يوم أن قالوا: إنك إرهابية، ظننتك بالسواد متلفعة، وبالخمار مقنعة ومقتنعة، ربما ظننت أنهم قتلوك؛ لأنهم لم يروا براءة وجهك، ولم يُبحروا في بحار عينيك الصافيتين، ولمَّا رأيت صورتك أيقنت أن قاتلك يعنيك أنت، وأنه أعلن عجزه المفلس عن إثارة عواصف حولك، أو إدارة مجلس "شنشنة" ليرى نفسه متجاهلاً هُوِيَّتك كما يفعل السفهاء عادة.
فكم سمعنا عمن تجاهل هوية مسلمة مختمرة! وكم ظن الأغبياء أن المرأة التي تتلفع بالسواد تثير حولها الظنون! فقد تكون… وقد تكون… أما أنت فقد كنت أنت، ولأنهم تذكروا كيف كنت بالأمس، ومن أنت اليوم، وكيف ترسمين الغد، قتلوك!
قتلوك، ولم يدروا أنهم يوم أن قتلوك، أنبل وأعظم من جائزة نوبل سلموك.
قتلوك، وما فطنوا لفعلتهم، فقد رشّوا رذاذ دمك على آلاف النائمين، فانتبهوا، وعلى صفارات إنذارهم انتفض مئات الغافلين.
قتلوك، وما فطنوا أنهم رفعوا لك ذكرك، فابتهلت الأفئدة بدعوات ندية عظيمة كثيرة لك، بللت الثرى حولك.
قتلوك، وما دروا أنهم ضغطوا خارطة العالم، فشعرت القاصيات منك أنهم بجوارك.
قتلوك، ظانين أنهم دفنوا محجبة واحدة، لكنهم ساعة همُّوا برفع رؤوسهم، رأوا سماءهم قد كسيت بشالات الحجاب الشمَّاء.
قتلوك، وما دروا أنهم من دار الفناء إلى دار الخلد – بإذن الله – نقلوك.
فلئن غادرت حلبتنا أيتها الغالية، فعزاؤنا أن الملايين منا سائرة على دربك.
اهنئي أيتها الغالية في ثراك، ولتهنأ أمتنا بمثيلاتك.