تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » (تفسير الآيات 11)من سورة الجمعة نهاية السورة هدي القرآن

(تفسير الآيات 11)من سورة الجمعة نهاية السورة هدي القرآن 2024.

  • بواسطة
(تفسير الآيات (9- 11)من سورة الجمعة نهاية السورة

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
(تفسير الآيات (9- 11)من سورة الجمعة
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
شرح الكلمات
{إذا نودى للصلاة}: أي إذا أذن المؤذن لها عند جلوس الإِمام على المنبر.
{من يوم الجمعة}: أي في يوم الجمعة وذلك بعد الزوال.
{فاسعوا إلى ذكر الله}: أي امضوا إلى الصلاة.
{وذروا البيع}: أي اتركوه، وإذا لم يكن بيع لم يكن شراء.
{وابتغوا من فضل الله}: أي اطلبوا الرزق من الله تعالى بالسع والعمل.
{تفلحون}: أي تنجون من النار وتدخلون الجنة.
{انفضوا إليها}: أي إلى التجارة.
{وتركوا قائماً}: أي على المنبر تخطب يوم الجمعة.
{ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة}: أي ما عند الله من الثواب في الدار الآخرة خير من اللهو ومن التجارة.
{والله خير الرازقين}: أي فاطلبوا الرزق منه بطاعة واتباع هداه.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
معنى الآيات
( 9 )ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة، فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة، واتركوا البيع، وكذلك الشراء وجميع ما يَشْغَلُكم عنها، ذلك الذي أُمرتم به خير لكم؛ لما فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك. وفي الآية دليل على وجوب حضور الجمعة واستماع الخطبة.

( 10 )ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©فإذا سمعتم الخطبة، وأدَّيتم الصلاة، فانتشروا في الأرض، واطلبوا من رزق الله بسعيكم، واذكروا الله كثيرًا في جميع أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.
( 11 )ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئًا مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها، وتركوك -أيها النبي- قائمًا على المنبر تخطب، قل لهم-أيها النبي-: ما عند الله من الثواب والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة، والله- وحده- خير مَن رزق وأعطى، فاطلبوا منه، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©فى ظلال الآياتط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
الدرس الاخير فى السورة توجيه إلى فضائل وأحكام صلاة الجمعة ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
_وصلاة الجمعة هي الصلاة الجامعة , التي لا تصح إلا جماعة . . وهي صلاةأسبوعية يتحتم أن يتجمع فيها المسلمون ويلتقوا ويستمعوا إلى خطبة تذكرهم بالله . وهي عبادة تنظيمية على طريقة الإسلام في الإعداد للدنيا والآخرة في التنظيم الواحد وفي العبادة الواحدة . وقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل هذه الصلاة والحث عليها والاستعداد لها بالغسل والثياب والطيب .

_جاء في الصحيحين عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل " .

_من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ، وبَكَّرَ وابتَكرَ ، ومشى ولم يرْكب ، ودنا منَ الإمامِ ، فاستمعَ ولم يلغُ ، كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ ، أجرُ صيامِها وقيامِها.
الراوي:أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو المحدث:الألباني المصدر:صحيح ابن ماجه الجزء أو الصفحة:898 حكم المحدث:صحيح

_ منِ اغتسلَ يومَ الجمعَةِ ، واستاكَ ، ومَسَّ مِنْ طيبٍ إِنْ كان عندَهُ ، ولبِسَ مِنْ أحسَنِ ثيابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ حتَّى يأتِيَ المسجِدَ ، ولم يتخَطَّ رقابَ الناسِ ، ثُمَّ ركعَ ما شاءَ اللهُ أنْ يركعَ ، ثُمَّ أنصَتَ إذا خرَجَ الإمامُ ، فلَمْ يتَكَلَّمْ حتَّى يفرَغَ مِنْ صلاتِهِ ، كانتْ كفارةً لِما بينَها وبينَ الجمعَةِ الأخْرَى
الراوي:أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:6066 حكم المحدث:صحيح

والآية الأولى في هذا المقطع تأمر المسلمين أن يتركوا البيع – وسائر نشاط المعاش – بمجرد سماعهم للأذان:
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©وترغبهم في هذا الانخلاع من شؤون المعاش والدخول في الذكر في هذا الوقت:
(ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). .
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©مما يوحي بأن الانخلاع من شؤون التجارة والمعاش كان يقتضي هذا الترغيب والتحبيب . وهو في الوقت ذاته تعليم دائم للنفوس ; فلا بد من فترات ينخلع فيها القلب من شواغل المعاش وجواذب الأرض , ليخلو إلى ربه , ويتجرد لذكره , ويتذوق هذا الطعم الخاص للتجرد والاتصال بالملأ الأعلى , ويملأ قلبه وصدره.
من ذلك الهواء النقي الخالص العطر ويستروح شذاه !

