حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال من أن هز الطفل عند البكاء قد يسبب تلفا شديدا في المخ وربما يقود إلى الوفاة، كما قدمت نصائح مهمة الوالدين يتوجب إتباعها في حالة تعرض أطفالهم لنوبات احتباس التنفس وللحيلولة دون حدوثها.
حذرت الرابطة المهنية الألمانية لأطباء الأطفال بمدينة كولونيا الألمانية من هز الطفل عند البكاء لأن ذلك ربما يسبب تلفا شديدا في المخ وربما الوفاة في بعض الأحيان. ووجهت الرابطة عدة نصائح للوالدين منها أولا أن يتركوا الغرفة أو أن يعدون إلى رقم 10 ويأخذون نفسا عميقا قبل أن يتصرفوا بشكل متهور ويفعلون شيئا يندمون عليه في وقت لاحق. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 100 طفل في ألمانيا يصابون سنويا بتلف شديد بالمخ بسبب إقدام القائمين على رعايتهم بهزهم. وهذا الرقم أكدته وحدة الإحصاء الخاصة بأمراض الأطفال النادرة في ألمانيا ولكن رابطة أطباء الأطفال تقدر عدد هؤلاء الأطفال بأكثر من ذلك.
وحدد الخبراء أن عامل الخطورة هو البكاء المفرط. ويوصف تلف المخ الناجم عن قوة خارجية لا ترجع إلى وقوع حادث، بأنه السبب الأكثر شيوعا للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة شهور و12 شهرا. وقال البروفسور هانز جيورجين نينتويتش، عضو مجلس إدارة الرابطة، إن رأس الطفل تكون أكبر نسبيا ويكون وضع المخ أعلى نسبيا مع وجود قدر كبير من السائل”. وأضاف أن حوالي خمس ثواني فقط من الهز الشديد كافية لوقف وظائف المخ. وأشار الطبيب الألماني إلى أن الأوعية الدموية والأعصاب تتمزق، ما يسبب نزيفا في المخ وتلفا به ومن المحتمل أيضا حدوث نزيف حول العينين. ولدى أكثر من ثلثي الأطفال الذين يعانون من أذى ناجم عن الهز أوجه عجز في الرؤية الدائمة والسمع والكلام. وقال نينتويتش إن ما يصل إلى ربع هؤلاء الأطفال يموتون متأثرين بإصاباتهم.
نصائح بشأن نوبات احتباس النفس لدى الأطفال
من ناحية أخرى قالت الرابطة المهنية لأطباء الأطفال في كولونيا إن نوبات احتباس النفس لدى الأطفال تعد أمرا منهكا، بيد أنها ليست خطيرة بوجه عام، وذلك على الرغم من أنه يمكن أن ينتج عنها، وفي حالات نادرة ، فقدان الوعي . وقال البروفيسور ننتفيش، عضو الهيئة التنفيذية لجمعية أطباء الأطفال: ”باستطاعة الآباء الحيلولة دون حدوث نوبات احتباس النفس فقط لو أنهم لم يدعوا الطفل يطور تدريجيا نوبة غضب شديد من خلال مخاطبته بصوت عال أو صرف الانتباه لديه عبر أشكال غير معتادة من الضوضاء. وذكر ننتفيش أنه في نوبة احتباس النفس، وخلافا لنوبة الصرع ، يأخذ الأطفال في البكاء قبل حبس أنفاسهم وربما أدى ذلك إلى فقدانهم للوعي لفترة قصيرة .
وبالنسبة إلى الطفل الذي أصيب بالإغماء، فإنه يجب وضعه بطريقة آمنة على جانبه، كما يجب أن يلزم الأبوان الهدوء في هذه الحالة. ومن ثم، سيسترد الطفل وعيه في غضون عدة ثوان أو دقائق. وخلال النوبة ، ينغلق المزمار(فتحة في أعلى الحنجرة) على نحو متقطع، ويتوقف التنفس وينخفض ضغط الدم. ويؤدي نقص الأوكسجين في الجسم إلى تحول شفتي أو جلد الطفل إلى اللون الأزرق. كما أنه من المحتمل أن تصدر عن الطفل حركات قصيرة متشنجة.
وأضاف البروفسور الألماني إن الأطفال النشيطين وسريعي الانفعال أكثر عرضة لنوبات احتباس النفس، والتي تنتشر أحيانا بين أفراد الأسرة. و قال ننتفيش إنه في حال حدوث هذه النوبات بصورة متكررة ، فإنه من المهم أن يلجأ الآباء إلى طبيب أطفال لطمأنتهم إلى أن الصرع أمر مستبعد. وفي معظم الحالات ، يتطلب هذا ببساطة وصف تسلسل الأحداث بالتفصيل، في حين لا يعد التقييم التشخيصي المكثف أمرا ضروريا. ونصح ننتفيش الآباء بعدم الرد على نوبات احتباس النفس من خلال إعطاء أطفالهم اهتماما لا يستحقونه ناهيك عن إطلاق العنان لهم، وهو ما يمكن أن يفضي إلى تكرار هذا التصرف من جانبهم.
وهناك نسبة تبلغ 2 في المائة إلى 5 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر إلى ستة أعوام يعانون من مثل هذه النوبات، التي تتوقف في العادة تلقائيا، دون أن تخلف أضرار، وذلك قبل أن يصل هؤلاء الأطفال إلى سن المدرسة.