السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المرسل رحمة للعالمين
نبينا ومعلمنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم..
لقد أثقلت ظهري وظهرك يا أخي يا أختي ..
من كثرة تراكمها وثقلها
فمنها من يمكن أن نذكره
ومنها مالايمكن ذكره
فـ يا أيها العاصي الى متى تعصي الإله ..
يا كتاب المنتديات
يا اصحاب المدونات
يامن تتنفسون الحياة وأنتم بعيدين عن الخالق
استفحل العقوق وانتشرت الرذيلة ..
ونتباهى بما لدينا من معاصي ..
وحينما يؤلمنا ضميرنا .. نشتكي لغير خالقنا
نضعها بين ايدي العباد ..
متى نتوب ..
الخيانة
هذه الكلمة صارت لما تقال يذهب فكر السامع إلى أنها فقط في المعاشرة الغير شرعيه وكثير من النساء والرجال يحملونها ىعلى أن فلان خان الزوجة وذهب إلى غيرها ، و تركوا أموراً كثيرة معدودة من الخيانة فما هي الخيانة التى حذر منها الشرع . الخيانة أمر مذموم في شريعة الله. تنكرها الفطرة ،وترفضها الطبيعة السوية إن الله لا يحب الخائنين . و إن الله لا يهدي كيد الخائنين إن الله لا يحب كل خوان كفور إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً فالخائن المنافق لا يحبه الله ،هذا الخائن وإن اندس بين الناس ،وإن عرف كيف يرتب أموره بحيث لا يفتضح أمام عباد الله ،فأين يذهب يوم القيامة. ألم يفكر في الفضيحة في ذلك اليوم.سوف ترفع له راية يوم القيامة أمام الناس زيادة في النكاية به ،يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الشيخان:((لكل غادر لواء يوم القيامة ،يقال:هذه غدرة فلان)) فكل من كانت ولايته أعم وأشمل ثم خان من تحت ولايته ،فلاشك بأن جرم هذا أكبر من جرم من هو أقل منه في الولاية.
وكلما كانت المسئولية أعظم ثم حصل الخيانة كان الإثم أعظم. والله تعالى يقول: وتخونوا أماناتكم .خيانة الأمانات كلها حرام ،وهذه تشمل ما يتعلق بحقوق كل ذي حق ،نحن مستأمنون عليه. فليحذر الموظف من خيانة الأمانة ،بتعاطي الرشوة ،أو إتعاب أصحاب المعاملات وتأخيرهم بقصد التسلط فإنها خيانة للأمانة. وليحذر أصحاب المناصب والمراكز ولاسيما التى ترفع راية الدين والصلاح والأمانة من التخوض في المال العام دون وجه شرعي فإنها خيانة للأمانة وأعظم بها من خيانة يقول عليه الصلاة والسلام ((إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة )) فالمال الذي يجمع باسم أعمال البر والخير من الله الذي يجب المحافظة عليه بالأمانة الشرعية فوضعه بغير محله وصرفه على غير الوجه الذي دفع لأجله خيانة وأي خيانة والمراءة تستأمن على مال الزوج فتهدره بغير حق ولامنفعة خيانة والرجل كذلك مؤتمن على أهله فليحذر من خيانة الأعمال .وليحذر كل الذين أسندت إليهم أمور المسلمين أو هم تسلطوا عليها من خيانة الجالية فمن الخيانة أن يفتى من لاعلم له في الدين في أمور الحلال والحرام ومن الخيانة أن يمدح المفتى فلاناً أمام الناس ويزكيه بما ليس فيه وكذا العكس بل من أشد الخيانة خيانة الأمانة الشرعية أن يستأمن الرجل على الدين فيتخذه سلماً للوصول إلى المناصب والأموال، وليست الخيانة محصورة بالمعنى المتعارف اليوم بين الزوج والزوجة،من علاقة محرمة ،أو اتصال بأجنبي فإنها نوع من الخيانة للأمانة أنما معتاها أعم وأشمل فهناك خيانة بالقول وبالعمل كأن يوهم الناس أنه أهل للأمانة وهو ليس كذلك أو يخون بالعهود فليس من شيم المسلم أن يؤتمن فيخون بل تلك صفة المنافق .