قلعة القاهرة في مدينة تعز، اليمن. تقع على السفح الشمالي لجبل صبر، حيث ترتكز على مرتفع صخري يطل على المدينة، ويقال بأن هذه المنطقة التي بها القلعة هي في الأصل تعز القديمة وسميت بعد ذلك بـ (القاهرة).
التسمية
يذكر ان قلعة القاهرة كانت تسمى حصن تعز وبعد الاحتلال العثماني لليمن اطلقوا اسم تعز على المدينة. إلى ان جاء حكم الإمام المطهر بن شرف الدين وغير اسم القلعة إلى قلعة القاهرة.
تاريخ القلعه
بالعودة إلى المراجع التاريخية لهذه القلعة فإن ما وجد عن تاريخ هذه القلعة ينحصر في مجموعة من النقوش وعدد من الشواهد الأثرية التي تم العثور عليها في القلعة وعدد من المواقع القريبة منها، وهي شواهد تتضمن تماثيل فخارية ورخامية ومباخر يعود تاريخها إلى الحقبة القتبانية، ومذابح من الحجر الكلسي وبقايا أحجار عليها كتابات بالخط المسند وأخرى باللغة الآرامية السامية التي يرجع تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد إضافة إلى بعض النقوش التي ذكر فيها الملك كرب آل وتر، في القرن الثالث الميلادي، كذلك وجدت فصوص من العقيق وخاتم يحمل عنقود من العنب ونقش موجود في الباب الرئيسي للقلعة مكون من ستة أحرف حور منها أربعة حروف بالخط العربي والحرفان الآخران ما زالا على حالهما بالحرف الآرامي. وكل هذه الشواهد والمعطيات التاريخية ترجع تاريخ القلعة إلى عصور ما قبل الإسلام.
غير أن حديث التاريخ يظل بعيدا عن قلعة القاهرة حتى قيام الدولة الصليحية قبل نهاية العقد الثالث من القرن الخامس الهجري وتحديدا في 439-532هـ، الموافق لـ1045-1138 عندما بادر السلطان عبد الله بن محمد الصليحي شقيق الملك -المؤسس- ببناء قلعة القاهرة وأقر ذلك المكرم احمد بن علي الصليحي عند توليه الحصن ثم جاء آخوه أبو الفتوح بن الوليد الحميري ليتولى قيادة الحصن باعتباره موقعا شديد الأهمية.
رافق ذلك استيطان وتجمعات سكنية لذوي المصالح في سفوح الحصن من مختلف الجهات ليصبح الحصن مقراً للملوك الذين بنوا فيه عددا من القصور لسكناهم وعائلاتهم وتارة كان بعض مباني القلعة يمثل سجونا للمعارضين للحاكم. وهكذا تمشيا مع حركة النهضة العمرانية التي شهدتها المدينة خلال الحقبة الصليحية والحقبة الأيوبية ثم الحقبة الرسولية والطاهرية. والملموس أن الحصن لعب أبرز الأدوار في نشأة وبناء مدينة تعز حتى بدايات الحقبة الرسولية. وإذا كان السبق في بناء الحصن للسلطان عبد الله محمد الصليحي فقد كان السبق أيضا للأيوبيين في بناء المدينة عندما وصل شمس الدولة توران شاه أخو الناصر صلاح الدين الأيوبي إلى اليمن سنة 569هـ الموافق 1173م ويتخذها عاصمة لملكه، لكنه لم يلبث أن غادر بعد ثلاثة أعوام ليحل مكانه أخوه سيف الإسلام طغتكين الذي شرع في بناء أول المدارس في تعز ثم انتقال المدينة نهائيا إلى بني رسول عام 626هـ، حتى أن الملك المظفر يوسف بن عمر خطى خطوته الأولى في اتخاذها عاصمة لدولته التي وصلت إلى عز ازدهارها وقوة سلطانها ليمتد نفوذها إلى أرض الحجاز. وقد وصفها المؤرخون والرحالة بأنها قلعة عظيمة وجميلة من قلاع اليمن وأبراج شاهقة آية في الجمال والقوة، منهم ابن بطوطة وياقوت الحموي وادوار فيكودي والكابتن الهولندي بترمان وغيرهم الكثير من الرحالة والمؤرخين القدماء.
تكوينات القلعة
حديقة قلعة القاهرة بمدينة تعزتتكون قلعة القاهرة من جزءان:
الجزء الأول ويسمى "العدينة" ويضم حدائق معلقة على هيئة مدرجات شيدت في المنحدر الجبلي وسداً مائياً وأحواضاً نحتت وشيدت في إحدى واجهات الجبل فضلاً عن القصور التي تتناثر في أرجائه محاطة بالأبراج والمنتزهات. وفي هذا الجزء توجد أربعة قصور هي دار الأدب. دار الشجرة. دار العدل. دار الإمارة والأخير كان خاصاً بالملك إلى قصر الضيافة وهو خاص باستقبال الضيوف ناهيك عن الأنفاق التي تربط القصور بالخارج بأنفاق وممرات سرية.
الجزء الثاني للقلعة “منطقة المغربة” عدد من القصور وأبراج الحراسة ومخازن الحبوب وخزانات المياه. أما سور القلعة فيعد أحد الشواهد التاريخية المهمة على تاريخ مدينة تعز إذ شيد قديما ليحوي كل أحياء المدينة القديمة التي يعتقد أنها تأسست في عهد الدولة الصليحية (القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي) وقد شيد بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120مترا وبسمك أربعة أمتار محتويا على وحدات الخدم وغرف حراسة ما يزال بعضها باقياً حتى اليوم.
أما سور القلعة فقد تواصل مع سور تعز القديمة والذي كان له أربعة أبواب رئيسة وهي: الباب الكبير، باب الشيخ موسى، باب المداجر، وباب النصر. وفوق كل باب برج مخصص لحراس المدينة. كما يوجد تحت البوابة الرئيسية للقلعة من جهة الجنوب منطقة "المؤيد" وتتكون من مدرسة بناها المؤيد في عام 702هـ، وقبة صغيرة وبركة وبقايا متنزه الملك المؤيد، ولم يبق من المدرسة سوى "صرحة" صغيرة، أما المنتزه فما زال باقيا بصورة أوضح حتى اليوم.
موضوعك رااائع و منظر القلعة ارووووع
ينقل للقسم الجديد
__(( تاريخ و تراث ))__
بانتظار جديدك المميز
دمتي بود
بارك الله فيك
لك ودي