تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة نجاح "ملك جبنة الموزاريلا" و عائلته

قصة نجاح "ملك جبنة الموزاريلا" و عائلته 2024.

قصة نجاح "ملك جبنة الموزاريلا" و عائلته

خليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية , بدأ الأب الإيطالي جيسبي سابوتو (Giuseppe Saputo) يبحث عن مكان أفضل للعيش له و لعائلة المكونة من ثمانية أطفال بجانب زوجته ماريا . كان جيسبي يسكن في قرية صغيرة تدعى Montelepre بالقرب من مدينة باليرمو الإيطالية . و كان ماهراً في صناعة الجبن . بدأت أنظار هذا الأب تتجه إلى أمريكا العيش في أمريكا الشمالية . و بعد مقارنة بسيطة اتخذ القرار بالهجرة إلى كندا زعماً منه بأنها أفضل حالاً من أمريكاً و أكثر فرصاً للعمل و أنسب له و لعائلته .

و في عام 1950 , ركب جيسبي و ابنه الأكبر فرانك السفينة مع بعض المهاجرين الإيطاليين , قاطعاً المحيط الأطلنطي , و متوجهاً إلى مدينة مونتريال في المقاطعة الفرنسية كيبيك من كندا , و التي تسكنها بعض الجالية الإيطالية . اشتغل جيسبي و ابنه كعاملين و انشغلا في جمع المال القليل تحضيراً لقدوم بقية العائلة في عام 1952 . و ما أن وصلت هذه العائلة الكبيرة , إلا و اضطروا جميعاً للعمل بأي مهنة ليجمعوا منها ما يضعوه على طاولة الطعام في نهاية يومهم .

مرت سنتين منذ وصول العائلة المهاجرة , و ظروف الحياة و العمل في مونتريال لم تكن بأسهل من حياتهم في أريافهم الإيطالية . كما أن جيسبي كان قد تقدم به العمر و ساءت عليه الظروف . فبدلاً من كونه أستاذاً في صناعة الجين , أصبح عاملاً يواجه قرس الشتاء الطويل و الظروف المناخية الصعبة في كندا .

هنا خرج الابن الايجابي لينو (Lino) -الابن الرابع- و قام بجمع بعض المال من عمله ليحفظ به ماء وجه أبيه , و كان عمره 19 عاماً فقط . و في سبتمبر من عام 1954 , قام لينو باستئجار محل صغير في وسط مدينة مونتريال بمساحة (3×3.6 متر) دون أن يخبر والده . ثم قام بشراء بعض الأدوات المستخدمة في صناعة الجبن و دراجة من ماله الذي ادخره و الذي كان يبلغ 500 دولار فقط .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

أبلغ الابن أباه عن المحل الذي استأجره و الإدوات التي اشتراها , فغضب الأب عليه غضباً كبيراً على تصرفه الأهوج . ثم بعد نقاش و اقناع , وافق الأب على خوض التجربة . بدأ الأب و زوجته بصناعة جبن الموزاريلا يدوياً و كان ينتج يومياً 10 كيلوجرامات . و كان الابن لينو يقوم بتوزيعها على سكان الحي الإيطالي الذي يسكنونه بدراجته . كان الجبن لذيذاً و ذو جودة عالية جداً , و أحبه جميع سكان الحي و أصبح الطلب عليه كبيراً , فهو بجانب جودته يذكرهم بمدنهم الإيطالية التي قدموا منها .

و بعد 3 أشهر فقط , استطاع لينو و والده أن يجمعوا مبلغاً لشراء شاحنة صغيرة للتوزيع و توصيل الطلبات . ثم ازداد الطلب و توسع الانتاج تدريجياً حتى اضطروا للانتقال إلى مكان أكبر و شراء بعض الماكينات لتصنيع كميات أكبر من الجبن , بعد 3 سنوات فقط من بداية تجارتهم . و كان جيسبي يدفع كل شيء نقداً , لأنه كان يخشى من الاستديان أو الشراكة مع أحد , خوفاً من فقد السيطرة . و كان اسم المحل Saputo على مسمى عائلتهم .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

في نهاية الخمسينات الميلادية , انتشرت البيتزا عالمياً ولم تعد مقصورة على الإيطاليين . بل أصبحت أكلة محببة للكثير من شعوب العالم و انتشرت بشكل كبير في أوروبا و أمريكا الشمالية . مما زاد الطلب على جبن الموزاريلا لكونه أحد المكونات الرئيسية في البيتزا . هذا التغيّر ساعد جيسبي و لينو على التوسع و الانتشار أكثر , و لم يقتصر طلب جبنة الموزاريلا مقصوراً على الحي الإيطالي في مونتريال فقط . فبدأ لينو و والده بزيادة الانتاج تدريجياً خلال الستينيات الميلادية , و توزيع جبن الموزاريلا في المدن الأخرى من مقاطعة كيبيك و كذلك في ولاية أونتاريو .

