السؤال:
هل يجوز هجر الزوجة أكثر من شهر في الفراش؟
الفتوى:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:فإن وجد مبرر مقبول كتقصير الزوجة في حقوق زوجها، أو امتناعها عن طاعته، أو ارتكاب المعاصي، فلك أن تهجرها بمقدار ما يردعها عن تقصيرها وقد يعيدها ذلك إلى الطريق الصحيح، دون مبالغة، لقوله تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) (النساء:34).
وينبغي أن لا يطيل الرجل هجر زوجته أكثر من اللازم لإصلاحها، لأن ذلك مضارة، وهي ممنوعة شرعاً.والله تعالى أعلم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للزوج أن يهجر فراش زوجته لغير مسوغ شرعي كنشوز ونحوه. ويجب عليه إعفافها وإعطاؤها حقها في الفراش، والراجح أن ذلك يكون بحسب حاجتها وطاقته، كما بينا في الفتوى رقم: 8935 .
فإذا كان هجر زوجك للفراش طيلة هذه المدة من غير عذر شرعي، فقد أساء أبلغ الأساءة، وينبغي أن تلتمسي السبب الذي يدعوه إلى ذلك، كما أن عليك أن تصارحيه وتناصحيه بأسلوب طيب، وإن كان ثمة سبب من قبلك فعليك بالسعي في إزالته كترك التزين والتجمل وحسن التبعل.
ولا يجوز أن يكون هذا التصرف من زوجك ومنعه إياك من حقك دافعا لك إلى ما ذكرت من الانتقام منه أو منعه شيئا من حقوقه.
وإذا كنت متضررة بالبقاء معه على هذا الحال فلك الحق في طلب الطلاق، وإن رأيت الصبر عليه فلك ذلك، وعليك بكثرة الدعاء عسى الله تعالى أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويصلح زوجك.
وانظري الفتوى رقم: 98304 .
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى