علموني الصـــــــــغار*[1]:
يتصرف الأطفال بعفوية صادقة …
يتكلمون بسجية عذبة …
تعطينا – نحن الكبار – أبلغ الدروس وأعمق المواعظ
بأوجز الكلمات ..
ولقد جمعت بعض المواقف التي علم الصغارُ فيها الكبارَ دروسا عميقة الأثر ..
أسجلها في هذه الوريقات …
لعلنا وإياكم ممن ينتفع بالحكمة أينما صدرت … وهذه حكم وطرائف من أفواه العصافير …
من أفواه العصافير
( 1 )
مشروع سقيا المـــــــــاء
ربما يتمتع عبد الله بتفكير خلاق … إذ يفاجئ الأهل باقتراحات مبدعة أو يطرح أفكارا تسبق عمره تثير الدهشة والإعجاب لروعتها
ذهب يوم جمعة إلى المسجد في ظهيرة صيفية لاهبة … وكان قد بلغ الظمأ منه ومن أبيه مبلغه … في ذاك اليوم الصائف الشديد القيظ … توجها مسرعين قبل دخول المسجد إلى برادة الماء فخابت أمالهما … إذ البرادة معطلة … وهم الأب بدخول المسجد على ظمأ مسلما أمره لله …!!
لكنه فوجئ بابنه الشاب الصغير ذي السنوات الست يطرح عليه اقترحا : أبي سيأتي كثير من المصلين عطشى مثلنا فيجدوا البرادة معطلة …
لم لا نذهب ونشتري صندوقا من قوارير الماء البارد نضعه هنا ليطفئ ظمأ الظامئين !!!!
سر الأب سرورا عظيما لهذه الفطنة … وعجب أيما عجب كيف فاتته ولحقت بابنه ذي السنوات الست …!!!
استجاب الوالد لاقتراح ابنه …
وبعدما انتهت صلاة الجمعة خرج الاثنان وإذ بجميع قوارير الماء فارغة بعدما روت العطاش … فحظي الصغير باقتراحه والأب بتنفيذ الاقتراح بفضيلة سقيا الماء وهي من أجل الصدقات …
فالحمد لله أن أنطق للخير لسانا … ومد للخير يدا …!!
**** **** ****
[1] – على لغة : ( أكلوني البراغيث )
لكي مني ارق تحياتــــــــــــي //
اختــ ملكــ القلــوب ـــة ـــك