عقب أول مشكلة واجهت العشرينية سناء في حياتها الزوجية، الي لم تتعد بضعة أشهر، وجدت نفسها تلملم أغراضها متجهةً إلى منزل ذويها.
وحول ذلك، تقول "كان الحرد هو الحل الوحيد أمامي الذي فكرت به، بعد ما نشب النزاع بيننا، بسبب الاختلاف على مكان السكن، فتوجهت إلى منزل أهلي، وأخبرتهم باني سأمكث عندهم بضعة أيام، بسبب خلاف وقع بيني وبين زوجي، حتى يجيء لمصالحتي".
غير أن مشكلة سناء تفاقمت بعد فترة بسبب تدخل الأهل، وأصبح حلها أصعب من السابق، رغم أنها لم تكن بهذا الحجم في بدايتها، الأمر الذي جعلها تتشبث برأيها أكثر، وكذلك زوجها، رغم أن كليهما كان يحاول تطويق النزاع، حتى حُل الأمر بينهما بعد مضي شهرين.
وتضيف سناء أنه وبعد الانتهاء من الأمر، تبين لها أن المشكلة لم تكن تستحق أن تترك عش الزوجية على الإطلاق، غير أنها عزت السبب إلى الأسلوب الذي اعتادت أن تراه من والدتها في صغرها، إثر نشوب أدنى خلاف بينها وبين والدها. وتضيف "كانت تجربة تعلمت منها الكثير، ولن أكررها على الإطلاق، فكل أمر يمكن أن يحل داخل المنزل، ومن دون أي تدخل".
عموما، فإن حرد المرأة ومغادرتها إلى منزل ذويها، حالة لا يمكن المرور عليها من دون تمحيص، فهي موجودة بكثرة، وأسبابها متعددة قد لا تتناسب أحياناً وحجم المشكلة، وقد تكون لتعليم الزوج درساً يشعره بقيمة زوجته، أو لتحقيق رغبة ما تطمح لها الزوجة.
مختصون يرون أن ترك الزوجة لعش الزوجية قد يكون تفادياً لأمر سيئ قد يقع بين الطرفين، نتيجة الغضب والعصبية، بيد أن آخرين يرون أن حرد الزوجة له الدور الأكبر في الوصول إلى نتيجة واحدة، مؤداها "الطلاق".
وفي الوقت الذي يعد الحرد عادة تتبعها معظم النساء، في حال وقوع أي خلاف زوجي أو عائلي في الأسرة، يرى اختصاصي علم الاجتماع د.حسين الخزاعي، أن الحرد في الأساس مصدره التنشئة الاجتماعية الخاطئة في فترة الطفولة، خصوصا إذا رأى الأبناء أمهم تترك المنزل، فيبقى ذلك عالقا في ذهن الفتاة بالذات، وتعتبره سلوكا صحيحا، كونها تأخذ الأم بمقام القدوة.
وفي هذا الشأن يجد اختصاصي الطب النفسي د.خليل أبو زناد أن حرد الزوجة هو خطأ شائع جداً، خصوصاً عند تدخل الأهل، كون ذلك يزيد الموضوع سوءاً، مبينا أن الأهل في الغالب يدينون الزوج، لذلك ينبغي على السيدات أن يقمن بحل مشاكلهن مع أزواجهن بأنفسهن قدر الإمكان، وفي حال توجه المرأة إلى بيت أهلها، ينبغي أن لا تخبرهم أنها تزورهم بسبب خلاف، حتى يتم حل الموضوع بصورة أسهل.
ويضيف أن اعتياد الزوجة على الحرد يؤثر على الأبناء بصورة كبيرة، الأمر الذي يترك أثرا نفسيا كبيرا عليهم مستقبلا.
ويذهب الخزاعي إلى أن الحرد قد يكون في بعض الأحيان "ذكاء" من قبل الزوجة، في حال كان سببه تحاشي أي رد فعل خاطئ من الزوج، خصوصاً وأن معظم حالات الطلاق سببها الغضب والعصبية، غير أنه يجب عدم المبالغة في ذلك، كوضع شروط كثيرة، والبقاء عند الأهل مدة طويلة، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني، كوجود أطفال رضع مثلاً.
