السلام عليكم سوف اتوجه بموضوع اليوم الى كل محبي الفلسفة و شغوفين بها و بادركها ولكل طالب او تلميذ يريد الاستفادة اتمنى ان يكون الموضوع مفيد لكم ويكون بمثابة سبيل الى النجاح ان شاء الله .
*كما اخواني طبعا انكم تدركون اهمية الفلسفة في حياة الانسان فهي ليست مجرد كلم او تحصيل حاصل بل هي تعلم العقل التفكير وطرق المثلى في تحقيق المراد …فكونوا من العباقرة ….
واليكم الأن المخطط هذا البحث و فروع التي سنتناولها
ماهية الفلسفة
**
أهمية الفلسفة
**
فروع الفلسفة
**
ما وراء الطبيعة
**
نظرية المعرفة
**
المنطق
**
الأخلاق
**
علم الجمال
**
فلسفة اللغة
**
الفلسفة والميادين الأخرى
**
الفلسفة والعلم
**
الفلسفة والدين
**
الفلسفة الإسلامية
**
الفلسفة الشرقية
**
تاريخ الفلسفة الغربية
**
الفلسفة القديمة
**
فلسفة القرون الوسطى
**
الفلسفة الحديثة
**
1- ماهية الفلسفة ؟
الفَلـْسَفَةُ حقل للبحث والتفكير يسعى إلى فهم غوامض الوجود والواقع، كما يحاول أن يكتشف ماهية الحقيقة والمعرفة، وأن يدرك ماله قيمة أساسية وأهمية عُُظمى في الحياة. كذلك تنظر الفلسفة في العلاقات القائمة بين الإنسان والطبيعة، وبين الفرد والمجتمع. والفلسفة نابعة من التعجّب وحب الاستطلاع والرغبة في المعرفة والفهم. بل هي عملية تشمل التحليل والنقد والتفسير والتأمل. وتتناول هذه المقالة الفلسفة في الغرب والشرق الأقصى مع التركيز على الفلسفة الغربية. أما الفلسفة الإسلامية فقد أفرد لها مقال مستقل. انظر: الفلسفة الإسلامية.
كلمة فلسفة لا يمـكـن تحديـد معـناهـا بدقـة؛ لأن موضوعها مُعقد جدًا ومثير للجدال. فقد تختلف آراء الفلاسفة حول طبيعتها ومناهجها ومجالها. أما كلمة فلسفة في حد ذاتها فأصلها من الكلمة اليونانية فيلاسوفيا التي تعني حب الحكمة. بناءً على ذلك فالحكمة تتمثل في الاستخدام الإيجابي للذكاء، وليست شيئًا سلبيًا قد يمتلكه الإنسان.
عاش رواد الفلسفة الغربية المعروفون، في اليونان القديمة في مطلع السنوات الخمسمائة الأولى ق.م. وقد حاول هؤلاء الفلاسفة الأوائل أن يكتشفوا التركيب الأساسي للأشياء، وكذا طبيعة العالم والواقع. وكان الناس في استفسارهم عن مثل هذه المسائل، يعتمدون إلى حد كبير على السحر والخرافات وأصحاب الخبرة. لكن فلاسفة اليونان اعتبروا هذه المصادر من المعرفة غير موثوقة، وعوضًا عن ذلك التمسوا الأجوبة عن تلك المسائل بالتفكير ودراسة الطبيعة.
للفلسفة أيضا تاريخ طويل في بعض الثقافات غير الغربية، خصوصا في الصين والهند. ويرجع عدم التبادل بين الشرق والغرب إلى صعوبات السفر والاتصال بالدرجة الأولى، مما جعل الفلسفة الغربية تتطور على العموم بصورة مستقلة عن الفلسفة الشرقية.
——————————————————————————–
مصطلحات فلسفية
الأبيقورية هي الاعتقاد بأن اللذة الحقيقية مرهونة بضبط النفس والاعتدال والسلوك القويم.
الأخلاق فرع من الفلسفة يدرس سيرة الإنسان وطبيعة الحق والباطل.
التجريبية مفادها أن التجربة مصدر ومخبر المعرفة.
الجدلية الهيجلية . في فلسفة ف. هيجل هي مجرى التغير الحاصل بالصراع بين المتناقضات.
