دوحة الحب الإلهي من الشريعة 2024.

عجيبا أمرنا البشر….. غريبا ما نقوم به….. ربما بشعور أو بدونه….. قد يكون فينا كثيرا….. إلا أنني على أمر واحد….. لماذا لا نسعى للكمال؟ لماذا نذر الثمين ونسعى وراء البخس؟ لماذا نترك النور ونغوص في الظلام….. لماذا نبتعد عمن يتصف بالكمال ونزداد قرباً ممن يغلبهم النقص…..؟
هكذا البشر في علاقتهم….. يختلطون بالآخرين….. ويعجبون بفئة منهم ….. بل ويقعون في حبهم….. ولا ضير في الحب نفسه….. فالمحبة لابد منها أن كانت متكافئة….. ويمر الوقت وربما يحس البعض اختيارا من أحب وأن لازمه التردد….. ويشعر أن ما بينه وبين من يعرف شيئاً مقدساً يباركه الباري تعالى وقد يكون….. ولكنه في لحظة ما يقف لبرهة يتأمل….. هذه اللحظة التي تطرأ في علاقته وتجعله يعيد النظر فيرى أنه اقتراب من شيء ما وابتعد عن الآخر….. مواقف تجعلك تقارن بين شيئين قد تندم على التفريط في أحسنهما….. قد تلمس بعض الجفاء ممن تحب….. جفاء قد يطول مع عدم قدرتك على إنهائه أو تفسيره….. ربما تخجل حتى من البوح بشعورك بذلك الجفاء….. كما تتألم وتبحث في نفسك فتتبعها معك بغية التعرف ان كان صدر منها ما يسبب البعد والجفاء….. وقد لا تجد وتبقى في حيرتك….. لكنك ومن جهة أخرى قد لا تشعر بجفاء أو أعراض من هو أعلى من هذا الإنسان بل ولا يهمك ان أحسست به ….. ولا تتعب نفسك في البحث عن ذنبها و السعي لتكفيره فأنت لا تعبأ ولا تشعر ان جفاك الله و أعرض بوجهه عنك…..!
قد تشعر بالشوق لإنسان تحبه….. عندها كم تخطط وتحدد من المواعيد و تهيئ من الأمور وتغفل عن حبيب بإمكانك الخلوة به في أي وقت كان و لأي فترة تشاء….. هذا الحبيب الذي يفتح بابه للوافدين عليه متى أرادوا دون وسيط أو حاجب….. فهل اعتقدت يوماً وأنت في خلوتك مع ربك أذن عليك القيام الآن لأنه ربما يمل عنك أو قد يكون عنده ما يشغله….. فأنت حينها وأهم لأن هذه الأمور وهذه الاعتبارات عند البشر فقط…..
أن شعورك بالحب نفسه تعجز عن البوح به لمن أحببت….. بل وتخشى أن يعرف الآخرون شعورك هذا لأي كان….. لكنك تقدم بثقة وراحة لتعبر حينها لربك أنك تحبه وترجو رضاه….. وتفخر حين يعلم الآخرون أنك دخلت دوحة حب الله….. وتضمن أن حبك هذا باقٍ خالد يرفعك لعليين….. حب يشعرك بالسعادة والرضا دنياً وآخرة…..