كيف تكون الزوجة جذابة؟
هل الجاذبية حسية أم معنوية؟!
هل تكون المرأة جذابة بجمال شكلها أم بملابسها أم بعطرها أم بمرونتها أم بابتسامتها أم بأخلاقها أم بتفهمها لزوجها… أم… أم… أم بكل ما ذكرنا جميعًا ؟
عزيزتي الزوجة القارئة:
هناك نوعان من الجمال والجاذبية:
الجمال الحسي: وهو الجمال الظاهري الذي يُدرك بالحواس.
الجمال المعنوي: وهو لا يُدرك إلا بالمعاشرة والمخالطة والاحتكاك.
والجاذبية بنوعيها الحسي والمعنوي لها أهميتها في الحياة الزوجية.
الجاذبية الحسية:
فنعني به كل ما يتعلق بالشكل والتجديد فيه؛ مثل تسريحة الشعر، والعطور، وأنواع الزينة، والمكياج وألوانه، والملابس الجذابة… وغيره, وكل ما يمكن أن يجعل المرأة جميلة الشكل والمنظر, كل ذلك يزيد من جاذبية المرأة ويقربها من زوجها.
وفي الحقيقة لنا مع الملابس وقفة لمدى أهميتها وتأثيرها في النفوس؛ فهي من عوامل الانجذاب الحسي وتنمية الحس الجمالي والذوق الرفيع، ولها وظائف متعددة خلال الحياة اليومية للزوجين؛ إذ إنها تعكس مدى التوافق والانسجام الزوجي المزاجي والتناغم الوجداني بينهما, وتثير كوامن العاطفة.
وفي الواقع يستطيع أي من الزوجين باختياره لشكل ولون وملمس وتناسق ملبسه أن يعبر عن مدى اهتمامه بشريك حياته؛ فبإهمال الملبس يعطي للزوج إحساسًا بأن زوجته لا تهتم به ولا تحرص على سعادته، والعكس.
كما أن الاهتمام بالملبس يعني أن الزوجة تحافظ على مشاعر زوجها وتهتم بوجوده في حياتها وتحرص على أن يراها جميلة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘إن الله جميل يحب الجمال’، وجعل من صفات المرأة الصالحة: ‘إذا نظر إليها سرته’.
وهذا ليس واجبًا على الزوجة فقط, بل الزوج مدعو أيضًا إلى التزين لزوجته، ورحم الله ابن عباس حين قال: ‘والله إني لأحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي’.
ولأن الملبس هو أول ما يلفت الزوج من زوجته قبل تعبيرات وجهها وكلماتها, فهو يُعتبر رسالة غير منطوقة ‘أي صامتة’ تُعبر بوضوح عن حالتها الوجدانية, وقد يكون طلبًا رقيقًا تخجل الكلمات من التعبير عنه.
فمثلاً إذا خرج الزوج من البيت بعد مناقشة حادة إثر مشكلة معينة وعاد فوجد زوجته قد ارتدت أفضل ما عندها من الثياب المبهجة، فهي بهذا السلوك الرائع النبيل قد أرسلت له رسالة تهدف إلى طي لحظات الشقاق وتجاوز الخلاف والرغبة في المودة والسكن, أما إذا ظلّت على حالتها السابقة فهي بذلك تخفي نية ضمنية على استمرار أجواء النكد والكدر والخلاف.
وتستطيع الزوجة الذكية اختيار الملبس الذي يظهر مواطن جمالها ويخفي أية نواقص أو عيوب، كما تستطيع اختيار الألوان المناسبة للون بشرتها الذي يضفي عليها إشراقًا وبهجة.
والزوجة تعلم بحسها الأنثوي وخبرتها ما يثير زوجها ويرغبه فيها؛ وذلك باختيار الملابس التي تبرز مواطن فتنتها, وهذا له تأثير كبير على المزاج النفسي للزوج، وفي تحقيق الانجذاب بين الشريكين.
أما الجاذبية المعنوية: فسنبدأها بـ:
1ـ الخلق الحسن:
سُئلت إحدى الزوجات: كيف تتعاملين مع الخلافات الزوجية؟
فقالت: ‘ليس هناك شيء مستحيل في حياتي، فهذه الخلافات مهما كان حجمها يمكن تجاوزها بالكلمة الحلوة، وأنا أعتبر أن الكلمة الحلوة نوع من السحر الحلال, وأحاول امتصاص الغضب وعدم الثأر لنفسي على حساب علاقتي بزوجي، وعدم مناقشته أثناء الغضب, بل إنني أسعى دائمًا للتأكيد على أن رضا زوجي هو أهم شيء في حياتي، وكل رجل له مفتاح لشخصيته, وعلى كل زوجة أن تعرف هذا المفتاح، فأحيانًا يسعد الرجل إذا كانت زوجته على وئام مع أهله، وأحيانًا أخرى إذا حققت الزوجة بعض الأشياء التي يحبها كأن تزينت له أو أعدت له طبقًا مفضلاً أو استقبلته بشكل معين، وعلى أية حال فالصبر هو أهم شيء في الحياة الزوجية؛ لأن الحياة بصفة عامة عبارة عن مشقة وتعب، فما بالنا بالحياة الزوجية ومسئولياتها…’.
