[center]
[size=5png[/img][/color][/font][/url][/size]
كيف نستقبل العام الهجري الجديد وماذا أعددنا له؟
ها نحن نقدم الخطى لنعبر عتبات عام منصرم لندخل عاماً جديداً.
وما أعظم أن يدرك المسلم عظمة هذا التاريخ، ولكن هل
يكفي هذا، وقدانفرط عقد النظام؟!!
أخيتي:
كم هو مؤلم أن لا يتجاوز نظر المسلم موضع قدميه، فهذه هي جماعات المسلمين أفراداً وزرافات يحتفلون بميلاد عام هجري جديد، وهم إذ
يحتفلون بذلك نسوا بأمر من أخذوا في احتفالهم هذا؟
هل كان ذلك بأمر من الله تعالى في كتابه العزيز؟ أم بأمر رسوله؟ أم هم مقتدون بصحابة النبي؟!
إنه لمن الخطأ الواضح أن يقدم المسلمون على فعل ليس له أصل من كتاب ولا سنة وهذا النبي يأمره الله تعالى أن لايتجاوز وحيه {اتَّبِعْ مَا
أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}الأنعام:106
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالإتباع ونهاها عن الإحداث وأن من أحدث حدثاً في الدين فهو الدين فهو مردود عليه فقد قال:
{من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}رواه البخاري.
أختي الغالية:
ألا أدلك على خير من ذلك كله، وهو خير لك في معاشك ومعادك، فسانضح عليك من طيب النصح، فهل من طالبة لأريج المسك
ونفحات العطر؟!
أختاه:
هل تذكرت نعمة الإسلام؟
والتي فاقت كل نعمة وما أعظمه من ميلادي وما أن بعث الله نبيه بدين الإسلام فأخرج العباد من الظلام إلى النور ومن الضلال إلى الهدى
قال الإمام ابن رجب: ( رحم الله عباده بإرسال محمد فأنقذهم من الضلال)
قال تعالى: {وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}النبياء:107
ولهذا قال الله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}الجمعة:4
فمن حصل له نصيب من دين الإسلام فقد حصل له الفضل العظيم وقد عظمت عليه نعمة الله فما أحوجه إلى القيام بشكر هذه النعمة
وسؤاله دوامها والثبات عليها إلى الممات والموت عليها فبذلك تتم النعمة.
كم يمر العام الهجري على المسلمين وأكثرهم لا يتذكر هذه النعمة الجليلة، ولا يلتفت إليها إلا إذا مرَّ عليه راس العام الهجري الجديد، فلا
يتذكر ذلك إلا تذكر الغافلين، فما أعظمها من مصيبة.
[size=5]
إن أهم ما نبدأ به صحيفتنا الناصعة البياض نسيان الماضي فلا نجعل الذنوب والآثام التي مرت في العام الراحل حائلا بيننا وبين استقبال
العام القادم
وكما قال ابن تيمية رحمه الله: “ليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات”
ولننسى أحزاننا عسى ربنا يجعلها أفراح، ولنأمل في الله عسى يفرج همومنا وكروبنا ويجعل بعد العسر يسرا.
* التوبة الصادقة:
فلا يأس من رحمة الله وغفرانه مع التوبة وخاصة تلك النفحات الروحية الرائعة والمنح الربانية التي خُتم العام بها، الليالي العشر، والنعمة التي
أتمها الله على حجاج بيته الحرام، وها هو يبدأ العام بشهر الله المحرم الذي يُستحب الصيام فيه، قال صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام
بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل” رواه مسلم
وقد ثبت فضل صيام يوم عاشوراء قال صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله” رواه
مسلم.
فهيا لاغتنام تلك النفحات والهبات الربانية للتوبة.. والآيات كثيرة تحث على التوبة
قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} النور: 31
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّه يُحبُّ التَّوابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِيِنَ} البقرة: 222
وقال صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة” مسلم.
ويتم بشروط التوبة الواجبة، وبالعلم والندم والعزم الصادق.
* المداومة على الاستغفار:
قال تعالى: {فَاعلَم أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ واستَغفِر لِذَنبِكَ وِلِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ}محمد: 19.
يقول ابن تيمية: “الاستغفار يُخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب،ومن العمل الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبد من المقام
الأدنى إلى الأعلى منه”.
كوني ممن تخشع قلوبهم لذكر الله وسماع وتلاوة الكتاب الكريم: {أَلَم يَأَنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللَّهِ }الحديد:16..
أي تلين قلوب المؤمنين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن، فتنقاد له وتسمع له وتطيعه.
قال ابن مسعود: “ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين”. رواه مسلم.
قال ميمون بن مهران: “لا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الأعمال الصالحة”.
