السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع مَنْ أحب) فهو من أصح الأحاديث، وقال أنس فما فَرِحَ المسلمون بشيء بعد الإسلام فرحهم بهذا الحديث، فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن يحشرني الله معهم، وإن لم أعمل مثل أعمالهم،وكذلك: (أوثق عُرَي الإسلام الحب في الله، والبغض في الله) لكن هذا بحيث أن يحب المرء ما يحبه الله، ومَنْ يحبه الله. فيحب أنبياء الله كلهم؛ لأن الله يحبهم، ويحب كل من علم أنه مات على الإيمان والتقوى، فإن هؤلاء أولياء الله، والله يحبهم؛ كالذين يشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وغيرهم من أهل بدر، وأهل بيعة الرضوان
في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال: (وَجَبَتْ، وَجَبَتْ)، ومرَّ عليه بجنازة فأثنوا عليها شرًا. فقال: (وجبت، وجبت). قالوا: يا رسول الله ما قولك وجبت، وجبت؟. قال: (هذه الجنازة أثنيتم عليها خيرًا، فقلت: وجبت لها الجنة، وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرًا، فقلت: وجبت لها النار). قيل: بِمَ يا رسول الله؟! قال: (بالثناء الحسن، والثناء السيئ).
قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31]. قال بعض السلف: ادعي قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهميحبون الله، فأنزل الله هذه الآية، فمحبة الله ورسوله، وعباده المتقين تقتضي فعل محبوباته، وترك مكروهاته، والناس يتفاضلون في هذا تفاضلاً عظيمًا، فمن كان أعظم نصيبًا من ذلك كان أعظم درجة عند الله، وأما من أحب شخصًا لهواه، مثل: أن يحبه لدنيا يصيبها منه، أو لحاجة يقوم له بها، أو لمال يَتَأَكَّله به، أو بعصبية فيه، ونحو ذلك من الأشياء فهذه ليست محبة لله، بل هذه محبة لهوي النفس، وهذه المحبة هي التي توقع أصحابها في الكفر والفسوق والعصيان
الشيخ(بن تميمة)
اشكرك
جزاك الله خيرا وبارك فيك
لاحرمنا الله من تميزك الدائم
دمتي في حفظ ورعاية الله
وجعله فى ميزان حسناتك