ثم يعود إلى مشاغل العيش مع ذكر الله:
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الإرض , وابتغوا من فضل الله , واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون . .
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© وهذا هو التوازن الذي يتسم به المنهج الإسلامي . التوازن بين مقتضيات الحياة في الأرض , من عمل وكد ونشاط وكسب . وبين عزلة الروح فترة عن هذا الجو وانقطاع القلب وتجرده للذكر . وهي ضرورة لحياة القلب لايصلح بدونها للاتصال والتلقي والنهوض بتكاليف الأمانة الكبرى . وذكر الله لا بد منه في أثناء ابتغاء المعاش , والشعور بالله فيه هو الذي يحول نشاط المعاش إلى عبادة . ولكنه – مع هذا – لابد من فترة للذكر الخالص , والانقطاع الكامل , والتجرد الممحض . كما توحي هاتان الآيتان .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©وكان عراك بن مالك – رضي الله عنه – إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال:"اللهم إني أجبت دعوتك , وصليت فريضتك , وانتشرت كما أمرتني . فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين" . . [ رواه ابن أبي حاتم ] . . وهذه الصورة تمثل لنا كيف كان يأخذ الأمر جدا , في بساطة تامة , فهو أمر للتنفيذ فور سماعه بحرفيته وبحقيقته كذلك !
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ولعل هذا الإدراك الجاد الصريح البسيط هو الذي ارتقى بتلك المجموعة إلى مستواها الذي بلغت إليه , مع كل ما كان فيها من جواذب الجاهلية . مما تصوره الآية الأخيرة في السورة:

(وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما . قل:ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة .( والله خير الرازقين). .
وفى الحديث :
بينما نحن نُصلي مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أقبلَتْ من الشأمِ عيرٌ تحمل طعامًا، فالتفتوا إليها، حتى ما بقيَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلا اثنا عشرَ رجلًا، فنزلتْ : { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَا انفَضُّوا إِلَيهَا } .
الراوي:جابر بن عبدالله المحدث:البخاري صحيح

وفي الآية تلويح لهم بما عند الله وأنه خير من اللهو ومن التجارة . وتذكير لهم بأن الرزق من عند الله (والله خير الرازقين). .

_ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©وهذا الحادث كما أسلفنا يكشف عن مدى الجهد الذي بذل في التربية وبناء النفوس حتى انتهت إلى إنشاء تلك الجماعة الفريدة في التاريخ . ويمنح القائمين على دعوة الله في كل زمان رصيدا من الصبر على ما يجدونه من ضعف ونقص وتخلف وتعثر في الطريق . فهذه هي النفس البشرية بخيرها وشرها . وهي قابلة أن تصعد مراقي العقيدة والتطهر والتزكي بلا حدود , مع الصبر والفهم والإدراك والثبات والمثابرة , وعدم النكوص من منتصف الطريق . والله المستعان

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


.من هداية الآيات
1- وجوب صلاة الجمعة ووجبو المضى اليها عند النداء الثاني الذي يكون والامام على المنبر.
2- حرمة البيع والشراء وسائر العقود إذا شرع المؤذن يؤذن الاذان الثاني.
3- الترغيب في ذكر الله والإِكثار منه والمرء يبيع ويشترى ويعمل ويصنع ولسانه ذاكر.
4- ينبغي أن لا يقل المصلون الذين تصح صلاة الجمعة بهم عن اثنى عشر رجلاً أخذاً من حادثة انفضاض الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخطب إلى القافلة لم يبق إلا اثنا عشر رجلاً.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
أخيراً _ يقول بن كثير
إنما سميت الجمعة جمعة ; لأنها مشتقة من الجمع ، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمعابد الكبار وفيه كمل جميع الخلائق ، فإنه اليوم السادس من الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض . وفيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها . وفيه تقوم الساعة . وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحاح

وقد كان يقال له في اللغة القديمة يوم العروبة
وفى الحديث :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أضل الله من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد . فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة ، فجعل الجمعة والسبت والأحد ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ، نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة ، المقضي بينهم قبل الخلائق " .رواه مسلم
اتفق العلماء على تحريم البيع بعد النداء الثاني .
تم تفسير سورة الجمعة ولله الحمد والمنة بارك الله فيكم على طيب المتابعة ..ربنا تقبل منَّا إنَّك انت السميع العليم.. والحمد لله رب العالمين.

____________________________
المراجع:
تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم.
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلى الكبير
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.