* انفردي بنفسك ساعة :
عند بدء العام الجديد تتدبري فيها أمورك وتراجعي نفسك وتتفكري في آخرتك وتصلحي بها دنياك ورعيتك ومن تعولي، وابك على ما
فاتك، عل الدموع من خشية الله تطهر روحك، ودعي قلبك ينكسر بين يدي الله، فليس أحب إلى الله تعالى من التذلل إليه والاستسلام
والانقياد له، ومناجاته والدعاء بأن يغفر لك ذنوبك وتقصيرك وتهاونك، ولا تنسي أننا نتودد لمن نحب ونتقرب
فهلا توددنا لله وتقربنا إليه.
[size=5]
فمن أسباب الذنوب ولهو الحياة والانغماس في الخطايا أصحاب السوء
قال شقيق البلخي : “علامة التوبة البكاء على ما سلف، والخوف من الوقوع في الذنب، وهجران إخوان السوء، وملازمة الأخيار”.
*احرصي على دوام اتباع الحسنات السيئات:
قال تعالى: {إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيئَاتِ} هود:114 و
قال صلى الله عليه وسلم: “واتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن” أخرجه أحمد والترمذي
فهناك من تعجز عن التوبة مع يقينها بأهميتها أو أنها تتوب وتعود للذنب، فتلك سبيلها أن تتبع السيئة الحسنة
{وَآخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة: 102
*اعرفي قيمة وقتك وحياتك:
فالفوز كل الفوز أن يشرح الله صدر العبد فيُعرفه قيمة الحياة والأوقات..
فاسألي نفسك: كم من ساعة قربتك إلى الله..
كم من يوم أدناك من الله..
فأيامنا وليالينا.. ساعاتنا ولحظاتنا
إما قرب من الله.. وإما بعد من الله..
*وقفة مع هذه الحياة:
التي أصبحت سريعة.. وقفة كي ننظر إلى ليلنا.. إلى نهارنا..
فيم يمضي الليل وفيم يمضي النهار
فإذا كنت تمضيه في معية الله ومحبته..
فهل فكرت أن تزدادي من الصالحات؟
والعكس من كانت عن الله بعيدة ومن محبته محرومة
فما هي إلا أيام ولحظات حتى يعاين حقيقة قدرها عند الله
فلتسترجع وتعود لرشدها وتتعلق بحبال الله..
فمن رحمة الله تعالى أن خلق جميع الجوارح مسخرة لاغتنام تلك الحياة
والإنسان يحزن ويغتم إذا فقد عزيزا عليه أو بعض ماله، لكنه لا يشعر ولا يحزن بفقد عمره يوما وراء يوم.
قال ابن القيم رحمه الله: “إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا
وأهلها”.
قال بعض الحكماء: “كيف يفرح العبد من يوم يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره، كيف يفرح من عمره يقوده إلى أجله،
وحياته تقوده إلى موته”.
وقال البعض الآخر: “من كانت الليالي والأيام مطاياه سارتا به وإن لم يسر”.
نسير إلى الآجال في كل لحظة***وأعمارنا تُطوى وهن مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى*** فعمرك أيام وهن قلائل.
[size=5]
سأكتفي بتلك النصائح فالباقيات الصالحات كثير.. ويطول سردها وتذكروا أن الإخلاص يُعظم العمل ويكثره
فقد كتب بعض الصالحين إلى صديق له: “أخلص النية في أعمالك يَكفِك القليل من العمل”.
فهلا وُلدت قلوبنا من جديد مع مولد العام الجديد؟
هلا بكينا بدموع سخية صادقة تطهر أرواحنا، وتنقي سرائرنا، وتُزهر قلوبنا.. وتبيض صفحاتنا..
“اللهم اكشف السوء عنا.. واجبر كسرنا.. واكبت عدونا.. ووحد صفنا وكن للمستضعفين في كل مكان.. واجمع كلمة المسلمين.. وارفع
رايتهم وأعزنا بالإسلام وأعز بنا الإسلام.. وارفع بنا راية القرآن”.
“اللهم يا من تسبح له السماوات السبع بنجومها وسحابها،والبحار بأمواجها وأسرارها، والأرض بسهولها، والجبال بقممها، اللهم ألن
القلوب القاسية وأيقظ الأرواح الغافلة، اللهم اشغل قلوبنا بحبك وألسنتنا بذكرك، وأبداننا بطاعتك، وعقولنا بالتفكر في خلقك.. اللهم
اجعل يومنا خيرا من أمسنا.. وخير أعمالنا خواتمها.. وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا”.
المصدر موقع جنتي
[/CENTER][/CENTER]
تم حذف رابط الموقع
بارك الله فيكي وجزاكي الجنه