قال لحكيم: يستحب من الذهب سبيكه وغير سبيكه وأن يكون كنار خامدة وشعاع مركوم وكبريت قانيءوإنما دامت دولته لأنه لا يدحضه خبث الكير ولا يفسده مر الدهور وقيل إنما صار الذهب ثميناً لقلة تغيره وازدياد نضارته وحسنه إذاعتق ولإن الأشياء تنقص عند المس والدفن ما خلا الذهب فإنه لا ينقص البتة.
وخيرالدنانير العتق الحمرإلى الخضرةوزعم بعض الأوائل إنما يمتحن الدينار بلصوقه الشعرواللحية وصعوبة استمراره فيهماوالنبهرج من الدنانير يعتبر بخفته وثقله وزعموا أن خير الذهب العقيان…
*الفضــــــة
وخير الفضة اللجين، ومذاق الفضة الصافية عذب، ومذاق الزيوف مر صديء والنبهرج من الدراهم مالح جرسي الطنين،
والفضة صافية الطنين لا يشوبها صمم وهي تقطع العطش إذا مسكت في الفم.
باب ما يعتبر من الجواهر النفيسة
ومعرفتها وقيمتها
*اللؤلـــــؤ
زعموا أن معرفة جوهر اللؤلؤ أنك تجد مذاقته على ضربين: عذب المذاقة عماني، وملح المذاقة قلزمي كلاهما يرسب في الماء، والمعمول منه تجده مر المذاق مع دسومة فيه، وهو خفيف الوزن يطفو على الماء.
وزعموا أن اللؤلؤة إذا كان في باطنها دودة فإنك تجدها حارة المص واللمس فإن ذلك للعلة النفسانية، وإذا لم يكن بها دودة كانت باردة المص واللمس وامتحانها بذلك.
وزعم البحريون أن اللؤلؤ الكبار المتغير اللون تلف عليه الألية الطرية المشرحة وتؤخذ في جوف عجين ويدخل التنور ويبالغ في إحمائه، فإنه يصفو ويحسن ويعود إليه الماء وإذا بخر بكافور كان ذلك وإذا عولج بمخ العظم وبماء البطيخ فإنه يصفو.
وخير اللؤلؤ الصافي العماني المستوى الجسد الشديد التدحرج والإستواء وإذا كانت حبتان متساويتين في الشكل والصورة واللون والوزن كان أرفع لثمنهما والعماني أنفس وأرفع من القلزمي لأن العماني عذب نقي صاف والقلزمي فيه ملوحة وكلما كانت أصفى وأنقى كان أرفع لثمنها وأنفس والدرة اليتيمة قلزمية.
*الياقــــــوت
ثم الاسمانجوني وأدونه الأبيض. والياقوت من جبل سرنديب بالهند، وتعرف اليواقيت من المعمولات بخصال ثلاث: برزانتها في الوزن وبرودتها في الفم عند المص وعمل المبرد فيها لأن الياقوت حجر ثقيل بارد في الفم بطئء عمل المبرد فيه والمعمول منها يكون خفيف الوزن، حار المص، سريع المبرد فيه.
*الزبرجـــــد
وخير الزبرجدالشديدالخضرةالصافي الجوهر ومعرفة الزبرجدالفائق من المعمول المتخذ كمعرفةاليواقيت: برزانته وبرودة مذاقته وعمل المبرد فيه على مهل، والمعمول منه رخو خفيف الوزن حار في المذاق يسرع المبرد فيه.
وزعموا أن خيرالزبرجدالناضرالصافي النقي فإذا بلغ وزن قطعة منه نصف مثقال بلغ في الثمن ألفي مثقال ذهباً وارتفاع القيمة على مقدار كبره وصغره.
وكان فص الخاتم الذي يسمى البحر وزنه ثلاثة مثاقيل اشتراه أبو جعفر المنصور بثلاثين ألف دينار وهو اليوم في خزانة بعض الخلفاء.
*الفــــــيروز
وخير الفيروزج الشيربام الأخضر الاسمانجوني الصافي العتيق، والفيروزج حجر لا يعمل المبرد فيه ولا يتغير في النار والماء الحار، وغاية ثمن فص فيروزج إذا بلغ وزنه نصف مثقال عشرون ديناراً.
ينقل للقسم المناسب