تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صور من دلائل الهداية الربانية للكائنات الحية القرآن الكريم

صور من دلائل الهداية الربانية للكائنات الحية القرآن الكريم 2024.

  • بواسطة
صور من دلائل الهداية الربانية للكائنات الحية(3)

صور من دلائل الهداية الربانية للكائنات الحية(3)

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

صور من عالم الثدييات
– ضمن مجموعة تصل إلي حوالي (2000) نوع من الوطاويط، الحيوانات الثديية الوحيدة التي تطير، وهي تنشط ليلا وتنام نهاراً، يوجد لدي الخفافيش آكلة الحشرات (Microchiropter) آذان كبيرة نسبياً، وعيون صغيرة جداً، وطيات جلدية معقدة، وناميات علي أنوفها، يري المختصون أنها أساسية لاهتدائها للطيران والتغذية في ظلمة الكهوف العاتية، وذلك عبر رجع الصدى للموجات فوق الصوتية (السونار). ولقد هداه الله تعالي لتحدد ـ كذلك بسمعهاـ ما إذا كانت هناك من حشرات تقف فوق الأغصان وأسلاك البرق لتصطادها، متفادية العوائق في ذلك الظلام الدامس (17). كما يتميز "الدلفين" أيضا بحدة سمعه فهو يستطيع أن يعين موضع فريسته بواسطة تريد الصوت الذي "هداه" الله تعالي لاستعماله.
– "القندس".. "مهندس المملكة الحيوانية" فهو بنّاء عجيب مدهش، هداه الله تعالي لإنشاء السدود والحفر والمساكن. يصل ارتفاع السدود إلي أربعة أمتار ويزيد طولها عن 600 متر، وتشكل المياه خلفه بركة كبيرة.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

صورة لقندس يقوم بحمل غصن شجرة لبناء سده، وفي الأسفل سد صناعي
أنشأه حيوان القندس الذي هو أقدم بناء للسدود عبر التاريخ

-ترحل الحيتان لمسافات طويلة وهداه الله تعالي لسماع الأصوات تحت سطح الماء لمسافة 3 أميال، فيتعرف أفراد السرب علي بعضه البعض، وعلي الظروف المحيطة (18).
– فصيلة القطط والكلاب لها من "هداية" الله تعالي نصيب وافر، ففي "حواسها" المختلفة في التعرف على البيئة المحيطة، واستكشافها، ومعرفة مخارجها وأماكن الهروب منها، وبخاصة عندما تدخلها للمرة الأولى. فهي "مُعلِم ماهرٌ" في فنون الصيد والقنص فلديها براعة فائقة في مهاراته، وجسد رشيق، وأطراف مستدقه، وعضلات قوية..لتجعل من"الفهد الصياد" Acinonyx jubatus أسرع مخلوقات الأرض (نحو 120 كم/ ساعة) دون منازع.
– وللكلاب "هداية"، تنعكس في تعدد خدماتها ووفائها للإنسان: حراسة الماشية والمنازل والحدود والأفراد، وإنقاذ المفقودين والمسافرين، وقيادة فاقدي البصر، وفى إغلاق مصابيح الإنارة والغسالات والأبواب وخدمة توصيل بعض الأغراض للمقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة، ووسيلة للجر والنقل، ووسيلة للاتصال أيام الحروب والأزمات، ومهمة استكشاف المخدرات والمواد المحظورة، واستكشاف المناجم كأبرع جيولوجي، وفوائد جليلة للبحث العلمي والطبي والجراحي والدوائي كحيوانات للتجارب (وإن كان ذلك يلقى معارضة كبيرة من جمعيات الرفق بالحيوان). وأضف إلى ذلك احدث وظيفة تم تدريب الكلاب عليها وهي عملها "كجرس إنذار" يتنبأ بقدوم نوبات الصرع Epilepsy من خلال نبرات وتعبيرات وجوه مخدوميها، ومن ثم تقفز وتنبح وترقد عند أقدامهم مما يعمل على إيقاظهم وتنبيههم، كما أن بعضها قد تضرب عن الطعام إذا ما مرض صاحبها، وقد تضحي بحياتها في سبيل إنقاذه من أزماته، فمن الذي "هداها" لتفعل كل هذه الخدمات للإنسان؟.

