رمضان : الذي طالما حنت إليه قلوب المتقين .
رمضان : الذي طالما اشتاقت إليه نفوس الصالحين.
وكيف لا تحن القلوب إلى شهر الخير والبركة .
كيف لا تشتاق القلوب إلى شهر المغفرة و الرحمة.
أختي الحبيبة:
إن هذا الشهر قد خصه الله بخصائص عظيمة ، وميزه الله بفضائل جليلة .
فهو شهر الصيام ؛ الذي هو ركن من أركان الإسلام .
الصيام ؛ الذي كل عمل بن آدم له إلا الصوم ، فإنه لله وهو يجزي به .
إنه شهر تتفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النار.
إنه شهر تصفد فيه مردة الشياطين .
أختي المسلمة :
إن من أعظم فضائل رمضان أنه موسم كبير للمغفرة .
نعم ، المغفرة التي نحتاجها جميعا
المغفرة : التي من كُتبت له ، فقد كُتب له الخير كله .
وهل يُمنع العباد من دخول الجنان إلا بسبب عدم المغفرة ؟
وهل يَدخل العباد النار إلا بسبب الذنوب التي لم تُغفر؟
الذنوب : التي هي سبب لكل بلاء ، ومصيبة .
الذنوب : التي تُورث في القلب ظلمة ، و وحشة .
الذنوب : التي تحول بينك و بين ربك و مولاك .
أختي المؤمنة :
يا من يُريدي المغفرة :
يا من أثقلت كواهلَه المعاصي: هاهو موسم من مواسم المغفرة قد أقبل .
اسمعي إلى هذه الأحاديث الصحيحة لتتعرف على أنهار من المغفرة في هذا الشهر الكريم .
أولا: صيام رمضان
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما
تقدم من ذنبه » ( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
2- وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى
رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر » ( أخرجه مسلم ) .
يالها من بشرى عظيمة ، بشرى بالمغفرة ؛ يا من تصومي رمضان ابتغاء وجه الله ، واطلبي الأجر من الله ، وأبشري فالمغفرة
وشيكة بإذن الله .
أختي الحبيبة :
إن أردتي المغفرة فليكن صومك عن المحرمات قبل أن تصوم عن المباحات ، ليصم سمعكي ، وبصركي ، ولسانكي ، وكل
جوارحكي ، فالله قد حرم عليكي في نهار رمضان الأكل و الشرب وهما مباحان ، لينبهكي على ترك الحرام من باب أولى .
أما إذا لم تفعلي فاسمعي إلى هذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم « من لم يدع قول الزور والجهل
والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ».
لا إله إلا الله ؛ كم جاع وكم عطش ، وكم نصب و تعب ، ولكن ليس له شيء من الأجر لأنه لم يصم عن المحرمات .
أختي الحبيبة:
إن الله غني عنك و عن جوعك وعطشك ، و إنما يريد الله منك – من وراء الصيام – تقواه سبحانه و تعالى .
نعم يا أختي إنما يريد الله التقوى ، و هي الغاية التي من أجلها فرض الله الصيام { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }.
فحققِي التقوى حتى تنالي المغفرة ، أمسكي لسانكي ، و غضي بصركي ، واحفظي سمعكي عن هذه المحرمات حتى تفطر في
الجنات بإذن الله .
ثانيا: قيام رمضان :
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما
تقدم من ذنبه » ( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
سبحان الله ! يا أختي ، إنها ليالي معدودة ، تنصب فيها القدمين لله ، وتصلي لله ، تحصل على هذه المغفرة ، فاعزمي بقلبكي
على قيام رمضان ، واخلصي لله .
بل و اسمعي إلى هذه البشارة النبوية ، كما في السنن من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : «
إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام الليلة » .
كم يأتي الشيطان إلى أحدنا فيجعله يأكل عند الإفطار كثيرا ، فإذا ما رام القيام لصلاة التراويح أحس بثقل الجسم ، و
أحس بالتعب لأن عقله و ذهنه أصبح عند قدميه ، فهو يراوح بينهما ، لا تلذذا بالعبادة و لكن استثقالا لها .
كم يأتي الشيطان إلى أحدنا ، فما أن يفرغ من صلاة العشاء ، إلا ويبدأ يذكره بأعماله و أشغاله حتى يترك صلاة التراويح .
و ربما استخدم مكره معنا ؛ فيزهدنا في صلاة التراويح ، لأنها مستحبة و ليست بواجبة ، أو أن أعمالنا و سعينا في طلب
المعيشة أفضل ، أو ربما استخدم أسلوب التسويف ، فيقول لأحدنا لازلت في أول رمضان و أنت متعب من الصيام ، انتظر
حتى غد ثم تبدأ في المحافظة على صلاة التراويح من أولها.
و هكذا يمضي رمضان – ليلة تلو ليلة – و نحن لم نصل إلا القليل من الليالي .
