صديقتي ماتت أمها من سنه ونص تقريبا وتخيلو مانستها كل يوم كأنها اليوم ماتت حزينا وكارها حياتها ومو راضيا تنساها الدنيا سوده بوجهها وضيقه وش عندكم حل بعد الدعاء ساعودها حرام وش تنصحوني أقولها أمانتكن ودي اساعدها كلنا خوات وحاسين بمعانات أختنا المسكينا موجوعا وتعبانا وضايقا فيها دنيا ماعندها غير ابي أمي ليش يادنيا حرمتيني من أمي وش الحل هاذ موأنا صديقتي
أختي من فراقه عزيزه – آجرك الله في مصيبتك – ، وأخلف لك خير منها – إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فاصبري واحتسبي ، ودعي الجزع فإنه لا يفيد شيئاً ، بل يضاعف مصيبتك ، ويفوت عليك الأجر ويعرضك للإثم .
أختي – رزقك الله الصبر والاحتساب – إليك في هذه الأسطر بعض الأمور التي تخفف عليك مصيبتك ، وتهون وقع البليّة في قلبك .
أولاً
الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من الفجيعة بفقد عزيزه على قلبك إنما هو بقدر الله ، لم يأت من عدو ولا حاسد ، وإنما هو من أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين ، قال تعالى : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:51) ، وقال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ )(التغابن: من الآية11) ، وقال عليه الصلاة والسلام: ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) رواه مسلم .
ثانياً
العلم بأن الموت سبيل كل حي ، وأن الجميع مصيرهم إليه . قال تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن: 26 ، 27 )
فكل مخلوق سوف يموت قال الشاعر :
وما الناس إلا هالك وابن هالك ****** وذو نسب في الهالكين عريق
ثالثاً
تذكري أن هذه الحياة معبر وطريق إلى الآخرة ، وأن الجميع مسافرون إليها ، وسيستقرون هناك ، وحينئذ يجتمع المسلم بحبيبه وقريبه في الجنة في نعيم دائم ، وحياة أبديّة فسل نفسك وعللها بقرب اللقاء ، فالموعد هناك إن شاء الله تعالى ، قال بعضهم – وقد مات ابن له :
وَهَوّن ما ألقى من الوجد أنني ****** أجاوره في داره اليوم أو غدا
رابعاً
أن تعلمي أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان ؛ ولذا فهي مليئة بالمصائب ، والأكدار ، والأحزان ، كما قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155) ، وقال تعالى: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد:4)
خامساً
اعلمي أن الجزع لا يفيد ، بل يضاعف المصيبة ، ويفوّت الأجر ، ويعرّض المرء للإثم . قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: ( إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور)
وقال بعضهم :
( المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان )
سادسا
أن تتذكري أن العبد وأهله وماله ملك لله – عز وجل – فله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، قال لبيد :
وما المال والأهلون إلا ودائع ****** ولا بد يوماً أن ترد الودائع
سابعا
التعزّي بالمصيبة العظمى ، وهي مصيبة فقد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا أصاب أحدكم مصيبة فليتذكر مصيبته بي ، فإنها أعظم المصائب ) رواه ابن سعد وصححه الألباني. فلن تصاب الأمة بعد نبيها بمثل مصيبتها بفقده عليه الصلاة والسلام .
ثامناً
الاستعانة على المصيبة بالصلاة ، قال تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )(البقرة: من الآية45) وقد : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزَبَهُ أمر صلى ( رواه أبو داود وحسنَ سنده ابن حجر ، ومعنى حزَبَهُ : أي نزل به مهم أو أصابه غم . ولما أُخبر ابن عباس بوفاة أحد إخوانه استرجع وصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام وهو يقول : ( واستعينوا بالصبر والصلاة) قال ابن حجر أخرجه الطبري بإسناد حسن). ومعنى استرجع : قَال إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي الختام
أسأل الله أن يرحم موتاكم ويغفر لهم وأن يفسح لهم في قبره ، وينوّر لهم فيه ، وأن يدخلهم برحمته فسيح جناته ، إنه سميع مجيب . ولا تغفلي – أختي المصابه – عن الدعاء لميتك فهو بحاجة إليه ، وهو أعظم ما تهديه إليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
يارب تلهمها الصبر
وأتمنى اني قدرت افيدك