حان لأستاذ الجبن أن يترجل , بعد 15 عاماً قضاها في صناعة جبن الموزاريلا اللذيذ , و ترك لابنه لينو وصيتان: أن يحافظ على جودة منتجه , و أن لا يتوسع إلا من ماله الذي جمعه من مبيعاته و ليس بالاستديان أو الشراكة مع أحد حتى لا يخسر قوة التحكم في شركته . و انتقلت إدارة الشركة بكل سلاسة للينو , لأنه صاحب الفكرة و منفذها مع والده .

لينو ابن الثالثة و الأربعين كان داهية من الدواهي في عالم التجارة و صاحب رؤية ثاقبة اكتسبها من ممارسة الحياة العملية . وضع لينو خطة التوسع في مرحلة السبيعنات بشراء مصانع الجبن في منطقته و الانتقال من شركة تصنيع جبن إلى شركة تصنيع الألبان و مشتقاتها . ثم ساعده أخيه الأصغر جون لينشأ شركة توزيع محلية لتقوم يتوزيع منتجات شركة Saputo . و في خلال سنوات قليلة , تزيد Saputo إنتاجها من جبن المزاريلا لتصبح المسؤولة عن 1/3 الإنتاج المحلي على مستوى الدولة , محافظة بجانب ذلك على جودة إنتاجها . يقول لينو: "في كل يوم , أقوم بالنزول إلى المصنع و أتذوق الجبن . فإن لم يعجبني طعمه , طلبت من الموظفين أن يصنعوا غيره" .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

و في الثمانينات , قام لينو بالتوسع بشركته جغرافياُ بادئاً من مقاطعات كندا المجاورة , ثم دخولاً على أمريكا . ثم قام بحركة أدهى في التوسع , فبدلأ من أن يقوم بشراء الحليب من الشركات الموردة , قام بشراء تلك شركات ثم مزارع الألبان التي تبيع عليها . ليضمن بذلك سلسلة متكاملة مؤمّنة بدءأً من البقرة و نهاية بكيس جبنة الموزاريلا المغلف موضوعاً على رفوف السوبرماركت . كما أن انتشاره الجغرافي بين مقاطعات كندا و أمريكا يضمن له تقليل نسبة أثر المخاطر عليه , ممتثلاً بالمثل المشهور: "لا تضع كل بيضك في سلة واحدة" .

في بداية التسعينات الميلادية , قام لينو بإدخل شركة Saputo في سوق الإكتتابات و الأسهم , محافظاً على حصة العائلة من الشركة بنسبة 80% . و استمر على سياسته التوسعية بشراء مزارع و مصانع الحليب و مشتقاتها , و كان يصنّع ما نسبته 76% من مجموع إنتاجه في مصانع كندا و 15% في مصانعه بأمريكا و 9% من مصانعه الأخرى حول العالم . و أصبح 40% من جبن الموزاريلا الموجود في الأسواق الكندية من إنتاج شركة Saputo حتى لُقّب لينو بـ "ملك الموزاريلا" .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

في عام 1999 , قام لينو بتنويع تجارة شركته و قام بشراء شركة مخبوزات مشهورة , تبيع الكيك و الشربة و الفطائر الجاهزة و الكعك , مستغلاً بذلك قوة شركة التوزيع التي أنشأها مع أخيه جون فيما سبق و استغلالها الاستغلال الأمثل . و حتى تبقى رديفاً احتياطياً بجانب شركات الألبان و الأجبان .

و في عام 2001 , أصبحت Saputo الشركة الأولى للألبان و الأجبان في كندا , و خامس أكبر شركة للألبان و مشتقاتها في أمريكا الشمالية . و في عام 2024 , قام لينو بالتوسع خارج أمريكا الشمالية بالإستحواذ على ثالث أكبر شركة ألبان و مشتقاتها في الأرجنتين .

و في عام 2024 , حان لملك الموزاريلا أن يترجل هو الآخر عندما بلغ نهاية الستين من عمره , و بعد أن قضى 35 سنة رئيساً لهذه الشركة المغامرة الكبيرة . لقد كان عصره عصراً ذهبياً لشركة Saputo . فقد بلغت مبيعات الشركة لهذا العام فقط 3.57 مليار دولار , في صعود متواصل عن الأعوام السابقة الأخرى . و كان نصيب عائلة Saputo ما نسبته 58% من ملكية الشركة . و بلغت ثروة لينو الشخصية أكثر من 2.5 مليار دولار بعد أن بدأها بـ 500 دولار قبل 50 عاماً .خليجية

قصه رووووووووووووووووووعه
مشكوره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.