وليحذر كل راع مسؤول عن رعيته من خيانة ما استؤمن عليه. الخيانة من صفات المنافقين ،والأمانة من صفات المؤمنين ،فاختر أي الطريقين شئت، وتخيّر أي الوصفين تريد.قال صلى الله عليه وسلم:((لا إيمان لمن لا عهد له ،ولا دين لمن لا عهد له))[رواه الإمام أحمد].ومعنى لاإيمان لمن لاعهد له في هذا لاحديث أي لايكون مؤمنا كاملاً من لم تكن عنده صفة الأمانة . وإنه لا صلاح لأمة استشرت فيها الخيانة ،ولا بقاء لمجتمع تفشى فيه الخيانة ،ولا كرامة لأناس صارت الخيانة من أعمالهم وسلوكهم هل يمكن لخونة أن يصلحوا وضعاً ،أو أن يقيموا أساساً ،أو أن يشيدوا عمراناً وحضارةً أو أن ينصروا دعوة أو ديناً لا يمكن أبداً ،يوسف عليه السلام عندما طلب من ملك مصر أن يجعله على خزائن الأرض ،وهو في مصطلحنا المعاصر وزيراً للمالية.كان يعلم من نفسه أنه ليس بخائن ،ولا يمكن أن تخطر الخيانة بفكره أبداً وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم وأعظم ما تكون به الخيانة إذا كانت خيانة لعباد الله المؤمنين؛ بأكل أموالهم بالباطل ظلمًا وعدوانًا، وما نسمعه اليوم ونراه من فشو الكذب والخداع والغش والتزوير والسرقة والاختلاس وكثرة شهادة الزور وقول الزور والمطل بالحقوق وانتشار الرشوة وتسلط الخونة على الناس في كثير من المجالات في العمل التجاري فكم حصلة الخيانة ومانشهده اليوم من تلميع وتصدير مفتي العصر على الفضائيات وبين المجتمعات ليغيروا الحقائق ويبدلوا الثوابت من أقبح الخيانات حيث فيه إيهام وغش للناس ، الرجل إن أوهم الناس أنه أهلاً للتقوى والورع والإستقامة ثم راح يفتى بغير ما أنزل الله ويقول ويفعل القبائح فقد خان من ائتمنه، والفتاوى الشاذة من الخيانة وتضليل الناس عن الصواب كل هذا من أعظم الخيانة للأمانة الشرعية، حتى أصبح الكثيرون اليوم لا يعبؤون بالأمانة، ولا يقيمون لها وزنًا، ترى الصديق يخون صديقه والعامل يخون صاحب العمل والمسؤول يخون من دونه والزوج أحياناًيخون أهل بيته والبنت تخون أهلها!!، فقد قلة التقوى والأمانة بين الناس واستفحل الغش والخيانة،الأب مؤتمن على أولاده وزوجته والزوجة كذلك والخطيب مؤتمن على ما يتكلم به لينفع الناس ويرشدهم لالليزيغهم ويكلمهم بما لافائدة فيه في وقت هم أمس الحاجة به إلى معرفة أمور الدين والحلال والحرام،والبائع مؤتمن على مايبيع من غير خيانة وغش وكذا الكاتب مؤتمن على ما يكتب لينفع الناس لاليملى السطور ويظهر فصاحتته للناس من غير معنى مهم أو فائدة ،ولذا كانت الوصية بخطاب الناس على قدر عقولهم ، وكان لكل مقام مقال ولكل فن رجال !!من هذا المنطلق أبين لمن سأل عن سبب كتابتي دائماً للمواضيع الشرعية التعلمية لا الإنشائية الأدبية الشعرية فمن الخيانة أن يستأمن الشخص على نصح الناس فيسرد لهم القصص بغير معنى ولافائدة واليوم الناس شبعوا سياسة وفناً وطرباً، أحوج ما يحتاجونه اليوم التذكير بالأمور الشرعية العقائدية لذا أكرر وأعيد على الناس الدروس الإسلامية الصحيحة العلمية النافعة لاعلى التطرف والغلو والجهل والكلام بما حفظه الناس عن غيب في السياسة والمجتمع. ونصيحة للناس أن يبحثوا عن الأمين ليس في البيع والشراء فقط بل في السؤال عن أمور الدين والإتباع في أمور الشرع فالرجل الأمين في الفتوي الذي شأنه أن يقول في ما لايعرف لاأدري وأن يكون همه النصيحة بالأمانة الشرعية.
