مسابقة القصص ♥ حاتم وعازفة الناي في وادي الجن ♥ -قصة قصيرة 2024.

بلغني ايها الملك السعيد ذو الرأي السديد بانه في قديم الزمان وسالف العصر والاوان
كان في العراق أسرة من ام وولديها قدموا من بلاد الفرس بعد ان افترس مدينتهم وباء الطاعون وقتل أحدهم حاكمها العادل وأستبد بالبلاد والعباد
فمات منهم خلقا كثير فطلبت الام ضرورة الخروج من المدينه خشية إصابتهما بمكروه فخرجوا في ليله حالكة السواد دون ان يراهم احد فسلكوا طريقا وعرا بين الجبال وقد اشتد بهم الجوع والعطش واخذ منهم التعب مأخذه فتعثرت الام وسقطت وشج رأسها فخاف ولديها وطالبوها بالعوده ولكنها اصرت على استكمال مسيرتهم وعودتها للمدينه
فرضخوا لمطلبها مكرهين وعانقتهما وعادت وقلبها يئن بين ضلوعها وحتى يطمئنا اشترطا عليها مراقبتها من بعيد حتى تصل
ثم واصل الابنان مسيرتهما الى ان وصلا وادي عميق يسوده الهدوء والرهبه فقررا ان يستريحا فيه وان يشربا من مياهه العذبه واستندا الى شجره كبيره ومخيفه حُفر عليها بعض العبارت المبهمه الواضح منها
نحن ملاكه وملوكه
تعجبوا من الامر هل هذا الوادي المخيف الموحش يقطنه أحد فقال مروان ياترى هل هنا احد غيرنا نحن من سيقوم بضيافتهم قالها بضحكه مجلجله اخترقت سواد الليل وهدوءه
رد حاتم ربما لاحد الرجال الطاعنين بالسن وليس له ابناء او احفاد او ربما وهبه احدهم لآخر مكرها حتى يمنحه صك الحياه ويتركه في حال سبيله
تبادلا الحديث ثم غلبهما النعاس وفي المنام اذا برجل يربت على كتف حاتم ويقول له بني هذا الوادي مسكون وهو ملك لقبيله من الجن ومن يسلك هذا الطريق لا يعود منه ثانية حيا
فزع حاتم من نومه وقد جفت الدماء في عروقه وغاصت الانفاس في صدره وبعجل قام يبحث عن اخيه وعينيه تصول وتجول فوق كل شجره وتحت كل صخره ليخبره بما رأى في منامه ولكنه وجد اخيه قد تحول الى ثعبان أسود وقد فقعت إحدى عينيه وخيط فمه بخيوط النحاس وبدا خائفا وكأنه يريد ان يحذرمن أمر ما
انهار حاتم على الارض واضعا رأسه في التراب باكيا بصوت عالي يشق عنان السماء
ثواني وظهر سرجون غاضبا يتوعده شرا قائلا هل تعلم انك في داري وأرضي ولن اسمح لكما بمغادرته الا اذاغلقت فمك وأتيت لي بزهرة البنفسج فإبنة الملك تحتضر من مرض غريب والا سيكون اخيك عبدا في خدمتي مادام حيا رضخ حاتم لمطالبه

