السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لعمارة الأرض وللخلافة فيها " إني جاعل في الأرض خليفة " ، وقد وفـّر له كل ما يعينه في ذلك من مأكل ومشرب وملبس ومنكح إلخ.. وأمره أن يأخذ بالأسباب دون أن ينسى العلة الحقيقية التي خُلق من أجلها " وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون " .
فعلى الإنسان إتخاذ الأسباب التي تمكنه في تعمير الأرض أحسن تعمير ، لكنه مطالب ألا يركن إلى هذه الدنيا وألا يغترّ بها " إنما الحياة الدنيا زينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ….."
ولنضرب على ذلك مثالا بشخص يقطن في عمارة ذات طوابق كثيرة ،ولنفترض أن منزل ذلك الشخص يقع في آخر الطوابق وأن المسافة بين مدخل العمارة إلى مسكنه يعبرها بمصعد ،ولنقل أن ذلك المصعد مريح وواسع – لنستعمل الخيال – وأن الزمن الذي يستغرقه – يقطعه – للوصول إلى بيته طويل نوعا ما .
فإذا كان هذا الشخص أحمقا إلتفت إلى المصعد وشغل تفكيره في كيفية تزيينه وتهيئته ، وفي الطريقة الناجعة للاستحواذ عليه ومنع غيره في استعماله وفي الطريقة المثلى للإستمتاع بوجوده هناك .
أما اللبيب فيعلم أنه مجرد معبر فلا يلتفت إليه ، بل يحصر تفكيره في بيته وفي كيفية تعميره لأنه مآله ومستقره .قال أحدهم :
" قلما يبرح اللبيب إلى ما يـ = ورث الحمد داعيا أو مجيبا".
هذا كمثل الدنيا والآخرة ، فالدنيا معبر وممر ويجب على الإنسان أن لا يدع نفسه تركن إليها، قال أحدهم :
" ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض = على الماء خانته فروج الأصابع".
بينما الآخرة هي المستقر ودار القرار " وللدار الآخرة هي الحيوان لو كانوا يعلمون" . لذا عليه أن يجتهد ويكد في إعمارها ، قيل لبعض العباد : إلى كم تتعب نفسك ؟ فقال : راحتها أريد.
قال ابن قيم الجوزية : ( اشتر نفسك اليوم ، فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة ، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير " .. ذلك يوم التغابن " ، " يوم يعض الظالم على يديه… " . )
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
منقول
جزاك الله خير الجزاء
واثابك الله جنة عرضها السموات والأرض
ورزقك الله الفردوس الأعلى
بارك الله فيك
وبارك فيكي
ننتظر جديدك الهادف وتقبلي مروري ودمتي بود
استغفرالله واتوب اليه