السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مـــــاذا يريــــد الرجـــل ؟
مقال بقلم الكاتبة / أُميمة عبد العزيز زاهـــد :
الرجل بطبيعته يبحث عن الاستقرار، ويبحث عن امرأة واحدة تمتلك كل صفات نساء العالم،
فهو لا يطلب الكثير،
فكل ما يريده من التي سيرتبط بها،
ويتزوجها أن تحترمه، وتقدره، وتفهمه، وتفهم متطلباته ورغباته،
وأن تكون حنونة كوالدته، وصديقة كأخته وأن تبني علاقات رائعة مع أسرته، جميلة ورشيقة ورقيقة،
مبتسمة مطيعة قانعة راضية، يريدها أنثى لا تعرف التمرد ولا الاعتراض،
قليلة الكلام، تحاوره ولا تجادله، وأن تكون ذكية،
لكن ليس أذكى منه، ومثقفة، لكن ليس كل الأوقات، وأن تقدر عمله،
قليلة المتطلبات لا تراقب تصرفاته، وتتجاوز عن أخطائه،
ولا تحاسبه، ولا تنكد عليه بغيرتها، تمتلك قدرة كبيرة على التحمل والصبر لتسامح زلاته،
وتغفر تقصيره، اختصارًا يريد أن يكون محور حياتها،
وأن تدور في فلكه.
ترى لماذا لا يسأل الرجل نفسه هل هو زوج مثالي؟
وهل هو صادق في مشاعره تجاه زوجته؟
وهل هو مقتنع وراضٍ بتعامله معها؟
إن أي زوجة تبحث عمن ينظر إلى عقلها، ويعاملها كإنسانة تمتلك عقل وقلب رجل يهوى حوارها،
ويلمس ثقافتها، ويعترف بها فيناقشها ويقنعها،
رجل يقدر عملها، وعطاءها، ونجاحاتها، وطموحاتها،
رجل يحتوي أنوثتها، ويقوي ضعفها، ويشعرها بالأمان،
وتتذوق معه طعم الحنان، تستظل بجناحيه في طمأنينة من دون خوف من خيانة،
أو خداع، أو استهتار، أو لامبالاة، أو صمت،
تريده أن يدربها، ويفهمها، ويعلمها ليكون لها كالنور الذي ينير دربها،
ويصارحها عن فشله قبل نجاحاته، وعن هزائمه قبل انتصاراته،
وعن أحزانه قبل أفراحه، وأن يعاتبها بحب وحنان وتسامح لو أخطأت أو قصرت، رجل لا يشعرها بأنه يفهم كل شيء وهي لا تفهم شيئًا،
ولا يتهاون بقدراتها، ومؤهلاتها، ولا يعتمد على تسامحها، وتتمنى أن تكون مرآته الواضحة والصادقة،
وتشاهد نفسها من خلاله، فهي تحتاج زوجًا كصديق، تحتاجه يفهم أعماقها، ويحترم صمتها، فهي لا تحب الوصاية على أفكارها،
ولا تحب أن تضع نفسها في موقف الدفاع عن نفسها، فلديها مشاعر وأحاسيس، وتقدر ذاتها،
وتحترم نفسها، نعم هي تريد أن تستظل بعقلك، لكن بحكمة،
نعم ترغب بتوجيهك، لكن لا تصادر تصرفاتها قل لها إنك قد ترفض بعض تصرفاتها، لكن بهدوء، ومناقشة، وإقناع؛
لأنها متأكدة بأنك أكثر الناس خوفًا، وحرصًا، وحبًا لها،
فهي تتصنع القوة، لكن بداخلها أنثى رقيقة تحتاجك،
فما أجمل أن يتعامل الرجل مع المرأة بالعقل والجسد معًا؛
لتكون العلاقة متكاملة.
أنين الحياة
مشاعرنا مثل حصان قوي لو عرفنا نسوقه فسنسعد ونستفيد منه،
لكن لو خنقناه وحبسناه فسنعيش مخنوقين،
ويمكن أن نصاب بالاكتئاب والمخاوف والأمراض النفسية،
كما يمكن أن تنفجر مشاعرنا مثل الحصان الهائج، ونقع في مشاكل لا حصر لها،
لو تركنا لجام حصان مشاعرنا من دون سيطرة فسنجده هو الذي يقودنا إلى طرق لا نود أن نذهب إليها
فنقول كلامًا نندم عليه أو نعمل أشياء لم نكن نود أن نفعلها أو ندخل في علاقات تعرضنا للأذى والضرر،
إن صاحب القلب الواعي هو الإنسان الذي يعرف جيدًا كيف يقود حصان مشاعره،
ويجري ويقفز به الحواجز بشرط ألا يجرح ويؤذي الحصان أو يؤذي نفسه.
د. أوسيم وصفي
منقول لعيون الغوالي
لاتنسو التقييم
ويجري ويقفز به الحواجز بشرط ألا يجرح ويؤذي الحصان أو يؤذي نفسه