بقلم اخي "طارق يوسف"
كلّ المدائنِ تبكي العشقَ بي لغةً. .
لا تَمْتَطي سِحرَها إلا التي حَبُلَتْ
بينَ الأساطيرِ تَمْشي عبرَ أورِدَتي
لمْ يَكْفِها وَجَعي لا كلّ ما شَهِدَتْ
كانتْ كَضَوءٍ على أَهدابِ مَنْ رَحَلُوا
عبْرَ الخُلودِ. . لِتَحيَى كُلّما قُتِلَتْ..
و كنتُ أرسُمها و الليلُ خارِطَتي
و كنتُ أُقنِع نَهديها. . فَما اقتَنَعَتْ
و كنتُ أَمشي، و نَحوَ الله ألْمَحُني
على خُطايَ نَبِيّاً روحُهُ كَفَرَتْ…
و كنتُ أجمَع ماضِيها. . أُرمِّمُها
و كانَ جُرحي لِجُرحي يَشْكُو ما فَعَلَتْ
أَشعارُ بُودْليرَ في الكُونْكُوردِ تَنثُرُني
رَجْعاً لأغنيةٍ في الحزن قدْ سُحِقَتْ
و الموتُ يُدرِكُني في كَفِّ عاشِقةٍ
بينَ الخُطوطِ أُهَجّي بعضَ ما كَتَبَتْ
و الموتُ يَرحلُ بي منْ كَفِّ عاشِقَتي
نَحوَ التي بِدَمي غاصَتْ و ما شَبِعَتْ
بينَ العُروقِ تُصلّي مِلْءَ نَشْوَتِها
و القلبُ يَعبُدُها في كُلِّ ما اقْتَرَفَتْ
كانتْ تُلَمّعُ فَخْذاً بالمدى. . و يَداً
بالبَرقِ تُغْمِدُها في الرّوح، ما اظْطَرَبَتْ
كانتْ على حُلُمي تَخْطو تُراوِدُني
(خَلْفي أمامي بِنَهديها)، و ما وَصَلَتْ
كَأنَّ وجهاً تَشَظَّى في مَسيرَتِنا
كَأنَّ يُتْمي تَعَرَّى وَهْيَ ما عَرَفَتْ
كَأنَّ ناياً. . صَهيل الدّمعِ دَمَّرهُ
كَأنَّ أُسطورَةً ماتَتْ كما بُعِثَتْ
إنّي ورغمَ حُطام الرّوح سَيِّدتي
أَسيلُ ليلاً على أَحداقِ منْ ضَحِكَتْ
إنّ المآذِنَ جرحُ الفَقرِ في بَلَدي
إنّ الكواكبَ حَولَ الخِصرِ قدْ وَقَفَتْ
تِلْكَ الزُّنودُ أنا وشَّمتُها بِدَمي. .
تاريخُ كَفّيْكِ ذابَ اليومَ و انْدَثَرَتْ
كلُّ المَوانِئِ مِنْ شُطآنِ أغنِيَتي
كلّ المناديلِ دِينَ الدّمعِ قَدْ دَخَلَتْ…