بدا القدس مغبرَّ الأسارير خاطرُه ** تدثر ثوب الحـزْن ، ضاقت سرائرُه
سلِ القدسَ إن أصغت إليك منارُه ** متى رُوِّعـت أركانُـه ،ومنابـر
تذكَّـر أطفـالاً تُباد ونسـْـوةً ** بغـَـزَّةَ فارتـدَّت إليـه تحاورُه
أنا اليوم إنْ تبكـي عليَّ بحسْـرةٍ** وشجوٍ ، ودمعُ العيـن ينهلُّ بادرُه
رددتُ إليكَ القولَ، والقلبُ مُثقَلٌ ** تعــاودُه آلامـُه وتغــاورُه
يقتـَّلُ أبنائـي شيوخٌ ورُضَّــعٌ ** أعـالجُ مطـْويَّ الأسى وأُساهرُه
وهل مثلُ شعبٍ في الحصارِ ممزَّقٍ ** تراوحُـه أحـزانـُه ، وتباكـرُه
وما محنتي إلاّ اليهود وقد طغـوْا ** تداعي لهم سيفُ الصليب وناصرُه
يساورني في غمْرة الحزن طائفٌ ** يشاطـِـرني لوعاتـَـه ، وأُشاطرُه
تذكَّرَ أياماً أشادت بمجـدِنـا ** وسالفَـهُ الزاهـي ، تلـوحُ مآثرُه
صروحٌ بها الإسلام أنشأَ مجـدَه ** وزاهـرُ ملكُ الفاتحـين ، وباهـرُه
بنى العزَّ أسمْى من علا النَّجم ذكرُه ** فلاحـت بآفاقِ السَّماءِ مفاخرُه
بناهُ بنـاةُ العزِّ من كـُلِّ ماجـدٍ ** فتمَّـتْ معانيـه ،وطارتْ بشائرُه
ألسْنا الجبال الشمَّ في كلِّ محفـلٍ ** إليـنا جمـيـعُ المجدِ دارتْ دوائرُه
نشرنا به الإسلام ظلاَّ على الورى ** أحاطت بألبـابِ الأنامِ بصائـرُه
أنارَ على الدنيا فأبصرتِ الهُدى ** وسحَّـت على كلِّ الحياة مواطـرُه
وسيفاً على كيدِ اليهود مسلَّطاً ** تهــابُ النصارى حدَّه وتحاذرُه
فقال ليَ الأقصى بعزْمٍ وصوتُه ** كرعد الليالي ، حينـما ثارَ ثائــرُه
دعوا فخـرَ أيَّام الزمان وذكرَه ** فماذا يفيد اليـوم في العـزِّ ذاكرُه
إذا رام هذا الشعب نصراً ورفعةً ** هو السيفُ يهديهم إلى العزِّ باترُه
منقول
اسعدني مروركم
جعله في ميزان حسناتك
وبارك الله فيكم
اسعدني مروركم
وجعله الله بموازين حسناتنا جميعا
اسعدني مروركم الطيب
حفظك الرحمن