بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا(25)أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا(26)وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا(27)وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(28)انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ(29)} {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ(30)لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ(31)إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ(32)كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ(33)وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(34)هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ(35)وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ(36)وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(37)هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ(38)فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِي(39)وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(40)}
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ(41)وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ(42)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(43)إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ(44)وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(45)كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ(46)وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(47)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ(48)وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ(49)فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ(50)}
تفسير الايات
.. ثم ذكَّرهم بنعمة إِيجادهم على الأرض حال الحياة، ومواراتهم في باطنها بعد الموت فقال {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا}؟ أي ألم نجعل هذه الأرض التي تعيشون عليها كالأم لكم، تجمع الأحياء على ظهرها، والأموات في بطنها؟ قال المفسرون: الكفت: الجمع والضم، فالأرض تجمع وتضم إِليها جميع البشر، فهي كالأم لهم، الأحياء يسكنون فوق ظهرها في المنازل والدور، والأموات يسكنون في بطنها في القبور {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} قال الشعبي: بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ} أي وجعلنا في الأرض جبالاً راسخات عاليات مرتفعات لئلا تضطرب بكم {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} أي وأسقيناكم ماءً عذباً حلواً بالغ العذوبة، أنزلناه لكم من السحاب، وأخرجناه لكم من العيون والأنهار، لتشربوا منه أنتم ودوابكم، وتسقوا منه زرعكم وأشجاركم {وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} أي انطلقوا إِلى عذاب جهنم الذي كنتم تكذبون به في دار الدنيا، وهذا الكلام تقوله لهم خزنة النار تقريعاً وتوبيخاً.
ثم وضَّح ذلك العذاب وفصَّله فقال {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} أي اذهبوا فاستظلوا بدخانٍ كثيف من دخان جهنم، يتفرع منه ثلاث شعب {لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} أي لا يظل من يكون تحته، ولا يقيه حر الشمس كما هو حال الظل الممدود، ولا هو يدفع عنه أيضاً ألسنة النار المندلعة من كل جانب، قال الطبري: لا هو يظلهم من حرها، ولا يكنهم من لهبها، وذلك أنه يرتفع من وقود جهنم الدخان، فإِذا تصاعد تفرَّق شعباً ثلاثة، قال المفسرون: سمَّى العذاب ظلاً تهكُّماً واستهزاءً بالمعذبين، فالمؤمنون في ظلال وعيون، والمجرمون في سموم وحميم، وظلٍ من يحموم، واليحموم دخانٌ أسود قاتم، فكيف يصح أن يسمى ما هم فيه ظلاً إِلا على طريق التهكم والاستهزاء؟ ثم زاد تعالى في وصف جهنم وأهوالها فقال {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} أي إِن جهنم تقذف بشرر عظيم من النار، كلُّ شرارةٍ منه كأنها القصر العظيم، قال ابن كثير: يتطاير الشرر من لهبها كالحصون {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} أي كأن شرر جهنم المتطاير منها الإِبل الصفر في لونها وسرعة حركتها، قال الرازي: شبَّه تعالى الشرر في العظم بالقصر، وفي اللون والكثرة وسرعة الحركة بالجمالات الصفر، وهذا التشبيه من روائع صور التشبيه، لأن الشرارة إِذا كانت مثل القصر الضخم، فيكف تكون حال تلك النار الملتهبة؟ أجارنا الله من نار جهنم بفضله ورحمته {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} أي هلاك ودمار للمكذبين بآيات الله {هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ} أي هذا اليوم الرهيب، الذي لا ينطق فيه أولئك المكذبون ولا يتكلمون كلاماً ينفعهم، فهم في ذلك اليوم خرس بكم {وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} أي ولا يقبل لهم عذرٌ ولا حجة فيما أتوا به من القبائح والجرائم، بل لا يؤذن لهم في الاعتذار، لأنه لا تسمع منهم تلك الحجج والأعذار ولا تقبل كقوله تعالى {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم} {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ} أي يقال لهم: هذا يوم الفصل بين الخلائق، الذي يفصل الله فيه بحكمه العادل بين السعداء والأشقياء، جمعناكم فيه مع من تقدمكم من الأمم لنحكم بينكم جميعاً {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِي} أي فإِن كان لكم حيلة في الخلاص من العذاب فاحتالوا، وانقذوا أنفسكم من بطش الله وانتقامه إِن قدرتم، وهذا تعجيزٌ لهم وتوبيخ {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} أي هلاك يومئذٍ للمكذبين بيوم الدين.
