بسم الله
يعتبر الهروب من المدرسة من المشاكلِ الخطيرة التي تواجِهُ الآباء والمعلِّمين؛ فالتلميذ الهارِب دائمًا ما يبحثُ عن مكانٍ يَختَبِئ فيه عن الأنظار، وهذه الأماكن غالبًا ما تكون موبوءة وتثير الشبهات، فيجد التلميذ نفسه وسط دوامة غريبة من الأحداث، والهروب من المدرسة يُشِير إلى عدم قدرة التلميذ على التكيف مع الوسط المدرسي.
العوامل المسبِّبة للهروب من المدرسة:
يُسَاعِد على ذلك عواملُ كثيرةٌ؛ بعضها يرجع إلى الوسط المدرسي، وبعضها يرجع للبيئة المنزلية.
أ- العوامل التي ترجع إلى الوسط المدرسي:
1- علاقة المعلِّم بالتلميذ: وهذه العَلاقة على جانبٍ كبير من الأهمية في تكوين اتجاه الصغار نحو المدرسة، فإذا ساءت العلاقة بين المعلم وتلاميذه؛ فإن ذلك يُسَاعِدهم على الهروب من المدرسة، وقد يرجع السبب في ذلك إلى عدم قدرة المعلم على فهم مشكلات التلاميذ، والنظر إليهم بعين العطف، ولجوئه إلى العقوبة أو السخرية، بدلاً من مساعدتهم على التخلص من مشكلاتهم.
2- تؤثر عَلاقة التلاميذ بعضهم بالبعض الآخر في اتجاه الطفل نحو المدرسة، فيقبل أو ينصرف عنها.
3- وتلعب الفلسفة التعليمية – التي تتبعها المدرسة – دورًا كبيرا في تشجيع التلاميذ على الإقبال على المدرسة أو انصرافهم عنها، وإن كان أثرُها غيرَ مباشر؛ من خلال المناهج وطرق التدريس، ونوع الكتاب المدرسي، وقد تكون هذه كلُّها مبنيةً على فهمٍ صحيح لاستعدادات التلاميذ المختلفة.
4- الامتحانات وكثرة الواجبات المدرسية.
5- الجو المدرسي العام له أثره الملحوظ في تكيف التلميذ، إذا سادتْه روحُ الديمقراطية والتسامح.
ب- العوامل التي ترجع إلى الأسرة:
يساعد الجو الأسرى العام في كرهِ الصغير للمدرسة أيضًا، وإن كان بطريق غير مباشر؛ حين لا تهيِّئ الأسرة الجو الهادئ للعمل والمذاكرة، وقد يلجأ الآباء للتنازع أمام الأبناء، فيتأخر التلميذ في التحصيل، ويشعر بالنقص، فيحاول الهروب من المدرسة.
إن مقارنة الآباء ابنَهم بآخر متفوِّق يُعتَبر من أخطرِ الأمور على توافق الأبناء؛ حيث يشعر الصغير بالإحباط والفشل والألَم، ويقترن هذا الشعور بالمدرسة، فيزداد تحصيل التلميذ سوءًا ويكره المدرسة.
سبل مواجهة مشكلة الهروب من المدرسة:
بالنسبة للأسرة:
1- عليها أن توفِّر للطفل الجوَّ الهادئ المشبَع بالمحبة والحنان، الذي يساعده على التحصيل، وبالتالي لا يكره المدرسة.
2- أن نكفَّ عن مقارنة الطفل بأخ أو صديق أو قريب يفوقه في التحصيل الدراسي؛ حتى لا يحبط.
3- أن يكف الآباء عن استخدام المدرسة كوسيلة لتهديد الأبناء وإجبارِهم على عمل ما يريدون.
4- إذا كان السبب في كرهِ الطفل المدرسةَ هو سوء العَلاقة بينه وبين معلمته أو معلمه، فعلى الآباء أن يبحثوا هذه الأسباب بدقة، ويحاولوا الاتصال بالمدرسة والمعلمين؛ لإصلاح الوضع، أو نقل الطفل.
5- مساعدة الطفل على أن يكون له أصدقاء حميمون بالمدرسة.
بالنسبة للمدرسة:
يجب إعداد المعلِّمين إعدادًا سليمًا؛ بحيث يقدِّرون أهمية العَلاقة مع الطفل، ويعرفون خصائص نموه واستعداداته، وبذلك يعملون على مساعدته، وحل مشكلاته، وحسن توجيهه؛ حتى يحب المدرسة.
قواعد عامة يجب على المعلمين في المدرسة مراعاتها في معاملاتهم لأطفالهم:
1- ألاَّ يتدخل المعلِّمون كثيرًا في أعمال الأطفال.
2- لا يجوز إظهار الطفل في مظهر العاجز غير القادر على فعل شيء.
3 – لا يجوز الاستهزاء بالأطفال، خاصة أمام الآخرين.
4- لا يجوز ظهور المعلمين أمام الطفل بمظهر الضعف أو العجز أو القلق.
5- لا يجوز استثارة الطفل لتسلية أنفسنا.
6- لا يجوز مناقشة سلوك الطفل على مَسمَع منه.
7- لا يجوز أن نثير الطفل بكثرة مقارنته بالآخرين.
8- على المعلِّمين والمدرسة إشباع حاجات أطفالهم قدر المستطاع.
بارك الله فيك على الموضوع الهادف
يقيم
جزاكي الله الخير كله