جلست بجانبي .. أقتربت مني ، ثم وضعت رأسها على كتفي .. ساد جو الغرفة صمت عميق ، كنت أسمع دقات قلبها التي بدأت تزداد ..
ندى ما بالكي ؟؟ أه كل هذا الحب من أجلي ، قلت لها وأنا استغرب فعلها .. يبدو أن فرق سنة قربنا من بعضنا .. ظلت صامتة .. ندى أعتقد أن كتفي مريح ، حيث أنك نمت نوماً هادئاً على كتفي .. قلت لها وأنا أمازحها .. أوه ندى كفاك صمتاً .. لقد أزعجتيني بصمتك القاتل .. ندى ، هززت كتفي علها ترد علي .. لكن .. فجأة .. أحسست بدموع تنهمر على كتفي .. ندى .. بدء قلبي يدق بسرعة .. خيراًَ يا ندى ؟؟ .
أقتربت أكثر ووضعت رأسها على صدري ، بدءت تتكلم بصوت منخفض وكأنها في حلم .. ربى أصدقيني بربك ، هل أنا في غلط كما يزعم الناس ؟؟ غلط أنني طلبت منه الطلاق ؟؟
تنهدت بعمق ، ثم أردفت قائلة : عشت معه أياماً سعيدة ، كان أول شخص يطأ أرض قلبي ، أول شخص أرسم صورته في عيني ، أو رجل .. صمتت برهة .. ثم قالت : ذهبنا بعد الزواج إلى أمريكا ليكمل دراسته ، فقد كان حلمه أن يكون طبيباً جراحا .. تجولنا في أمريكا وزرنا عدة أماكن جميلة ، كانت جنت الله في الأرض .. جمال يبهج الناظر .. سعدت كثيراً لرؤيته كيف لا ومن كان معي في هذه الرحلة زوجي وحبيبي … عشنا أياماً هناك ترفرف السعادة حولنا كأننا في أحلام .. كنت أخاف كثيرا أخاف أن تغيرنا هذه الأجواء .. كلما أرى خلل ، أهرول نحو مصحفي لأصلح خللي .. هكذا سرت على دربي ..
فجأة .. لاحظت علي .. لقد بدأ يتغير .. بدء تدريجياً ولم أحس بتغيره إلا بعد فوات الأوان .. بدء يتأخر عن الصلاة .. عذرته لذلك ، فعمله كثيراً ما يؤخره .. ثم ترك الصلاة في المسجد ، عذرته أيضاً خوفاً عليه من الذين يقفون أمام المساجد ليؤذون المصلين .. ثم .. ويا ليتني لم أعذره أولا ، ويا ليتني .. ترك الصلاة .. نعم ترك الصلاة نهائياً .. أصبت بصعقة عندما علمت بذلك ..
لكنني .. جعلت النصيحة مبدئي .. بدأت أنصحه وأعلمه الأخطار التي سيقع بها من جراء تركله للصلاة … باللين تارة وبالغضب تارة .. أبتعدت عنه أو أنه ابتعد عني .. بدأ يتأخر بالعودة إلى المنزل ، وتارة لا يعود ليلا .. يبيت خارج المنزل ..
تحول بيتنا الأمن الجميل .. إلى بيت مزعج بشبب الشجار .. أبيت قلقة مهمومة .. وأسأل الله لي الثبات ، وله العودة إلى درب الرشاد ..
