بسم الله الرحمن الرحيم
وروي في الخبر أن عيسى-عليه الصلاة والسلام- مر بقرية وفي تلك القرية جبل, وفي الجبل بكاء وانتحاب كثير , فقال لأهل القرية: ماهذا البكاء في هذا الجبل؟
قالوا: ياعيسى, منذ سكنا هذه القرية نسمع هذا البكاء وهذا الانتحاب بهذا الجبل, فقال عيسى-عليه السلام :يارب ائذن لهذا الجبل أن يكلمني, فأنطق الله الجبل. فقال: ياعيسى ماأردت مني؟ قال: أخبرني ببكائك وانتحابك ماهو ؟قال: ياعيسى أنا الجبل الذي كنت تنحت مني الأصنام التي يعبدونها م دون الله . فأخاف أن يلقيني الله في نار جهنم.فأني سمعت الله يقول :"فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِى وَقٌودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ"{البقرة:24}
فأخاف أن أكون من تلك الحجرة التي تلقى غداً في النار, فأوحى الله الى عيسى-علية الصلاة والسلام- أن قل للجبل حتى يسكن فإاني قد أعذته من جهنم.
فالحجارة مع صلابتها وشدتها تخاف الله فكيف ليكون المسكين الضعيف ابن آدم يخاف م النار ولا يتعذ بالله منها ياابن آدم احذر منها وانما الحذر منها باجتناب الذنوب فان الذنوب يستوجب سخط الله تعالى وعذابه ولا طاقة لك بعذاب الله تعالى…
كتاب :تنبيه الغافلين..(السمرقندي) صـ431
اللّهـم أجرنــَاا من النــّار