تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ملكُ الموت -اسلاميات

ملكُ الموت -اسلاميات 2024.

  • بواسطة
ملكُ الموت

ملكُ الموت

في عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة: الإيمان بملك الموت.

قال ابن بطة: في "الشرح والإبانة" (ص 222):

"الإيمان بملك الموت أنه يقبض الأرواح، ثم تُرَدُّ في الأجساد في القبور، وهو يتَّصف بصفات من القدرة والسلطان وعِظَم الخَلق، وغيرهما من الصفات التي جعلتْه قادرًا على قبض أرواح كثيرة في أماكن مختلفة بعيدة الأطراف في لحظة واحدة؛ (انظر: تفسير القرطبي: 14/94، والتذكرة للقرطبي: 1/88).

قال الله – تعالى -: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11].

قال ابن عباس – رضي الله عنهما – كما في كتاب "العظمة" لأبي الشيخ (3/924): "خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب".

وصحَّ عن مجاهد أنه قال عن ملك الموت: "حُوِيت له الأرض، فجُعلت له مثل الطست يتناول منها حيث يشاء"؛ (تفسير الطبري:21/98).

قال ابن جرير الطبري – رحمه الله – في "تفسيره" (7/216):

"إن قال قائل: أوليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: ﴿ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ﴾ [الأنعام: 61]، والرسل جملة وهو واحد؟ أوليس قد قال: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ﴾ [السجدة: 11]؟

ثم أجاب عن ذلك بقوله: "قيل: جائز أن يكون الله – تعالى – أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيقومون بذلك بأمر ملك الموت، فيكون التوفِّي مضافًا إلى ملك الموت؛ إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره، كما يضاف قَتْل مَن قَتَله أعوانُ السلطان، وجَلْد مَن جلدوه بأمر السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه، ولا وَلِيه بيده، وقد تأوَّل ذلك كذلك جماعة من أهل التأويل"؛ اهـ.

وذهب آخرون إلى: أن الذي يتولَّى قبض الأرواح هو ملك الموت نفسه، فقال ابن كثير في "تفسيره" (3/457): "والظاهر من هذه الآية، أن ملك الموت شخص معيَّن من الملائكة، وأن له أعوانًا كما هو المتبادر من حديث البراء بن عازب".

فهو يدل على أن ملك الموت: هو الذي يلي قبض الأرواح، وينزل معه ملائكة آخرون، وورد عن قتادة أنه قال: تلي قبضها الرسل، ثم تدفعها إليه، وورد عن ابن عباس وإبراهيم النخعي: أن ملك الموت هو الذي يلي قبض الأنفس، وقد ردَّ العلامة الشنقيطي على إشكال، وفيه:

أنه جاء في بعض آيات القرآن أن الذي يتوفَّى الأنفس هو رب العالمين، وجاءت آياتٌ أخرى تبيِّن أنه ملك الموت، وأخرى تقول: إنها الملائكة، فكيف نجمع بين هذه الآيات؟

• ففي قوله – تعالى -: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ… ﴾ [السجدة: 11]، أسند الله تعالى في هذه الآية الكريمة التوفِّي إلى ملك واحد.

• وأسنده في آيات أُخَر إلى جماعة من الملائكة؛ كقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ [النساء:97]، وقوله: ﴿ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ﴾، قال ابن عباس: أعوان ملك الموت، وقوله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ ﴾ [الأنفال:50]، وقوله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ﴾ [الأنعام: 93].

• وأسنده في آية أخرى إلى نفسه – عز وجل – وهي قوله – تعالى -: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا… ﴾ [الزمر: 42].

والجواب عن هذا ظاهر، وهو: أن إسناده التوفِّي إلى نفسه – سبحانه – لأن ملك الموت لا يقدر أن يقبض روح أحد إلا بإذنه ومشيئته – تعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾ [آل عمران: 145]، وأسنده لملك الموت؛ لأنه هو المأمور بقبض الأرواح، وأسنده للملائكة؛ لأن ملك الموت له أعوان من الملائكة تحت رئاسته، يفعلون بأمره وينزعون الروح إلى الحلقوم، فيأخذها ملك الموت، والعلم عند الله تعالى؛ اهـ، بتصرف (رفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب؛ للشنقيطي ص 236).

تنبيهات:

1- قال القرطبي – رحمه الله – في "التذكرة" ص66:

سُئل الإمام مالك بن أنس عن البراغيث، أملك الموت يقبض أرواحها؟ فأطرق مليًّا، ثم قال: أَلَهَا نفسٌ؟ قال: نعم، قال: ملك الموت يقبض أرواحها ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر: 42]؛ اهـ.

2- قد تكون "توفى بمعنى استكمل أجله، واستوفاه"، وفي قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ﴾ [البقرة: 234] قراءتانِ بالبناء للمعلوم وللمجهول، وأنها على قراءة المبني للمعلوم (يَتَوَفَّوْن) بمعنى (استيفاء الأجل)؛ قاله ابن النحاس وغيره.

• وكذلك لا يجوز أن نقول: " تَوفَّى" (بفتح الفاء المشدَّدة)؛ فالله هو الذي توفَّى العبَد؛ أي: أماته، أو وفَّاه أجله، والصحيح أن يقال: "تُوُفِّي فلان"؛ (بضم التاء، وكسر الفاء المشدَّدة).

3- يقول البعض: إن كلمة" تُوُفِّي" هي مبني للمجهول، وهذا لا يجوز؛ لأن في مثل هذه الحالة نقول: وهل الله مجهول؛ حتى لا يُعْلَم مَن الذي توفَّاه، فالأَوْلى في مثل هذا الموطن ألا تقال هذه الكلمة: "مبني للمجهول" عندما نقول:" تُوُفِّيَ"، ويستحب أن يستبدل كلمة مبني للمجهول بكلمة "لِما لم يُسَمَّ فاعِلُه".

منقووول

جزاك الله خيرا
و جعله في ميزان حسناتك
ربي يسعدك
جزاك الله خيراً على ما قدمت
جزااك الله خيرآ
اللهم لاتأخذني من الدنيا إلا وأنت راض عني
جزيتي خيرآ
شكراااا على المروووور
يعطيك العآفيه على الطرح الرائع
لاحرمنا منك آبدآ ولآمن ابدآعك
بآنتظار جديدك المتميز


سلمت يمينك
يعطيــڪ الف عاافيۂ ..
تميزت بما قدمت..
دام تواجدڪ الرائع مانخلا ولا نعدم ,,
,,
لـــڪـ ڪ,ـل تقديرــے .
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.