بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. أما بعد… الأحبة في الله تعالى…
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يمن علينا بأن نكون من القانتين المتعبدين له في زمان أعظم أيام العام، وأن يرزقنا ثواب الحجيج وإن لم تحج أبداننا، وأن يمتعنا بحلاوة الطاعة نجد أثرها في قلوبنا، وأن يرزقنا فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن يغفر لنا ويرحمنا وإذا أراد بقوم فتنة أن يقبضنا إليه غير مفتونين. أحبتي في الله.. استعدوا من الآن لاستقبال أولى الليالي التي أقسم الله تعالى بهن {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [سورة الفجر: 2]، استعدوا لرفع رصيد الحسنات مع آذان مغرب هذا اليوم أعدوا الخطة الإيمانية من الآن وحاولوا فيها التركيز على أهم عبادات العشر: (1) دوام الذكر حتى يورث {أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة: 152]، وهنا الاهتمام البالغ: بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير. (2) دوام الفكر حتى يورث {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [سورة الأنعام: 75]، وهنا الاهتمام البالغ بعبودية التدبر في الورد القرآني اليومي وعدم العجلة في القراءة، نريد فك الأغلال {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد: 24]. (3) تثبيت البرنامج اليومي ليشمل التنويع في الطاعات التي تحقق الربح الأوفى فإنه زمان (تاجر مع الله). (4) الاهتمام بعبادات النهار من صيام وصلاة على وقتها، ونوافل من ضحى ورواتب، وأذكار الصباح وقراءة للقرآن، وأعمال بر ودعوة إلى الله تعالى، وسماع للمواعظ المؤثرة. والنصيحة من الآن: – كفانا التفات إلى أعمال صورية لا تأثير لها في القلب نريد أن نقرأ حتى تنزل آية على قلبي القاسي فتلينه {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ} [سورة الشعراء: 193-194]. – نريد أن نذكر الله بقلوبنا أكثر من الذكر اللساني المعهود. – نريد ذكر يجدد الشوق والحب لله الودود جل وعلا. – نريد أن نسجد فنستشعر القرب أكثر من استشعار بيت في الجنة لمن يصلى 12 ركعة في اليوم والليلة، وإذا تذكرنا الجنة تذكرنا أنها المحل الذي سنرى فيه ربنا فنطلب الجار قبل الدار {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [سورة التحريم: 11]. – نريد أن تسلم صدورنا من التفاتات الدنيا لا سيما أن الله قضى في أعظم موسمين من مواسم الطاعة (رمضان والعشر) أن يعقبهم العيدان، وفي الأعياد الناس تشغل عن رب العباد للأسف فلا تلتفتوا
لمثل هذا، الفائز من سبق بما في قلبه من أعمال القلوب لا من حاز السبق بأعمال الجوارح، الفائز من تخلى عن معاصي القلوب المهلكة لا من تخلص من معاصي الظاهر. افهموا بالله عليكم، ونحن معًا في (أيام في الجنة) كل يوم رسالة جديدة وأعمال نتفق عليها، وسنن نحييها، وموعظة عبر الغرفة الصوتية نرقق بها قلوبنا. وقد اخترت لكم في هذه العشر: مدارسة بعض المعاني الإيمانية من كتاب ابن القيم (الفوائد) ليكون قربة لربنا بمزيد الفهم عنه وإعادة برمجتنا إيمانيًا في ظل غياب الفهم عن الله تعالى، ادعوا الله لي أن يبارك في الوقت ليتسع هذه الأعمال كلها. وتعالوا من البداية نردد شعاراتنا المتجددة وندعو ربنا بالسداد والهداية والتوفيق والرشاد: – لن يسبقني إلى الله أحد. – لأرين الله ما أصنع. – قد حبسني العذر فلا تحرمني ربي الأجر. – على اليقين سنكون. وشعار جديد: – صادقون مع ربنا. اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه.. معًا نحو الفردوس
sa7oora