والوقتُ هو رأس
مال الإنسان ، وهو عُمره الحقيقىّ ، وأغلى ما يملكُ في هذه الدنيا .
يقولُ ابنُ القيم رحمه الله : ‹‹ فوقتُ الإنسان هو عمُره في الحقيقة ، وهو مادةُ حياته الأبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم ، وهو يَمُرُّ مَرَّ السحاب ، فما كان من وقتٍ لله وبالله فهو حياته وعُمره ، وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته ، وإن عاش فيه عيشَ البهائم ، فإذا قطع وقتَه في الغفلةِ واللهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة ، فموت هذا خير من حياته ›› .
والوقتُ إمَّا أن يكونَ عـدوًا لدودًا أو صديقـًا وَدودًا .
كيف ذلك …؟!
إذا أحسَنَّا استغلال الوقتِ فيما يُفيدُ ويعودُ علينا بالنَّفع في الدنيا والآخرة ، كان الوقتُ صديقًا لنا ، وكان سببًا في فَرحِنا واستبشارِنا ، وكانت أعمالُنا وما قدَّمناه فيه في موازين حسناتِنا .
أمَّا إذا أسأنا استغلالَه وضيَّعناه فيما لا يُفيد ، كان عـدوًا لنا ، وعاد علينا بالضَّررِ في الدنيا والآخرة ، وكانت كُلُّ لحظةٍ منه في موازين السيئات
ونحنُ مُحاسَبون على أوقاتنا في الآخرة ، يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القِيامةِ حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيمَ أفناه ، وعن عِلمهِ ماذا عَمِلَ به ، وعن مالِه مِن أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه ، وعن جِسمهِ فيمَ أبلاه )) صحَّحه الألبانىّ .
ومِن وسائل استغلال الوقتِ والانتفاعِ به :
– المُحافظةُ على الصلوات ، ونوافل العِبادات .
– الإكثارُ مِن ذِكر اللهِ تعالى .
– حِفظُ القُرآن الكريم .
– طلبُ العِلم الشرعىّ .
– قـراءةُ الكُتب النافعة والمُفيدة في مُختلف المجالات .
– حضورُ دروس العِلم والمُحاضرات لعلماءنا ومشايخنا ، أو سماعُ أشرطتهم .
– المُشاركةُ في الأعمال الخيرية والتطوعية .
– تنميةُ المواهب المُختلفة ؛ سواءً كانت كتابة أو أشغال يدوية أو غيرها .
– تقديمُ المُساعدةِ لِمَن يحتاجُها قدر المُستطاع .
– الدعـوةُ إلى اللهِ تعالى بكافةِ الوسائل ؛ سواء على أرض الواقع ، أو عبر المُنتديات ومواقع الانترنت المُختلفة ، أو حتى بين الأهل والأصحاب والجيران
فلنحافظ – أخواني -أخواتي – على أوقاتِنا ، ولا نُضيِّعها في اللهو واللعب ، ولنشغلها بالطاعة ، فـ النفسُ إنْ لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
م/ن