كنت ألقي محاضرة في لوس أنجلوس بأمريكا، فاعترضني أخَوان مسلمان سوريان، وقال لي أحدهما ياشيخ محمد لو سمحت نريد أن يردد هذا الأخ الأمريكي الشهادة خلفك ..
قلت أهلا وسهلا تفضل يا أخي وأجلست الأمريكي إلى جِواري وقلت له قبل أن تنطق الشهادتين أريد أن أسالك مالذي جاء بك إلينا وحالنا لا يسُرّ عدواً ولا حبيباً؟.، لماذا أتيت لتدخل ديننا وديننا متهم بالإرهاب ومتهم بالتطرف فما الذي جاء بك ؟.
فأخبرني بأنه ملياردير يمتلك الأساطيل في البحار والشركات والأموال ومع ذلك لا يشعر بالسعادة قط وقال أنه يأس من الحياة وحاول أن ينتحر أكثر من ستة عشر مرة لكن لم يقدر الله له الموت .!
ثم قال أنه في اليوم الذي دخل عليّ فيه .. دخل إحدى شركاته فوجد هذا الأخ السوري الذي إستوقفني، يضع إحدى قدميه في حوض الماء الذي يغسل فيه وجهه، فصرخ فيه وقال أين الخلق وأين الأدب ؟. كيف تضع قدمك في حوض الماء الذي أضع فيه وجهي ؟ فقال له أنا أتوضأ وأنا اغسل قدمي في اليوم خمس مرات أو يزيد، فتعجب الأمريكي وقال تغسل وجهك خمس مرات فلماذا ؟.؟ فقال للوضوء فقال وما الوضوء ؟ فأجابه، فقال ولما الوضوء قال للصلاة قال وما الصلاة.؟ فأجابه، قال ولمن تصلي؟.؟ قال لله، قال ومن الله فاجأبه، (لا يعرف شيئا)..
قال مادخلت عليك قط إلا ورأيت السعادة على وجهك وما وجدتك سكرانا ؟. قال أعوذ بالله ديني يُحرّم علي الخمر وعلّمني نبيي صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن سرّاء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
فقال له الأمريكي هل لو دخلت دينك هذا سأشعر بالسعادة التي تحياها .؟ قال له نعم إن صدقت .! قال أنا صادق قل لي ماذا أصنع ؟. أنا أريد أن أحيا حياة سعيدة فقد سئمت الحياة، فقال له إغتسل ثم أتى به إلى المركز الإسلامي ورزقني الله هذا الرزق، ووالله يا إخواني لقد دخلت قصر هذا الرجل وما رأيت في إبداعه وجماله قطّ ومع ذلك يقول سئمت الحياة .!
قلت سبحان الله، ثم قربته وقلت له ردد خلفي (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) وشعرت يومها ياأحبابي بثقل الشهادة وهو يردد كل حرف على حده وكأنه ينقل جبلاً من مكان لآخر ..
فلما إنتهى من نطق الشهادة إرتجف وبكى بصوت مرتفع، فقام الأخوة ليُسكتوه .. فقلت لهم إجلسوا واتركوه، فلما بكى واستقر قلت له أسالك .. لماذا بكيت .؟!
قال لا لا لا .. أجبني انت أولاً (ماهو السر الذي وضعتموه في الكلمة التي رددتها الآن) .؟؟.
قلت ماذا تقصد ؟.
قال أقصد أنني أشعر الآن براحة وسعادة ماذُقت طعمها قبل النطق بهذه الكلمة .!
قلت إنه سرّ إنشراح الصدر بالإسلام، إنه سرّ سعادة النفس واستقرار الضمير بكلمة التوحيد (لا اله الا الله محمد رسول الله).
وأسأل المولى أن يجعل الجنة مثوانا ومثوآك
بغير حساب ولآ سابقة عذاب .
يـــــــــــــارب أعن عبادك جميعاً
على إتباع دينك و سنة نبيك
صلى الله عليه و سلم