ثالثا: قيام ليلة القدر
4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا ، غفر له ما
تقدم من ذنبه » ( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
ليلة واحدة ، تجتهد فيها بالعبادة ، بالطاعة ، هذه الليلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من
رمضان من أجلها ، والظفر بها _ وهو من قد غفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر – فحري بنا – ونحن الذين لم نعلم بعد ما
مصيرنا ، ما حالنا يوم القيامة – أن نجتهد في قيام تلك الليلة ، التي قيامها يُعادل قيام أكثر من ثلاث و ثمانين عاما، قال
تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر } .
أختي الحبيبة :
والله إن السجلات ملأى بالذنوب و السيئات ، أفلا نغسلها بقيام ليلة واحدة .
وحتى تدرك هذه الليلة ، فعليكي بقيام العشر الأواخر كلها، إن كنتي صادقة في طلب المغفرة .
أختي الحبيبة :
إن أنهارا من المغفرة أمامك يوشك أن تجري من أجلك ، فهلا انغمست فيها ، لعلها تطهرك ، لعلها تغسل عنك صحائف ؛
طالما سودتها ، لعلها تكفر ذنوبا ؛ طالما حالت بينك وبين ربك و مولاك.
أختي الحبيبة :
أسباب المغفرة كلها منعقدة لكي يُغفر لك .
والله – يا أختي – ما فتح الله أبواب الجنان إلا من أجل أن يُدخلك فيها .
والله ؛ ما غلّق الله أبواب النيران إلا ليُبعدك عنها .
ما صفّد الله مردة الشياطين إلا لتُقبل عليه ، وعلى طاعته ، التي هي سبب رضاه ، التي هي سبب سعادتك وفلاحك .
أختي الحبيبة :
هل تجدي أرحم من ربكي و مولاكي – وهو غني عنك و عن طاعتك – لا و الله لن تجد أبدا .
انظري كيف يعاملك ، وكيف تعامليه .
تعصيه فيستر عليك ، وتتمادى في المعصية فيحلم عليك ، وتسرف على نفسك في الذنوب و المعاصي فيدعوك للمغفرة
والتوبة. يقول تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه
هو الغفور الرحيم } .
أختي الحبيبة :
تأمل هذه الآية ،كم تحبب الله فيها إلى عباده – لا أقول المحسنين ، ولكن المسرفين على أنفسهم – لم يقل الله { الذين
أجرموا } ، و لم يقل { الذين عصوا } ، و لكن قال { الذين أسرفوا على أنفسهم } ، وقبلها نسبك إليه فقال { يا عبادي }
ليعلمك أنك مهما فعلت من الذنوب
و مهما أكثرت من المعاصي فإنك لا تزال عبد من عباده .
ثم أخبرك أن لا تقنط من رحمته ، و أعلم بأن الله يغفر كل الذنوب كلها – مهما عظمت – إذا تبت منها .
وهل شهر رمضان وما فيه من أسباب المغفرة إلا من أجلك ، ومن أجل محو ذنوبك .
أختي الحبيبة:
هل سألت نفسك لمن هذه الفضائل كلها ؟
أهي للملائكة ؟
أم هي للبهائم و الحيوانات ؟
كلا و الله ، يا أخي الحبيب.
إنها و الله ، لك ، و من أجلك .
نعم ، الله فتح أبواب الجنة لك ، وغلق أبواب النار من أجلك ، وصفد مردة الشياطين لتقبل عليه .
كم من ملك مقرب ليس له « و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ».
يا أختي:
أيام رمضان أيام مغفرة ، ورحمة ، أيام رمضان أيام محو للسيئات .
يا أختي :
أما آن أن تُغفر الذنوب .
أما آن أن تُمحى الخطايا .
يا طالب المغفرة : هاهي أسبابها أمامك ، هاهي بين يديك .
أختي الحبيبة:
إن الله يحب أن يغفر لعباده { والله يريد أن يتوب عليكم } ، ولكن الله لا يُعطي المغفرة إلا لمن يستحقها .
يا أختي :
إن لم يُغفر لنا في رمضان – وقد انعقدت أسبابها – فمتى يغفر لنا ؟
إن لم يتب الله علينا في رمضان ، فمتى يتاب علينا ؟
أختي الحبيبة :
لا تحقر من الذنوب شيئا ، فلقد أدخل الله امرأة النار بسبب حبس هرة .
فإياك ، إياك أن تتهاون في ذنب أو معصية ، لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
أختي الحبيبة :
هلم إلي شهر المغفرة ، إلي شهر الرحمة ، اجتهد بالعبادة ، أكثر من الطاعة ، ابتعد عن المعاصي ، فلا سبيل إلي
المغفرة إلا بهذا الطريق .
أسأل الله أن يبلغنا و إياك رمضان ، وأن يوفقنا فيه للصالحات ، وأن يغفر لنا أجمعين .
اســـــفه للاطاله ولكن لاهميه الموضوع
جازاك الله كل الخير
جزاك الله كل خير اختي بنت البلد
وجعله في موازين حسناتك