صديقُ إبليس
بسم ِاللهِ الرَّحمن ِالرَّحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمدقبل أكثر من ألفِ سنةٍ في المائةِ الأولى من تاريخ الهجرةِ، كان رجلٌ يعملُ في قَصْرِ الحجاجِ بن يُوسفَ فرأَى جاريةًً علِقَت نفسُه بها، وكان هذا الرَّجُلُ ذات يومٍ انكبَّ من يدِ رَجُلٍ زِقًّ (وعاء) عَسَلٍ، فصارت الأطفالُ يأكُلونَ منْ هذا العسَلِ، وهم يقولونَ أخزى اللهُ إبليسَ، يَسُبُّون إبليسَ ويأكُلون من هذا العسلِ، فقالَ هذا الرَّجُلُ الذي يعْمَلُ في قصرِ الحجاجِ قولوا جزى اللهُ إبليسَ خْيْرآ لأنَّهُ هو السبَبُ بِأكْلِكُم من هذا العسلِ ولا تقولوا أخزى اللهَ إبليسَ، فظهرَ لهُ إبليسُ متشَكِّلآ فقالَ له أنت لك عندي يَدٌ بَيْضاءُ، معناهُ لكَ عندي حقٌ بالمُكافأةِ، متى ما أرَدْتَ لِقَائي فالعلامَةُ بيني و بينكَ كذا، فصار هذا الرَّجُل معروفآ، صار يُقالُ له صديقُ إبليسَ، مِنْ كَثْرَةِ ما تُقْضى حاجاتُ النَّاسِ على يَدِهِ بسبَبِ إبليسَ، ثمَّ هذا الرّجُل تذكَّر ما قالَ له إبليسُ فقالَ أقصِدُ إبليسَ لأصِلَ إلى هذه البنت، إبليسُ أعطاهُ علامةً قال له إفعل كذا وكذا فأحضُرَ، فطلبهُ فحضرَ، فشكى له، فصارَ إبليسُ يُحْضِرُها له في الليلِ ثم عند الصَّباحِ يَرُدُّها الى قصْرِ الحجَّاجِ ثُمَّ الحجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ رأى هذهِ البنتَ مُكْتَئِبَةً فقالَ لها ما بالُكِ، فَقَصَّت لَهُ قِصَّتَها وأخْبَرَتْهُ بِأنَّها تُساقُ في الليلِ الى بيتِ رَجُلٍ لِيَزنِيَ بِها ثُمَّ تُعادُ، فقالَ لها الحجَّاجُ إنْ عادَ فأخَذَكِ فَخُذي معكِ هذا الصِّبْغَ فاصبُغي بهِ باب بيتِه، ففعلت، ثُمَّ هو أرْسلَ العَسْكَرَ ليفتِّشوا ففَتَّشوا فوجدوا بيتآ عليه هذا الصِّبْغَ الخاص، فأخذوا هذا الرَّجُلَ إلى الحجَّاجِ، فبينما هو هناك جاءَ الشَّيْطانُ فأخذهُ، أنقَذَهُ منَ القَتْلِ، أخذهُ في الهواءِ وغَيَّبَهُ، لا يُعرَفُ لهُ بعد ذلك خبَرٌ، ولو وجدَهُ الحجَّاجُ لقتلهُ، إبليسُ شكرَهُ لهذه، لأنَّهُ نهى الأطفالَ عن سبِّ إبليسَ وقالَ لهم هذا العسَلُ بسَبَبِ إبليسَ حصَلْتُم علَيْه، وقالَ لهُم قولوا جزى اللهُ إبليسَ خيْرآ فكفَرَ بهذهِ الكلِمةِ، بِسَبَبِ هذهِ الكلِمَةِ صار لهُ عندَ إبليسَ منزلَةٌ كبيرةٌ، إبليسُ فَرِحَ منهُ فساعدَهُ. لا يُغْتَرُّ بالشَّخصِ إذا كان يحصُل على يدِه شِفاءٌ للمجانينَ وأصحابِ العاهاتِ، إلاّ أن يُعرَفَ حالُه، إن وجِدَ مُستقيمآ بطاعةِ اللهِ يُظَنُّ بِهِ الوِلايَةُ وإلاَّ لا يُظَنُّ به الولايةُ. واللهُ سبحانهُ وتعالى أحكم.
م ///ن