تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بغداديون -رواية

بغداديون -رواية 2024.

بغداديون

خليجية

كيف كان البغداديون يستقبلون آب اللّهاب؟؟؟؟
خليجية خليجية خليجية
عَرِف "البغادّة" حر الصيف ،أو (الكيظ) كما كانوا يسمونه، وخصوصاً في شهر آب، مثلما عرفه أجدادهم السومريون والأكديّون قبل سبعة آلاف عام، فعانوا من حَرّه وسمومه ومضايقاته الشئ الكثير، لذلك أسموه بلغتهم آنذاك (إيزي إيتّو) أي شهر النار!.
عرف البغداديون حر الصيف، وذكروا في وصفه عبارات كثيرة سارت مسرى الأمثال: ومن ذلك:
* آب اللّهاب يحرك البسمار بالباب!
* آب نهاره لهّاب وليلة جلاّب!
* أول عشرة من آب..تفك من جهنم باب، وثاني عشرة من آب تقلل الأعناب وتكثر الأرطاب، وثالث عشره منه تفتح للشتا باب!!)،
وعلى الرغم من شدة حر آب وقسوة سمومه إلا أن البغادّة كانوا يكيلون له المديح نكاية بشهر أيلول (رحم الله آب، قتلنا أيلول بحره ).. وكان كثير من البغادة يستقبلون سياط حره ولسعات سمومه بشئ من الراحة والإستئناس بالرغم من ساعات الضجر والمعاناة التي يشعرون بها بسبب شدة حره ويومه الطويل نسبيا.

ومن أوجه تلك الراحة انه كان يستدعي الکثير من المواقف المحببة والمناسبات اللذيذة الطيبة كوجود فرص مواتية لتناول(الرگي) المبرد تحت (حِبّ المي) او مُغطس داخل (البير) ..

أو رشف ماء (رَكَيّة مُكَيّة) زهي الركية التي تحولت محتواياتها إلى شبه سائل ذي طعم فيه بعض الحموضة، أو شرب ماء مبرد من (التُنْكَة) التي تمت تغطية فوهتها بقطعة قماش (ململ) أو بغطاء من الخوص او تناول رشفات مباشرة من (الحِّـِبّ) او (الحُبّانة) او(البُوّاگة) التي تقوم بجمع (مي الناگوطْ ) وذلك بواسطة مِغرفة يسمونها (مِنشل) او(جيريـّة)؛ او (بالشَّربة) الفخار التي تسمى أحيانا (الكرُّوُزة) او الكُوز) أوألإستمتاع بشرب (الشنينة)؛

أو شرابت (النگوع) أو (الزبيب ألأسود) او (الرمان) أو(قمْر الدين) أو(تمر هند) التي إعتادت النسوة البغداديات على اعدادها وألإحتفاظ بها لساعات النهار أو الى حين عودة الرجال وألأولاد من (الشغل) مساء.

وكذلك أكل الفواكه والخضراوات الطرية الطازجة كالطماطة والبطيخ و(التـُكّي) و(المشمش) و(الگوجة) و (العِنجاص او ملا أحمد) المبردة. أومصّ قطع من الثلج لترطيب الشفتين وتبريد الفم الجاف (المفلحِم)

وكثيرا ما تفتح أصوات الباعة الدوارين في (الطرَف) شهية البغدادي على مصراعيها لشراء قطعة من (العَلْ عُودة)؛ وقبل ان تحصل على اسم (لكي سْتِكْ) ألأفرنجي. او ان يشتري (گلاص بوز) او (دوندرمة) أو (گلاصية) أو (أزبري)؛ او يحصل على صحن من (القيمقْ او القيمقْلي) اللذيذ المصنوع من الحليب الخالص المثلج مع السكر وماء الورد الطبيعي.

وكيف كان بعض الباعة يتفننون بصنعه وعرضه بواسطة (العرباين)ألأنيقة الصغيرة؛ وخصوصا الباعة (اليهود) الذين كانوا يدورون على زبائنهم آو معارفهم المفضلين من أصحاب الدكاكين في أسواق (الشورجة) و(قمبر علي) و(حنون الصغير)؛ وفي (الخانات) الكبيرة لتصريف بضاعتهم.
وكان (القيمغلي) يقدم في صحون خزفية صغيرة؛ جميلة الشكل كل ذلك كان يباع (بعانة)!!!.

آما إذا ما وجد البغدادي نفسه خارج المنزل فقد يحظى بعدد من المتع التي تخفف عنه وطأة الحر وهو يسير خلال (الطرقات) أو (الدرابين)؛ فيمر بالقرب من بوابات (الخانات) وألأسواق و(القيصريّات) المغطاة؛ حيث تنسل منها نسمات باردة منعشة كما تنسل (الصبايا) و(الحْديثات) من ألأبواب ليلا لملاقات حبيب ما يزال ينتظر عند راس (الدربونة) وهو يرتجف خوفا من أن ينكشف أمره.
او ربما يمر بأحد الدور التى تضع على أبوابها أو نوافذها (عمّاريـّة عاگول) تعلوها (تنّكة) او (پيپ) او (طرمبة) لتزويدها بالماء، فتراه يتثاقل أو يتوقف قليلا عند تلك المحلات لتنسم أكبر قدر من الهواء العليل دون أن يعترضه او يسلب متعته المجانية (ناظر خان) او(صاحب دار) او(شرطي) .
ب (ساگية) او يدلقون فوق رؤوسهم (پياپة المي).

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.