شاورما بنكهة المجاري. 
قبل فترة ليست بالقصيرة كنت في جولة عمل داخل مدينتنا العامرة مع لجنة مكونة من ممثلين عن عدد من الإدارات ذات العلاقة بمجال الرقابة على الأغذية وكانت مهمة اللجنة هي التفتيش على مطاعم الوجبات السريعة وسحب عينات من منتجاتها لإخضاعها للتحليل والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي .
وقد استمر العمل في هذه اللجنة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً صادفنا خلالها أمور مضحكة مبكية منها قصتنا لهذا اليوم .
دخلنا أحد المطاعم وعادةً ما يكون المظهر الخارجي يوحي بالنظافة والترتيب ولكن الجزء الداخلي للمطعم يختلف اختلافا كلياً عما تراه في الأجزاء الظاهرة منه .
أخبرنا المسؤول بأننا وفد رسمي نود الإطلاع على سير العمل في المطعم وانتقلنا مباشرة إلى الجزء الداخلي للمطعم .
ولا أتحدث هنا عن مستوى نظافة الأدوات المستخدمة في طهي الطعام ولا عن نظافة الملابس ولا عن نظافة المكان بشكل عام فقد هالني ما هو أعظم من ذلك فـماذا رأيت ؟
رأيت الخلطة الخاصة بالشاورما ـ حيث يوضع اللحم أو الدجاج مع الخل وملح الطعام و البهارات لمدة معينة ( ساعتين أو ثلاث ) حتى يكتسب نكهة يحبها المستهلكين تمهيداً لاستخدامها في تحضير سندوتشات أو صحون الشاورما ـ أقول رأيت هذه الخلطة وقد وضعت في وعاء بلاستيكي متسخ داخل الحمام بجانب المرحاض مباشرة ـ أجلكم الله ـ وحينما سئل العامل عن سبب وضع الغذاء في هذا المكان الغير مناسب قال بأن الرطوبة العالية في الحمام تساعد على أن تشرب اللحم للخل والبهارات بشكل أسرع مما يجعلها أطيب في نظر المستهلك ( المسكين ) ـ أقسم بالله العظيم أن هذا وقع حقيقةً لا خيالاً ـ .
وأود من خلال هذه القصة القصيرة استنتاج عدد من الفوائد هي :
أولاً : افتقار هذا العامل لأبسط أنواع المعرفة بأساليب التعامل الصحيح مع الغذاء ، وهذا ما أوصت اللجنة بمعالجته بتدريب العاملين في مجال الأغذية بالقدر الذي يتناسب مع ما يقومون به من أعمال .
ثانياً : أهمية وعي المستهلك وزيادة ثقافته الغذائية بحيث يستطيع من خلال هذه المعرفة أن يختار المصادر الأكثر أمناً لغذائه .
ثالثاً : التكامل في عمل الجهات المسئولة عن الرقابة على الأغذية فيكون هناك تعاون لتحقيق المصلحة العامة من الرقابة على العاملين ورفع مستواهم ، إلى الرقابة على المنشآت الغذائية ومستوى تقيدها باشتراطات السلامة ، إلى فحص المنتجات والتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك … الخ .
وأخيراً قرائي الأفاضل فإن سلامة الغذاء مسؤولية مشتركة يجب أن يساهم في بنائها وتنفيذها ونشر مفاهيمها الجميع من أصحاب المنشآت الغذائية الذين هم في الحقيقة مستهلكين إذا نظرنا إليهم من جانب آخر ، ومن العاملين في مجال الرقابة الغذائية الذين يقع عليهم العبء الأكبر في هذه المهمة ، ومن مربين ومعلمين لهم قصب السبق في توجيه الأبناء وزرع المفاهيم الصحية والغذائية السليمة في نفوسهم منذ الصغر ، ومن كتاب وصحفيين يملكون ناصية الكلمة ويستطيعون إشاعة المفاهيم الصحية والغذائية في المجتمع فعليهم أمانة كبيرة يمكن أن يؤثروا من خلالها .
نسأل الله أن يحفظنا وأبنائنا وذوينا من كل مكروه … آمين
لا نقول الا لا حول ولا قوة الا بالله.
ما نقول الا لاحول ولا قوة الابالله
ومشكور اختى على مرورك