لرحمن الرحيم
***************************
قال الله تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) .
من سياق الآية المباركة :
نلاحظ من ظاهر الآية الكريمة أن هناك سلوكاَ ، ومرضاً خطيراً قد يصاب به الكثير من الناس ، حيث في لحظة ما قد يدمر الانسان بهذا السلوك الخاطئ نفسه كأن يقتل أحدا في حالة غضب ، أو يدمر اسرة بالطلاق ويشتت الأطفال ، وهكذا ..
في المقابل نجد العلاج السماوي والتربوي للإنسان ينطلق من العناوين التالية :
الأول / الحث على كظم الغيظ .
الثاني / الحث على قيمة العفو .
الثالث / الحث على الإحسان .
ويمكننا أن نلخص ونستنتج أن الهدف الرئيس من التوجيه الرباني السماوي للإنسان ، في إكتساب هذه الصفات الأخلاقية الرفيعة ، لأجل السيطرة والتحكم في حالة الإنفعال ، والفورة الشيطانية ، ومن ثم القدرة على تجاوزها .
ويخطأ الكثير ممن كتب في السنوات الأخيرة عن أخطر أمراض العصر ، فيذهب إلى أن المرض الخطر هو "مرض المناعة المكتسبة الايدز" ، وأخر يذهب إلى أن مرض العصر الكآبة ، والصحيح أن أخطر الأمراض على الإطلاق هو البعد عن الله ، والإنحراف عن تعاليم السماء ، والإبتعاد عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، أما مرض العصر فهو (الغضب) .
فالموت الحقيقي هو للروح وليس للبدن ، فمرض الايدز مثلا يحصد الكثير من ضحاياه ، ولكن كم تحصد الحروب في قبال ذلك ، والتي تنطلق غالبا من الظلم والغضب والإنتقام ، وهي صفات سلبية بعيدة عن رسالة السماء السمحاء .
وقد عرف الشريف المرتضى الغضب ، في كتابه الموسوم "رسائل المرتضى" بأنه غليان دم القلب طلبا للإنتقام .
النتيجة :
أن الغضب منطلقاَ للشرور والجرائم والحروب ، فكيف للإنسان الخلاص منه ، أو التحكم والسيطرة عليه ؟
الجواب : ذكرت الآية المباركة العلاج ولكن بصورة عامة ، وهناك آليات للعلاج للإنسان يمكننا أن نستخلصها من الروايات الشريفة ، ومن التجربة الشخصية .
أقول : من العلاجات التي وردت في الروايات نذكرها بإختصار :
1/ الوضوء والغسل .
2/ السكوت حال الغضب .
3/ الإكثار من الأذكار الماثورة وقراءة القرآن .
4/ الجلوس من قيام حال الغضب والعكس كذلك .
ملاحظة إيمانية :
نلاحظ أن الكثير من التوجيهات تربط الغضب بالإيمان ، كالحديث المروي عن رسول الانسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل) .
ربما لأن الغاضب يصبح أسيرا للشيطان الرجيم ، وكذلك إبتعاده عن الحق .
وأيضا روي عن الإمام الصادق عليه السلام (ان الغضب مفتاح كل شر) .
ولعل هذا ما يفسر دوافع وكثرة الحروب !
مـً وُضـَوُعُ بـًقـِمُة
اًلأبِدًاًعً واًلـفـًنِ
الـذي يـُشُـ كًـرِ
عـًليـَهً ودًيً لـكًُ
نعومه