هذا الصراع يفرز أمرًا جديداً يسمى (التركيب)، كما أن التركيب بدوره يتصارع مع نقيضه.
الحتمية الجدلية الهيجلية المذهب القائل: إن كل الأحداث لها أسباب وتقع بالضرورة.
الذرائعية فلسفة تختبر الحقائق، وتقدر قيمة الأفكار بما لها من نتائج عملية.
الش********ة التأكيد بأنه لا يمكن التوصل إلى معرفة حقائق الأشياء.
العقلانية تقول إن العقل الأساس الوحيد للمعرفة بصرف النظر عن الحواس.
علم الجمال فرع من الفلسفة يدرس الفن والجمال.
المادية الاعتقاد بأن المادة وحدها لها وجود واقعي وأن الظواهر العقلية ناتجة عن النشاط المادي.
المثالية قوامها الاعتقاد بأن الواقع المطلق يتألف من العقول والأفكار، لا من الأشياء المادية. ويعتقد المثاليون أن وجود الأشياء مرهون بالعقول والأفكار.
مذهب اللذّة الاعتقاد بأن اللذّة هي الخير الأسمى.
مذهب المنفعة الاعتقاد بأن سيرة الإنسان ينبغي أن يكون أساسها عمل الخير لأكبر عدد ممكن من الناس.
الميتافيزيقيا (علم ما وراء الطبيعة) فرع من الفلسفة يسعى إلى فهم سر الكينونة والواقعية.
المنطق فرع من الفلسفة يعنى بمبادئ المحاكمة العقلية.
النزعة الإنسانية تؤكد على قيمة الإنسان وطبيعته المتميزة في العالم.
نظرية المعرفة فرع من الفلسفة يدرس طبيعة المعرفة وأساسها ومداها.
الواقعية تقول إن الأشياء لها وجود يخصها بصرف النظر عما قد يفكر الناس فيها.
علم الكونيات يدرس الكون الفيزيقي.
أهمية الفلسفة
الفكر الفلسفي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان؛ فما من أحد من غير المؤمنين تقريبًا إلا وقد وجد نفسه بين الحين والآخر مُحتارًا أمام أسئلة يغلب عليها الطابع الفلسفي من نوع: ما معنى الحياة؟ هل كان لي وجود قبل ميلادي؟ هل من حياة بعد الموت؟ أما المؤمنون فقد تعرض لهم هذه الأسئلة ذاتها، ولكنهم سرعان ما يجدون الإجابة عنها بما أوتوا من العلم مما أنزله الله في كتبه الناطقة بالحق المنزلة بالصدق وما صح عن الأنبياء صلوات الله عليهم. ولمعظم الناس نوع من الفلسفة من حيث نظرتهم الشخصية إلى الحياة، وحتى الإنسان الذي يعتقد أن الخوض في المسائل الفلسفية مضيعة للوقت، تجده مع ذلك يولي اهتمامه لكل ما هو عظيم وذو شأن وقيمة.
يستطيع الإنسان بدراسة الفلسفة، أن يوضح جوانب الغموض في مُعتقداته، فيدفعه ذلك إلى التفكير في المسائل الأساسية، ويصبح قادرا على دراسة آراء الفلاسفة القدامى، لكي يفهم لماذا فكروا على النحو الذي فكروا فيه، وأي أثر يمكن لأفكارهم أن تحدثه في حياته.كما أن العديد من الناس يجدون متعة في قراءة آثار كبار الفلاسفة خصوصًا كبار الكتاب منهم.
للفلسفة تأثير كبير في حياتنا اليومية، وحتى في اللغة التي نتحدث بها نصنف الأمور تصنيفا مستمدًا من الفلسفة، فعلى سبيل المثال فإن تصنيف الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، يتضمن فكرة فلسفية مفادها أنه يوجد اختلاف بين الكلمات وما يحدث لها. وعندما نتساءل: ما الفرق بين ذا وذاك؟ فإننا بهذا السؤال نشرع في إجراء تحقيق فلسفي.
