تزوجتها رغم الخطيئة* فكانت لي* نعم الزوجة والرفيقة
يقول صاحب هذه الرسالة:
التقيتها في طريق الجامعة، أنا القادم من الريف البعيد، وهي ابنة " الباهية"، درسنا في جامعة واحدة، كنت أول الدفعة، كل عام أحصد أعلى الدرجات، وهي الثانية ولأن المتفوقين كثيرا ما يكونون أقرب لبعضهم، كنا قريبين جدا من بعضنا، نقتسم كل شيء نسمة العافية وتقتسم معي الفقر، لأنها كانت من عائلة لا بأس بها، كنت لا أعرف مشاعري نحوها ولا أجد تفسيرا بداخلي، هل هذا حب أم أخوة صادقة، أم زمالة راقية أم علاقة إنسانية على أجمل ما يكون، ربما كانت صداقة قوية، حتى هي لم تحدثني يوما بحبها لي، كل ما نعرفه أننا كنا نشتاق لبعضنا كثيرا، نجلس مع بعضنا نتحدث في كل شيء حولنا إلا في إطار علاقتنا هذه، لم أستطع يوما أن أسألها عن مشاعرها نحوى، وهي لم تكن تفعل، كنت أكتم حبها وأتمزق، وأسأل نفسي في حيرة، يا ترى هل تحبني مثلما أحبها؟
كلما حاولت أن أقترب من فكرة أن أصرح لها بمشاعري تلك، كانت تقول لي:"أتركها للأيام"، ولم أكن أعرف ما هو السر في ذلك، وبالطبع تمضي الأيام سنة وراء سنة ومشاعري تكبر وتكبر، وأنا أمسك بحبل الصبر الجميل، فكتمان الحب من أصعب الأشياء والأصعب من ذلك، أن تشعر أن من تحبه يحبك بنفس المقدار، ولكن هناك عائقا يحاصر هذا الحب وهذا العشق في دائرة الصمت.
عرفتني على أهلها، كانوا مثلها رقة وتعاملا إنسانيا راقيا، جعلوني واحدا منهم.
ونحن نقترب من امتحانات آخر سنة، قررنا المزيد من الاجتهاد لتحقيق درجات أعلى في السنة الأخيرة، حتى يتحقق الحلم المشترك بيننا وبحمد الله نجحنا وحققنا حلمنا، لكن الحلم الذي أكتمه أنا لم يتحقق بعد ولم تلوح بشائر تحقيقه، المهم حافظت على نصيحتها وتركتها للأيام عساها تبتسم لي، وبعد سنة من ذلك صارحتها بحبي وبرغبتي في الزواج منها، فأخبرتني بما كانت تخفيه.
إنها ليست عذراء، لأن أحدهم استغفلها عندما كانت مراهقة وأهدر شرفها، صدقها جعلني أتمسك بها أكثر، لقد تزوجتها وأنجبنا ثلاث أبناء كل منا اليوم يحتل أرقى المناصب الوظيفية، لقد فعلت ذلك لوجه الله أولا، ولأني أحبها ثانية ولم أندم أبدا لأنها نعم الزوجة، فهي حقا زوجة مثالية.
فكان هو عند حسن الظن
اتمنى تتقبلي مروري
الله يسلمك يسعدني تواجدكي
يا للعبرة
تسلمين