كذلك لا يجب أن يكون وقوع الحرد لأتفه الأسباب، أو لأسباب شخصية غير أساسية، مبيناً أن 90 % من أسباب الحرد تكون "تافهة"، ويمكن حلها بسهولة.
وينصح الخزاعي الزوجة بعدم ترك منزلها لأتفه الأسباب على الإطلاق، حتى لا تعتاد على الأمر، كما يرفض أن يكون الحرد سلاحا يشهر دوما في وجه الزوج.
أما الثلاثيني عصام، فيرى أنه لا يجوز "بأي حال من الأحوال" أن تترك الزوجة منزلها، مبيناً ان ذلك سيزيد المشكلة تعقيداً ولن يحلها، مؤكدا أن "من تخرج من منزلها لا ينبغي أن تعود إليه إطلاقا".
ويضيف أن خروج المرأة من منزلها سيجعلها تعتاد على الأمر، فضلا عن أنه يفضح خصوصيات المنزل، مشيرا إلى أنه لا ضير أن يبقى الزوجان على خلاف مدة طويلة في منزلهما، لأنه في النهاية سيحل هذا الخلاف من دون الخروج من المنزل.
وبدورها، تشعر إسراء بالندم الشديد، بسبب حياتها الزوجية الطويلة التي أمضت نصفها "حردانة" في منزل أهلها، مبينة أنها في البداية قامت بتجريب الأمر، ثم وبعد فترة، أصبح الأمر بمثابة عادة عند حدوث أي مشكلة.
وتضيف ان ذلك جعل زوجها يعتاد على الأمر، ولم يعد يعير حردها أي أهمية، بل صار في بعض الأحيان يقوم هو بإيصالها إلى منزل اهلها، وتضيف "كثرة تركي للمنزل جعل وجودي وعدمه واحدا بالنسبة لزوجي وأبنائي".
وفي هذا الشأن، يرى اختصاصي علم الشريعة د.منذر زيتون، أنه لا ينبغي للزوجة أن تترك بيتها وأبناءها تحت أي مبرر، إلا إذا كانت تجد اعتداء مباشراً من زوجها، مثلاً، فيمكن تفهم خروجها لحماية نفسها، أما ما تعارفت عليه النساء من حرد لأي سبب فهو غير مقبول أبداً، حيث أصبحت بعض النسوة يلجأن إلى عادة الحرد وترك البيت في مناسبة وغير مناسبة، ولو لأتفه الأسباب، مما يترك آثاراً سلبية في نفسية الزوجين، لا يمكن أن تمحوها الأيام، وقد يؤدي ذلك إلى تباعد حقيقي بينها وبين زوجها شيئاً فشيئاً، حتى يهون عليها أو تهون عليه.
ويقول "اعتبر القرآن الكريم أن البيت أخص بالنسبة للمرأة منه للرجل، وسماه بيتها، حتى ولو كان الزوج هو من يملكه حقيقة، فقال الله تعالى (واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة)".
ولذلك ينبغي على الزوجة أن تعتبر وجودها في البيت ضرورة قصوى، حفظاً لنفسها وصيانة لعلاقتها مع زوجها، وكذلك حماية لأولادها.
وتبين أن الحرد خارج البيت لا بد من "أن يكون الحرد النهائي، فهو ليس وسيلة عقاب أو تأديب، وخصوصا أن له عواقب سيئة ويزيد من حدة المشكلة ويعطي الفرصة لتدخل أشخاص خارجين عن الموضوع، ما يزيد من تعقيد المشكلة".
وتضيف أن الابتعاد عن المشكلة لن يحلها على الإطلاق، والأبناء سيشعرون بعدم الأمان، فضلا عن العلاقة السلبية التي ستشوب بين العائلتين، مبينة أن ابتعاد الزوجة يخلق فراغا عند الزوج، ما يتيح المجال لطرف آخر الدخول إلى حياته.
انتظر تفاعلكم هل انتم مع اوضد حرد الزوجه وخصوصا ادا كان الامر تافها
ضد ان مش لاى سبب تافهه تطلع الزوجه وتمشى لحوش اهلها
ومع انا ادا كانت المشكله كبيره وتحتاج لتدخل الاهل واطراف تانيه
على المشاكل الزوجية وصولا للطلاق مرسي على الموضوع