ما من مؤسسة اجتماعية إلا وهي مرتكزة على أفكار فلسفية، سواء في مجال التشريع أو نظام الحكم أو الدين أو الأسرة أو الزواج أو الصناعة أو المهنة أو التربية. وإن الخلافات الفلسفية قد أدت إلى الإطاحة بالحكومات وإحداث تغييرات جذرية في القوانين وتحويل الأنظمة الاقتصادية بالكامل. إن تلك التغييرات ما كانت لتقع إلا لأن الناس المعنيين بالأمر كانت لهم آراء يؤمنون بها حول ما يعتبرون أنه الأهم والأقرب إلى الحقيقة والواقع والأكثر فائدة، وحول الكيفية التي يجب أن تنظم بها الحياة.
تسير الأنظمة التربوية بمقتضى الأفكار الفلسفية التي يؤمن بها المجتمع حول ما يجب أن يتعلمه الأطفال، ولأي غرض يتعلمون. وتؤكد الأنظمة الديمقراطية على ضرورة تعليم الإنسان كيف يفكر، وكيف يختار بنفسه ما ينفعه. أما المجتمعات التي تفتقد الشورى والحوار فإنها تثبط أمثال هذه المبادرات، وتريد من المواطنين أن يتنازلوا عن مصالحهم لفائدة الدولة. وهكذا فالقيم والمهارات التي يعلمها النظام التربوي إنما تعبر عن الأفكار الفلسفية التي يؤمن بها المجتمع حول ما يعتبره هو الأهم والأصلح.
يعتبر الفيلسوف عضو مؤثر فى مجتمعه ، يتأثر بأحداثه ويؤثر فيها ، ونظراً لعمق نظرته العقلية التحليلية للأمور من حوله ، فإنه يساهم فى حل مشكلات مجتمعه بحيث يكون عاملاً فعالاً فى التعامل معها خاصة ونحن فى صدد عصر تعقدت فيه مختلف جوانب الحياة .
أهمية الفلسفة بالنسبة للفرد
تتلخص أهمية الفلسفة بالنسبة للفرد فيما يلى :
1- تعميق الوعى لدى الفرد : إن دراسة الفلسفة القائمة على النظر العقلى تساعد الإنسان على إدراك ماهيته ووجوده فى المجتمع بصفة خاصة والكون بصفة عامة وذلك الإدراك الذى يساعده على معرفة الحياة من حوله وسر وجوده فيها مما يساعده على تطوير حياته .
2- الارتفاع بالمستوى العقلى وحل المشكلات : من خلال دراسة وجهات نظر الفلاسفة وتصديهم لحل مشكلات مجتمعاتهم ومعرفة آرائهم فى مواجهة هذه المشكلات ، كل هذا يساعد الفرد على تنمية فكره بحيث يستطيع استخدام عقليته فى مواجهة وحل مشكلاته الخاصة .
أهمية الفلسفة بالنسبة للمجتمع
تتلخص أهمية الفلسفة بالنسبة للمجتمع فيما يلى :
1- الارتفاع بالمجتمع ككل : طالما أن الفرد عضو فى المجتمع فإن ارتفاع الفكر لديه ينعكس بطبيعة الحال على مجتمعه ، فكلما ازداد رقى أفراد المجتمع أدى ذلك إلى تقدم المجتمع نفسه ، والعكس صحيح ، وبما أن الفلسفة تنمى لدى الفرد القدرة على التفكير الناقد ، يمكن الاستفادة بهؤلاء الأفراد فى تنظيم شئون الحياة داخل مجتمعاتهم .
2- كشف مشكلات المجتمع والمساعدة فى حلها : بما أن الفلسفة تعمق الوعى لدى الفرد فإن هذا الفرد قادرا على معرفة المشكلات التى يتعرض ويعانى منها مجتمعه ، ومن ثم يتفاعل معها ويتعاون على حلها ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة :
أ- استطاع سقراط أن يساعد فى هدم أفكار السوفسطائيين المخربة لعقول الشباب فى مجالى المعرفة والأخلاق وذلك من خلال عقليته وفلسفته التحليلية الناقدة .
ب- استطاع الإمام الغزالى أن يتصدى للانحرافات التى بدأت تنتشر فى عصره ونشر الدعوة إلى غرس الإيمان بين الشباب وحفزهم على التمسك بمبادئ وأصول الدين .
ج- استطاع جون ستيوارت ميل الإنجليزى أن يساهم بأفكاره الاقتصادية فى قيام الثورة الصناعية فى انجلترا .