لا زلت أذكر ذلك اليوم .. أذكره وكأنه حصل ما حصل به في الغد .. جلست معه وحاورته بلين وحب .. وكنت أمازحه بن حينن وحين .. ثم عطفت موضوعي نحو الصلاة .. بدأت أسرد عليه ما كنت أحفظ من الأحاديث .. وكنت .. لكنه قطع كلامي وصرخ : ندى .. كفى ، كفى ، لا تزيدي ، هذه حياتي وأنا حر بها ، أنتي داومي على صلاتك ودعيني ، أنا الذي سيعذب أن من سيسأله ربه ، وإذا لم يعجبك حالي فالباب مفتوح .. تستطيعين مغادرة المنزل بكل سرور .. وبدأ الشجار يطول ويزداد شيئاً فشيئا .. وصوته غطى أرجاء المنزل .. إلى أن خرج من المنزل ، وقبل أن يخرج هددني بقوله : إسمعي إذا ناقشتيني في هذا الموضوع ثانيتاً ، سأخرج من المنزل ولن أعود أبدا .. هكذا بدأت حياتي تتحول من الأسوء إلى الأسوء .. وبعدها لم أطق العيش معه ، كنت أدعو الله ، وأسأله بكل حرارة الخير لي ، أسأله أن يرد لي زوجي أو أن يردني إلى أهلي ..
في يوم من الأيام .. سمعت صوت طرقات على الباب .. مسحت دمعي وهرولت نحو الباب ، وأنا استغرب هذه الطرقات فقد هجرني زوجي وهجر منزلي .. فتحت الباب وألقيت نفسي بين ذراعي القادم .. ضمني إلى صدره .. وهو يقول : حبيبتي ندى .. هل هكذا تعملين .. هكذا تعملين مع من تحبين .. كلنا قلقون من أجلك ، وأنت لم .. حتى الأتصال لم تتصلي علينا .. أين علي ؟؟ قد يكون نائماً فالساعة تشير إلى الثالثة ليلا .. أوه مابالك صامتة ؟؟ أتكلم أنا كالأبله وأنت تمطرينني بدموعك ..
لم أرد عليه جواباً .. ولم أنبش بشفتي سوى : سعد .. أخي .. خذني إلى أهلي .. لا أريد أن أعيش هنا .. خذني هناك .. خذني .. في بداية الأمر ظنني أمزح معه .. لكنه فوجئا ببكي .. لم يسألني أية أسألة ، قلب بنظره في أرجاء المنزل ..وأكتشف السر ، ثم قال لي : أعدي عدتك سأنتظرك ..
عندما عدت إلى أهلي أستخرت الله وطلبت الطلاق من زوجي ، حاول كل من حولي أن يحيدني عن رأئي ، لكنني بقيت صامدةٌ على ذلك ..
وكيف لي أن أعيش على الحرام ؟؟ كيف لي ذلك وقد ربيت على الحلال !! نعم فعيشي معه يعتبر حرام ، إذا كان أحد الزوجين لا يصلي فينفسخ النكاح بينهما .. وهل بعد هذا يلومونني على طلاقي ؟؟ يصيبونني بسهامهم القاتلة .. يجرحونني بكلماتهم .. هل ؟؟ ساد الصمت المكان ..
لكنني يا ربى مع هذا فإنني مسرورة بطلاقي .. أعيش مطلقة أفضل لي أن أعيش مع شخص لا يصلي ، وتعلمين أن تارك الصلاة كافر .. أنا سعيدة بطلاقي .. سعيدة .. لكن كلمات الناس تجرحني وتنغص علي سعادتي .. ثم أسبلت دمعاتها ..
مسحتُ دمعاتها وقلت لها : ندى .. إعلمي أخيتي أن بعد العسر يسرين ، وأعلمي من ترك شيء عوضه الله بخيرٍ منه ، والأيام دول فالناس ستنسى قصتك بعد أيام لتتجه نحو قصة أخرى ، أما أنت فسينفتح لك أبواب المستقبل العامر الباهر …
فمن هربت من شر لقيت خير ومن هربت من خير تكبر وغرور لم تجد الا الشر
قصه ابكتنى الله يعوضها وحمدلله انها ماجابت عيال منه
تقبلى مرورى
الصلاه ثم الصلاه عماااااااادالدين
مشكوره اختي
الصلاه ثم الصلاه
مشكوره اختي
منوره القسم عزيزتي
بانتظارك داائماً