واثناء مشيه رأى نارا تشتعل عند تل فوق الوديان وعندها إمرأه تداعب الناي بأصابعها بنعومه يكسوها الحزن فاقترب منها مستعيذا بالله وسألها مالطارق الذي دفعها للنزول ليلا في مكان موحش مقفر فأغمضت عينيها وبكت بحرقه قائله
بين عشية وضحاها انقلبت أحوالي رأسا على عقب كنت شابة جميله يتهافت على خطبتي القاصي والداني فلما علم ابن عمي جن جنونه فكان يخبر الماره باني زوجته فذاع الخبر في المدينه حتى لا أحد يتجرأ على خطبتي وانا اكرهه لخبثه ودمامة اخلاقه وسرقته اموال والدي فحياتة مترفة بعيدة عن القيود وحياتي معه بداية النهايه وحينما استعصيت عليه عقد اتفاقا مع سرجون ان اخل بوعده سيدفع الثمن غاليا وافق ابن عمي وسحرنا بهذه القلاده السحريه التي تطوق عنقي فأصبحت رهينة لشروره وحينما علمت من زوجة إحدى المزارعين بان عقدي سبب شقائي وعدتني بتخليصي انا ووالدي ولكن ابن عمي علم بأمرها فألقى عليها تعويذه سحريه فأصبحت جثه هامده لاتعي ولا تتحرك ونكث عهده مع الجان فأتاني فخيرني انا ام والدي فخلصت والدي فهو رجلا طاعنا بالسن وقليل الحيلة والنظر فخطفني وأتي بي الى هنا وحكم علي ان اكون في خدمته مئة عام فلما يداهمني الليل أعزف الناي له حتى منتصف الليل لأطرب مسامعه أثناء بحثه عن الكتاب الاسود القديم في كهف الياقوت الاحمر وفي النهار اخدم صغاره في الوادي حتى ضعف جسدي وخارت قواي واذا نقضت عهدي سيُغرق والدي في البحور السبعه ورغم محاولاتي لم يجدي معه بكائي وتوسلاتي ولكنه سمح لي بالاحتفاظ بالعقد المسحور فقد استرقت السمع البارحه وعلمت ان الجان في العقد خادم لمن يحمله فهو في خدمتك
سر حاتم وانفرجت أساريره وحكى لها الحكايه وقالت ساوصلك الى مدينة الذهب ولكن لن استطيع ان ادخلها معك فإذا دخلت المدينه انحل العقد المسحور وتحول الى حجاره منثوره لا قيمة لها وسنخسر الشيء الكثير
اهتم حاتم لامرها وحزن لحزنها واسترق بعض النظرات اليها كم هي فاتنه ووعد بمساعدتها اذا ساعدته بإعطائة القلاده المسحوره فربما ينفع للوصول لمدينه الذهب فباغتته بنبره يائسه هل تستطيع ان تحضر لي ذاك القمر او تلك النجوم المرصعات في السماء ؟؟
لم يجبها وودعها وقلبه معها ومع اخيه وامه وتذكر والدته وهي تقول سانتظركما فانتفض جسده رهبة واكتسحته قشعريره وزاده إصرارا وعزما على المضي قدما نحو الخلاص

فمشى حتى نزل باطن الوادي فسمع صوت مكتوم يناديه ويتوسل اليه بتخليصه فنظر يمنة ويسرة ومع ظلمة الليل تعثر في قمقم صغير وسقط فأخذه وامسك به متعجبا واذا بالصوت منه فأستعلم الامر فاخبره بانه جني منفي من مدينة السلاسل يتمتع بقوات خارقه حتى انه سمع كل مادار في الوادي ووعده سيساعد الجميع فاخرجه من القمقم ودخل المدينه وقابل مليكها وأنزله عنده وأكرمه وحكى له ماصادفه واخبره الملك عن الايات القرآنيه ومطحون السدرالاخضر لفك التعاويذ السحريه وزهرة البنفسج
كما طلب منه ان يحضر عائلته ويعيش بينهم وان يعمل بالتجاره معه فشكر الملك وعاد الى ورد خان فوجدها نائمه تحت ظلال اشجار الليمون مبللة بامطار الشتاء فدنا منها وأيقضها وبشرها بالامر
وأعطى سرجون الزهره وألقى عليه السدرالاخضر وحينها هجم عليه جني القمم وقيده بالسلاسل وألقى به في الكهف وفك أسر اخيه وورد خان واوصلاها الى والدها ثم عادا الى مدينتهم واخذا امهما ورحلوا الى مدينة الذهب وتزوج حاتم من ورد خان

بقلمــــــــــــي