نفهم من هذا الكلام أن الكلمة لها مفعول السحر، وقد أكّد الإسلام على أهمية الخلق الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم: ‘ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يقوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء’, ويقول صلى الله عليه وسلم: ‘الكلمة الطيبة صدقة’, فالأخلاق أساس بناء العلاقات بين الناس, فكيف بالحال بين الأزواج.
اختاري عزيزتي الزوجة أحسن الكلمات للزوج، يقول الله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً} [الإسراء: 53], فرب كلمة طائشة تفسد صفاء العلاقة بين الزوجين، ونحن نقول هذا للزوجة وللزوج أيضًا، فالأمر في الآية على وجه العموم {لِعِبَادِي} من الرجال والنساء.
2ـ ابتسمي وكوني صاحبة دعابة:
الابتسامة وروح الدعابة والمرح من السحر الحلال الذي على المرأة والرجل أيضًا تعلمه, ونعني بذلك الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق النفس التي تقول لك عن صاحبها: ‘إني أحبك، إنك تمنحني السعادة، إني سعيد برؤيتك’.
فالابتسامة الصادقة تأسر القلوب وتسحر النفوس، ولها رونق وجمال وتعابير, وتضفي على وجه صاحبها ما لا يضفيه العبوس, فالابتسامة تعتبر بمثابة الكنز الذي لا يكلفك درهمًا ولا دينارًا، فهي مفتاح كل خير ومغلاق كل شر, ولها أثر عجيب في نفوس الآخرين؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ‘تبسمك في وجه أخيك صدقة’، وقال أيضًا: ‘لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق’.
ويقول المثل الصيني: [إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي أن يفتح متجرًا].
ومن الحقائق المهمة أن الابتسامة الصادقة تعبر عن شخصية سوية، بينما التجهم هو تعبير عن شخصية مريضة, وفي كتاب دراسات في علم النفس الإسلامي، للدكتور محمود البستاني قال: ‘عندما يبتسم الإنسان تشترك في وجهه ثلاث عشرة عضلة، ولكن في حالة عبوسه تقوم بالعمل سبع وأربعون عضلة’، ويذهب العلماء إلى أن الشخص المبتسم يتمتع أيضًا بنبض سليم ومتزن, وأن الابتسامة تساعد على تخفيف ضغط الدم وتُعتبر وقاية من أمراض العصر.
وهنا نقول: إنه لا ينبغي أبدًا أن نستسلم للظروف ونكتئب كما قال الشيخ عبد الحميد البلالي في كتابه الصغير ‘ابتسم’: ‘لابد أن تكون لنا إرادة قوية نتعالى بها على الهم والمصيبة, ولنتذكر أننا لن نغير شيئًا مما قدره الله علينا بغضبنا وهمنا وعبوسنا, وإننا سنخسر الكثير من صحتنا عندما نغضب, ونخسر الآخرين عندما نعبس، وقد نخسر الدين عندما يتجاوز الهم والغضب إلى الاحتجاج على قدر الله تعالى, ولنستيقن دائمًا بالقاعدة التي أخبرنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم: ‘إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم’.
فإذا لم تكن البشاشة من طبعنا فلنتعلم كيف نبتسم, ولنحاول أن يكون ذلك من طبيعتنا بعد أن نتذكر ثمار الابتسامة, وبعدها حقًا سنكون قد أتقنا مهارة السحر الحلال التي هي من أسرار الجاذبية الشخصية.
يقول الإمام ابن عيينة: ‘البشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هين: وجه طليق وكلام لين’.
3ـ التفاهم والمرونة:
تقول إحدى الزوجات: ‘كل شيء في حياتي يخضع للتفاهم والاتفاق’.
فمحاولة فهم كل طرف للشريك الآخر تضفي على الشريك جاذبية معنوية عالية.
وكذلك المرونة مهمة جدًا في التعامل مع المواقف والأحداث، يقول د. إبراهيم الفقي: ‘المرونة قوة’, والمرونة أيضًا تضفي على الشخصية نوعًا من الجاذبية.
إن الزوجين الناجحين يتعاملان مع بعضهما بما يتناسب مع الفترة الزمنية التي يعيشانها والظروف الحياتية التي يمران بها، وهذا يتطلب بلا شك مرونة كبيرة وفهمًا واسعًا للأمور.
ولقد درستُ فيما يتعلق بمهارات الاتصال ما يسمى بالمهارات الحياتية, ومن هذه المهارات: التفكير الإبداعي والتخيل الابتكاري، فمثلاً في حال الخلافات الزوجية إذا جاء الزوج إلى المنزل في وقت الخلافات فعلى الزوجة أن تفكر ماذا ستفعل وما ستنشغل به وماذا تقول إذا بدأ الزوج في الكلام وغير ذلك، وكل هذا يتطلب مرونة وتفكير متجدد حسب الموقف.
جزاك الله خيرا دلوعة على الافكار و النصايح الثمينة، فالعقل و الاخلاق تزين المرأة و تجعلها أجمل الجميلات في عيون الاخرين و العكس يجعل الجميع ينفر منها و إن كانت ملكة جمال
زيننا الله بالحلم و الاخلاق الحسنة و العقول الرزينة