ـ صوت ـ
يا فؤادي هل صَبَونا…؟؟؟
أم سُلِبْنا الرُشدَ قَسْرا…؟؟؟
يا فؤادي بل سَكِرنا
حينَ سالَ الصوتُ خمرا
كنتُ حُراً… كُنتَ حراً
كيف صرنا اليومَ أسرى..!؟
بعدَ أنْ كنّا قضينا
خارجَ القُضبان عُمرا
نحسبُ الأحلامَ ذنباً
والهوى جُرماً وكُفرا
واتقادَ الشوق ضَعفاً
وازديادَ النبض هَدرا
وانشغال الفكر حُمْقاً
وانسِكاب الدمع خُسرا
كم أشحنا إن لَمحنا
في خدودِ الوردِ سِحرا
أو رأينا في عيونٍ
خلف ستر الرمش سِرا
أو سَمِعنا همسَ قلبٍ
يعلنُ الأشواقَ جَهرا
أو قرأنا في كتابٍ
ما وراء السطر سَطرا
أو لَمَسنا في سلام
تحتَ بردِ الكَفِ جَمْرا
كنتُ حُراً… كنتَ حُراً
لم أزل لولاكَ حُرا
بيدَ أنّ الحُبّ حُكمٌ
يَترُك الألبابَ حَيرى
لمْ يَزَلْ يَحتال حتى
مَدّ نحوَ الروحِ جسرا
إنها الأحلامُ عادَتْ
ملء ذاك الصوت تترى
صوت أنثى سالَ خَمْرا
أجّجَ الأعماقَ سُكرا
أهوَ خمرٌ..؟ لستُ أدري
لم أذقْ في العُمر خمرا
كلّ ما أدريه أنّي
عاشقٌ والله أدرى
يا فؤادي في التصابي
لم أجد للكهل عُذرا
ـ صورة ـ
وجْهُها فردوسُ حُسن
فيه شيءٌ من جَهَنمْ
أبيض السيماءِ طِفلٌ
بيّن الإلهام… مُبهَمْ
ذو جبينٍ من سناءٍ
لو رآهُ البدرُ أعتَمْ
ذو شفاهٍ مِن عَقيقٍ
خمرها شَهدٌ مُحرّمْ
ذو عيونٍ فاتناتٍ
تجعلُ الثرثارَ أبكَمْ
لَحْظها يَرمي سِهاماً
من كلامٍ لا يُتَرجَمْ
فوقَ بحر العين سيفٌ
قاطعُ الايحاء مُحْكَمْ
شعرُها شَلالُ سِحرٍ
حالِكٌ كالليل خيَّمْ
خدُّها غَضٌ حريرٌ
من خدود الوردِ أنعمْ
مُعجزاتٌ لو رآها
أكفر الكفار أسلَمْ
أهي إنسٌ قد تسامى
أم ملاكٌ قدْ تجسَّمْ..؟
***
القصيدة من ديوان ( صــوتٌ و…صورة) المُهدى إليَّ من زوجي
الشاعر : عماد صالح نجم.