وبعد أن ذكر أحوال الأشقياء المجرمين، أعقبه بذكر أحوال السعداء المتقين فقال {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} أي الذين خافوا ربهم في الدنيا، واتقوا عذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، هم يوم القيامة في ظلال الأشجار الوارفة، وعيون الماء الجارية، يتنعمون في دار الخلد، والكرامة، على عكس أولئك المجرمين المكذبين، الذين هم في ظلٍ من يحموم – وهو دخان جهنم الأسود – الذي لا يقي حراً، ولا يدفع عطشاً، ولا يجد المستظل به مما يشتهيه لراحته سوى شرر النار الهائل {وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} أي وفواكه كثيرة متنوعة مما يستلذون ويستطيبون {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي ويقال لهم على سبيل الأنس والتكريم: كلوا أكلاً لذيذاً واشربوا شرباً هنيئاً، بسبب ما قدمتم في الدنيا من صالح الأعمال {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ} أي إِنا مثل ذلك الجزاء العظيم نجزي من أحسن عمله، وأخلص نيته، واتقى ربه {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} أي هلاك ودمار للمكذبين بيوم الدين {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ} أي يقال للكفار على سبيل التهديد والوعيد: كلوا من لذائذ الدنيا، واستمتعوا بشهواتها الفانية، كما هو شأن البهائم التي همُّها ملء بطونها ونيل شهواتها زماناً قليلاً الى منتهى آجالكم، فإِنكم مجرمون لا تستحقون الإِنعام والتكريم {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} أي هلاك ودمار يوم القيامة للمكذبين بنعم الله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ} أي وإِذا قيل لهؤلاء المشركين صلُّوا لله، واخشعوا في صلاتكم لعظمته وجلاله، لا يخشعون ولا يصلون، بل يظلون على استكبارهم يصرون، قال مقاتل: نزلت هذه الآية في ثقيف، امتنعوا عن الصلاة وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: حطَّ عنا الصلاة فإِنا لا ننحني، إِنها مسبة علينا، فأبى وقال: لا خير في دينٍ لا صلاة فيه {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} أي هلاكٌ ودمار يوم القيامة للمكذبين بأوامر الله ونواهيه {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}؟ أي فبأي كتابٍ وكلام بعد هذا القرآن المعجز الواضح يصدّقون إِن لم يؤمنوا بالقرآن؟ فإِذا كذبوا بالقرآن ولم يؤمنوا به، مع بلوغه الغاية في الإِعجاز، ونصوع الحجة، وروعة البيان، فبأي شيءٍ بعد ذلك يؤمنون؟ قال القرطبي: كرر قوله {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} عشر مراتٍ للتخويف والوعيد، وقيل: إِنه ليس بتكرار، لأنه أراد بكلِّ قولٍ منه غير الذي أراده بالآخر، كأنه ذكر شيئاً فقال: ويلٌ لمن يكذب بهذا، ثم ذكر شيئاً آخر فقال: ويل لمن يكذب بهذا، وهكذا إِلى آخر السورة الكريمة.
ابي اعرف رايكم بنسبه لرمضان تبغونا نواصل الحفظ او نكتفي بالمراجعه
وثاني شي الايام الي ما فيها حفظ راح ارتبلكم جدول للمراجه موافقين او عندكم اقتراحات
بالنسبة لرمضان ماني عارفة والله كيف حيكون جدولي
بس حيقل دخولي أكيد
فإما نكتفي بالمراجعة
أو تحدديلنا مقرر نحفظه ونجي نسمع بعد العيد
إذا ما عندكم مانع تعلموني كيف طريقتكم بالتسميع
وش الجزء أو السورة اللي تحفظونها وجزاكم الله عني كل خير
بالنسبة للحفظ في شهر رمضان المبارك … الأفضل أن نتابع الحفظ وكذلك المراجعة , فشهر رمضان هو شهر القرآن والأجر مضاعف بإذن الله ,, ولا تنسون ياعزيزاتي بعد رمضان حتبدأ الدوامات وبننشغل كثييير , وفي رمضان حيكون حماسنا كثييير للقرآءة والحفظ , وبعدين السور صغيرة يعني ماراح تاخذ وقت كثير للحفظ .. هذا رأيي والله يوفق الجميع ,,
عزيزتي الغالية ماجدولين أوافقك الرأي في طريقة المراجعة …. وفقكِ الله ولا حرمكِ الأجر …
( وكل عام والجميع بصحة وسلامة )
يا بسمة امل احفظي الايات الاولى ثم راجعي ومن الاحسن احفظي من كتاب القران
وخصوصا كل ما تحفظي راجعي حتى تثبت في دماغك الايات
وشهر رمضان مقبل علينا وان شاء الله نكون كملنا سورة البقرة
وشجعيني واشجعك بالحفظ
وربنا يوفقك ويكون سهل عليكي الحفظ
لانه شهر القران والرحمة والاستغفار
وربنا يبارك لنا في هدا الشهر العظيم