– القطط الأليفة ـ تلك الحيوانات ذات "الشخصية المستقلة" والتي نادرا ما يسودها "النظام الأبوي" أو "نظام القطيع" ، غالباً ما تعيش منفردة، مستقلة، هانئة بتأملاتها الذاتية، محتفظة ببعض صفاتها البرية، لا تبدى مشاعرها كثير‍‍‍‍‍‍‍، فهي تمثل نموذجا يحتذي في النظافة العامة وفى التجمل، فهي تقضى ساعات طوال في تنظيف نفسها، والعناية بشعرها. فمن الذي هداها لمعرفة فلسفة الجمال والقبح؟؟ (19) فنراها لا تترك فضلاتها إلا وقد أهالت عليها التراب، ودفنتها سواء كان ذلك في الطريق أو داخل البيوت حيث موضعها وأطباقها المُعدة لذلك الغرض.
-"الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"(صحيح البخاري، برقم:2637)، هكذا يُخبر رسولنا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الخيل، لما لها وظائف متعددة يكللها "هداية" الله تعالي لها في "ذكائها"، وفي "بنيانها" الجسدي. :"والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تـُريحون وحين تسرحون. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق النفس إن ربكم لرءوف رحيم. والخيل والبغال والحمير لتركبوا وزينة ويخلق ما لا تعلمون" النحل:5ـ8. وجدير بالذكر أن للخيل شأناً رفيعاً في التراث العربي والإسلامي، يذكر الجاحظ: " لم تكن أمة قط أشد عجباً بالخيل، ولا أعلم بها من العرب".

– وللإبل ـ أيضاً ًـ مكانتها في التراث العربي الإسلامي، وتكفي إشارة القرآن الكريم للنظر وتأمل خلقة الله تعالي لها: "أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت"(الغاشية:17) وفي هذا الشأن سودت كثير من الدراسات والمقالات. بيد أنه تجدر الإشارة هنا إلي"هداية" الله تعالي لها في أنواعها وسلوكياتها، واقتصادياتها، وكيفية تأقلمها مع بيئتها وظروف معيشتها، وذاكرتها القوية التي تعرف خط السير حتى ولو مضت فيه منذ سنين، فضلاً عن مقاومتها للأمراض، وخصائص ونوعية لحومها، وكمية ومكونات وفوائد ألبانها وأبوالها. كما إن بإمكان المرء أن يتعلم الكثير من "صفاتها وطباعها" مثل: التحمل والصبر والعمل الدءوب والقناعة والاقتصاد في المأكل والمؤونة، والادخار لما هو قادم، والعطاء حتى في اقسي الظروف.
– مجموعة الحيوانات الرئيسة (الجيبون، والأورانغ أوتان، والغوريلا، والشمبانزي الخ)، وهبها الله تعالي مقدرة "عقلية"، ومستويات مرتفعة من "الذكاء"، و"الذاكرة الجيدة"، واستعداد كبير "للتعلم والدربة"، ومقدرة رائعة علي"التقليد والمحاكاة".
– لعل المجال هنا لا يتسع لعرض الصور العديدة والمتنوعة لهداية الله تعالي للإنسان،..مادياً ومعنوياً، جسداً وروحاً، وكيف لا وهو"خليفة" الله تعالي في أرضه، والمكرم علي كثير من مخلوقاته ـ جلت قدرته ـ :"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"(الإسراء:70). لكن تكفي الإشارة السريعة إلي قوله تعالي: "الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ" (الشعراء:78)، وقوله تعالي:"وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"(البلد: 10)، وقوله تعالي: "إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا"(الكهف:24). ثم تكرار الدعاء في الصلاة:"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" (الفاتحة:6). يقول صاحب الظلال رحمه الله تعالي:"لقد وهب الله تعالى الوجود لكل موجود علي الصورة التي أوجده عليها ثم هدي شئ إلي وظيفته التي خلقه لها، وأمده بما يناسب هذه الوظيفة ويعينه عليها، فكل مخلوق معها لاهتداء الطبيعي الفطري لوظيفته، فالخلق والاهتداء للوظيفة متزامنتان، بيد أن هداية كل شيء لوظيفته مرتبة أعلي من خلقه غفلاً..إنها أكمل آثار وهبات الألوهية الخالقة المدبرة للوجود.. هبة الخلق علي تلك الصور البديعة، وهبة الهداية لوظيفة المخلوق، كبيراً أو صغيراً، من أضخم الأجسام إلي أصغرها، ومن أرقي أشكال الحياة في الإنسان إلي الخلية الواحدة"(20).

