قال تعالى ( ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصحبه لا تحزن ان الله معنا ) سورة التوبة 40
تاملت كثيرا هذه الاية– واستغربت — لملذا يصف الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بانه ( ثاني اثنين )– لماذا لم يقل سبحانه ( اول اثنين ) ان الرسول بعظمته ومكانته الرفيعة وهو اول المسلمين وخانم النبيين يوصف بانه ( ثاني اثنين )؟ لكنني بالطبع اعلم علم اليقين ان كل كلمة قرءانية هى كلمة محكمة قيمة لا ياتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها — لذلك فانني اعدت قراءة الاية مرات ومرات ثم انتبهت لقوله سبجانه ( في الغار ) اي ان الرسول صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين اذ هما في الغار وتذكرت من كتب السيرة انه اثناء مصاحبة سيدنا ابي بكر له في الهجرة فانه كان يتقدمه احيانا حتي يدفع الضرر عنه من الامام — وكان يكون احيانا من خلفه اذا شك ان هناك ضرر من الخلف — وحين دخلا الغار تقدم ابوبكر على الرسول فدخل الغار قبله ليطمئن انه لا توجد اى وحوش او ءافات او حشرات تضر الرسول عليه وسلم لدرجة انه كان يتفقد الشقوق في الغار وبحاول سدها — اذن القرءان الكريم يبين لنا هذا التصرف الرائع من سيدنا ابي بكر ويوثقه في القرءان وانه سيق الرسول في دخوله للغار حيث كان هو اول من دخال الغار وكان الرسول ثاني اثنين اذ هما في الغار
بقيت ملاحظة طريفة هم ان الله سبحانه وتعالى وصف ابابكر بانه ( صحبه ) اي صاحب الرسول وقد جاءت كلمة ( لصحبه ) بدون الف وسطية لتؤكد الصحبة الحقيقية اللصيقة والايمانية بين سيدنا ابي بكر وبين الرسول و التي لا يفصلها ولو حرف واحد هو حرف الالف
م-ن
و
جعله في ميزان حسناتك