فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق. رواه الترمذي في سننه وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة..
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قوله (من صلى لله) أي: خالصاً لله أربعين يوماً وليلة (في جماعة) متعلق بصلى. (يدرك التكبيرة الأولى) جملة حالية، وظاهرها التكبيرة التحريمية مع الإمام، ويحتمل أن تشمل التكبيرة التحريمية للمقتدي عند لحوق الركوع فيكون المراد إدراك الصلاة بكمالها مع الجماعة، وهو يتم بإدراك الركعة الأولى كذا قال القارئ في المرقاة. قلت هذا الاحتمال بعيد، والظاهر الراجح هو الأول. انتهى.
والظاهر أنه لا بد من توالي الأربعين يوماً، ويدل لذلك ما رواه البيهقي في الشعب عن أنس: من واظب على الصلوات المكتوبة أربعين ليلة لا تفوته ركعة كتب الله له بها براءتين، براءة من النار وبراءة من النفاق. ووجه الاستدلال أن المواظبة تقتضي توالي الصلوات فأحرى الأيام. وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 37775.
وبناء على ما سبق فالأجر المذكور في الحديث إنما هو لمن صلى أربعين يوماً يدرك التكبيرة الأولى كما في الحديث، ويرجى للمحافظ على تكبيرة الإحرام في أي جماعة أن ينال ذلك الأجر، ولا يدركه من نقص عن ذلك ولكن لا شك أنه يحصل له من الأجر بقدره، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. ولعل الله أن يبلغه ما نواه إذ الأعمال بالنيات، وإن أراد تحصيل ذلك الثواب بخصوصه فعليه أن يستأنف من جديد إذ التتابع شرط كما سبق، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 99780.
والله أعلم.
مركز الفتوي
اسلام ويب دوت نت
في اتظارجديدك