3- تحديد الإطار الفكرى للمجتمع : لكل مجتمع مجموعة من الأسس والمبادئ النظرية التى تمثل الإطار الأيدلوجى "الفكرى" لهذا المجتمع ومن هذا الإطار يمكن تفسير النظم والأنشطة الاجتماعية .. إن عمل الفلاسفة والمفكرين إزاء هذا الجانب يتمثل فى استخلاص وصياغة تلك الأسس الفكرية للحياة داخل المجتمع التى تساعد على وضع الأسس لسلوك الأفراد داخل المجتمع .
يمكن القيام باستقصاء فلسفي في أي موضوع، لأن الفلسفة تتناول كل ما يوجد في الكون وكل ما له ارتباط بالمعرفة. على أنه من أجل تحقيق أغراض الدراسة، قد جرت العادة أن تُقسم الفلسفة إلى خمسة فروع، وكل فرع ينتظم فيه البحث حول عدد من المسائل المتميزة. هذه الفروع هي: 1- ماوراء الطبيعة (الميتافيزيقا). 2- نظرية المعرفة. 3- المنطق. 4- الأخلاق. 5- علم الجمال. وفضلاً عن ذلك فقد عظم شأن فلسفة اللغة في القرن العشرين، حتى أصبح البعض يعتبرها فرعًا آخر من فروع الفلسفة.
ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقا). علم يدرس الواقع والوجود من حيث طبيعتهما الأساسية، كما يدرس ماهية الأشياء. ومن الباحثين من يقسم علم ما وراء الطبيعة إلى ميدانين: علم الوجود، وعلم الكون. فعلم الوجود يدرس الموجودات؛ أما علم الكون فيدرس الكون الطبيعي ككل. كما أن علم الكون يُقصد به ذلك الفرع من العلوم الذي يدرس نظام الكون وتاريخه ومستقبله.
يتناول علم ما وراء الطبيعة مسائل من نوع: ما الواقع؟ ما الفرق بين الظاهر والواقع؟ ما المبادئ والمفاهيم العامة التي يمكن بموجبها تأويل تجاربنا وفهمها؟ هل لدينا إرادة حرة أم أن أعمالنا مُسيرة بأسباب ليس لنا فيها خيار؟
لقد أوجد الفلاسفة عددًا من النظريات في علم ما وراء الطبيعة وهي: المادية، والمثالية، والآلية، والغائية. إن المادية تؤكد أن المادة وحدها هي التي لها وجود حقيقي، وأن المشاعر والأفكار وغير ذلك من الظواهر العقلية إنما هي ناتجة عن نشاط المادة. وتقرر المثالية بأن أي شيء مادي إنما هو فكرة أو شكل من أشكال الفكرة، وبمقتضاها فإن الظواهر العقلية هي وحدها المهمة والمطابقة للحقيقة. أما الآلية فتؤكد أن كل الأحداث إنما هي ناتجة عن قوى آلية محضة، وليس عن غاية معينة، بل لا يعقل أن نقول إن الكون في حد ذاته من ورائه غاية معينة. أما الغائية، فهي على العكس، تقرر بأن الكون وكل شيء فيه يتصف بالوجود والحدوث من أجل غاية معينة.
كثيرًا ما يميز الفلاسفة بين نوعين من المعرفة: القَبْلية، والتجريبية. نتوصل إلى المعرفة القبلية بالتفكير من غير أن نستعين بالتجربة، مثلا، نعرف أن الدقيقة تشتمل على ستين ثانية، عن طريق تعلمنا لمعنى كل من العبارتين. بالطريقة نفسها نعرف أن الساعة فيها أيضًا ستون دقيقة، ومن هاتين المسألتين نستنتج أن الساعة تشتمل على 3,600 ثانية، ونتوصل إلى هذا الاستنتاج بمجرد عملية فكرية. أما المعرفة التجريبية فنكتسبها من الملاحظة والتجربة. مثلاً، نعرف بالملاحظة كم مفتاحا في الآلة الكاتبة؟ كما نعرف بالتجربة أيّ المفاتيح يطبع أي حرف؟
إن جوهر الحقيقة قد حيّر الناس منذ قديم الزمان، ربما لأن الناس كثيرًا ما يُطلقون صفة حقيقي على أفكار يتجاوبون معها ويميلون إليها، وكذلك لأنهم كثيرا ما يختلفون في الرأي حول أي من الأفكار تطابق الحقيقة. لقد حاول الفلاسفة أن يحددوا معايير الحكم من أجل التمييز بين الصواب والخطأ، ولكنهم اختلفوا حول معنى الحقيقة، وكيف يمكن التوصل إلى أفكار مطابقة للحقيقة. إن نظرية التطابق تقول: إن الفكرة تعتبر حقيقية إذا كانت مطابقة للوقائع والمجريات. أما النظرية الذرائعية أو البرغماتية، فتؤكد أن الفكرة تطابق الحقيقة، إذا هي أثرت في المشكلة المطروحة، أو قدمت لها حلاًّ. أما نظرية الترابط فتقول: إن الحقيقة مقياسها في الدرجة؛ أي أن الفكرة مطابقة للحقيقة بمقدار ما هي متماسكة أو متوافقة مع أفكار أخرى يؤمن بها الإنسان.