وأخيرا وليس آخرا: الغشاء الخلوي.. غشاء "عاقل"
الحيوانات الأوالي: وحيدات الخلية والتي يوجد منها ماينوف علي ثلاثين ألف (30000) نوع..غشائها الخلوي (كما في خلايا أكبر الكائنات حجماً) به "هداية" لوظائفه الحيوية..حركة وتغذية وانقساماً، ويبدو كما لو كان غشاء "عاقلا"(21). يقول د. زغلول النجار:"لا ريب أن السنن الحاكمة للكون، ولجميع ما فيه ومَن فيه، هي من أمر الله ـ تعالي ـ وضمن هدايته، تأكيداً علي حقيقة الخلق، وعلي ربوبية الخالق. فالله ـ جلت حكمته ـ هو رب كل شئ ومليكه وهاديه"(22).

خلاصة القول
إنهما صفتي "الخلق والهداية". فالكائنات الحية من الأكثر رقياً ـ في الأسماك والبرمائيات والزواحف والحشرات والطيور والثدييات ـ إلي الحيوانات وحيدة الخلية نجدها مدفوعة لأن تفعل الشيء الصواب في الوقت والمكان الصواب، وبالطريقة والنسق الصواب في دلالة واضحة ـ ليس كما يذهب البعض بدافع من سنن وقوانين وغريزة طبيعية ـ بل بهداية ربانية: "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"(طه:50).

********
الهوامش والمراجع

1-أنظر: المعجم الوجيز،الصادر عن مجمع اللغة العربية، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، 2024م، مادة"هدي، ص: 647.

2-راجع: المعجم المفهرس لللفاظ القرآن الكريم، وضعه: "محمد فؤاد عبد الباقي"، دارالحديث،القاهرة،ط 3، 1991م.

3-سعيد حوي::" الله جل جلاله"، مكتبة وهبة، ص:54، وأنظر ايضاً د. صبري القباني:"غرائب في مملكة الحيوان"، د.ت، ص 141-147.

4-د. صبري القباني، مرجع سابق، ص:180-181.
5-د. مصطفي محمود: "رأيت الله"، دار المعارف، ط 3، 1977م، ص:8، وكذلك سعيد حوي، مرجع سابق، ص:54.
6- سعيد حوي، مرجع سابق، ص:54.
7-د. مصطفي محمود: "لغز الحياة"، دار النهضة العربية،، 1973م، ص:43.
8-المرجع السابق، ص:44.
9-موسوعة كومبي العربية المصورة، دار العالم العربي للطباعة، القاهرة، وكذلك: The Encyclopedia Americana, Vol. 30: pp: 770
10-د. صبري القباني، مرجع سابق، ص: 222-223.
11-المرجع السابق: ص: 297
12- Yuri Dmitriyev:” Animal on a pedestal”, Raduga publishers, (1989), pp :161-196.
وأنظر أيضا: "لغز الحياة"، و"غرائب في مملكة الحيوان"، مراجع سابقة.
13- أسرار جسم الإنسان: ترجمة هاشم أحمد محمد، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة، 1999م.
14- لغز الحياة، مرجع سابق :ص:7، وغرائب في مملكة الحيوان، مرجع سابق ص:301.
15– الموسوعة العلمية للناشئة، العدد:8، منشورات دار الجنوب للطباعة، بيروت، ترجمة اسماعيل اليوسف عن الموسوعة الإنجليزية: Children’s Encyclopedia
16-أيجور اكيموشكين: "بناؤؤون عجيبون"، دار ماليش ومكتبة دار الشرق، موسكو، 1978م، ص: 4-10.
17- الموسوعة العلمية للناشئة، مرجع سابق العدد:7.
18- أسرار جسم الإنسان، مرجع سابق، ص:63-71.
19-"رأيت الله" مرجع سابق، ص:6-7، وأنظر :” Animal on a pedestal”مرجع سابق،ص: 294-313.
20-بتصرف من سيد قطب: "في ظلال القرآن"، مجلد، 4، ط 17، 1992م، دار الشروق، مصر، ص 2338.
21-مجلة الوعي الإسلامي الكويتية، العدد: 455، رجب 1445هـ، ص: 61-63، وانظر: سعيد حوي، مرجع سابق، ص:44-46.
22- بتصرف من د. زغلول النجار: "في نور القرآن الكريم..تأملات في كتاب الله"، الدار المصرية اللبنانية،القاهرة، طبعة 1، 2024م، ص:182.

منقول للفائدة

مشكوره
جزاك ربي الجنه
( ألاَ إنّنا كلَّنا بائدُ … وأيّ بني آدمٍ خالدُ )

( وبَدْؤُهُم كان من ربّهم … وكلٌّ إلى ربّه عائدُ )

( فيا عجبا كيف يُعْصَى الإِلهُ … أم كيف يَجْحَدُه الجاحدُ )

( و لله في كل تحريكة و تسكينة أبدا شاهد )

( وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ … تدلّ على أنه واحدُ )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.