المنطق. يتناول بالدراسة مبادئ وطرائق المحاكمة العقلية؛ فهو يستكشف كيفيات التمييز بين المحاكمة القويمة والمحاكمة السقيمة. ويُسمَّى المثال المستخدم في المحاكمة البرهان أو الاستدلال. يتمثل البرهان في جملة من الحجج تسمى مقدمات، وهذه تقترن بحجة أخرى تسمى النتائج التي من المفروض أن تستند إلى المقدمات أو تنبثق عنها. إن البرهان القوي يكون سندًا للنتائج، بعكس البرهان الضعيف.
يوجد نوعان أساسيان من المحاكمة العقلية، يسمى أحدهما الاستنتاج والآخر الاستقراء.
يوصف البرهان الاستنتاجي بأنه صحيح عندما يأتي الحكم صحيحًا بالضرورة من المقدمتين. ويوصف بأنه باطل إذا كان حكمه النهائي لا يتولد بالضرورة عن المقدمتين. فالبرهان الذي صيغته: البشر كلهم عُرضة للموت. اليونانيون بشر. إذن اليونانيون كلهم عُرضة للموت، هذا البرهان الاستنتاجي صحيح. لكن البرهان الذي صيغته: البشر كلهم عُرضة للموت. اليونانيون كلهم عُرضة للموت. إذن اليونانيون كلهم بشر، هذا البرهان باطل وإن كان الحكم النهائي صحيحًا، لأن هذا المنوال من المحاكمة العقلية يجعلنا نفترض جدلاً أن الكلاب باعتبار أنها أيضًا عُرضة للموت هي بشر أيضًا.
تُستعمل المحاكمة العقلية الاستنتاجية لاستكشاف النتائج المترتبة على بعض الافتراضات، أما المحاكمة العقلية الاستقرائية فيستعان بها لإثبات الوقائع والقوانين الطبيعية، وليس هدفها أن تكون صحيحة من الناحية الاستنتاجية. فالذي يحكم عقليًا أن السناجب تحب الجوز، على أساس أن كل السناجب التي رصدها تحب الجوز، يكون قد بنى حكمه بطريقة استقرائية. فالحكم النهائي قد يكون هنا باطلاً حتى ولو كانت المقدمة صحيحة. ومع ذلك فالمقدمة توفر سندًا قويًا لاستخلاص الحكم النهائي.
الأخلاق. لها علاقة بسيرة الإنسان وشخصيته وقيمه، فهي تدرس طبيعة الصواب والخطأ، وتميّز بين الخير والشر. فالأخلاق تستكشف خصائص العدل والمجتمع العادل، وكذلك واجبات الإنسان نحو ذاته ونحو غيره ونحو المجتمع.
تطرح الأخلاق أمثال الأسئلة الآتية: ما وجه الصواب في العمل الصائب؟ وما وجه الخطأ في العمل الخاطئ؟ ما الخير وما الشر؟ ما القيم الخاصة بالحياة؟ قد تبرز المشاكل في مجال الأخلاق، لأننا كثيرًا ما نجد صعوبة في إدراك ما يلزم القيام به. وفي العديد من الحالات تتعارض واجباتنا، أو تبدو لنا غامضة فضلاً عن كون الناس كثيرًا ما يختلفون حول ما إذا كان عمل من الأعمال أو مبدأ من المبادئ، صائبًا أو خاطئًا من الناحية الأخلاقية.