محمد المكي ابراهيم
(1939 – ) ولد في الأبيض تخرج من كلية القانون بجامعة الخرطوم صدر له من الدواوين: أمتي بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت.
*****
بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت
***
الله يا خلاسية
يا حانةً مفروشةً بالرمل
يا مكحولة العينين
يا مجدولةً من شعر أغنية
يا وردةً باللون مسقية
بعض الرحيق أنا
والبرتقالة أنت
يا مملوءة الساقين أطفالاً خلاسيين
يا بعض زنجية
و بعض عربية
وبعض أقوالى أمام الله
***
من اشتَرَاكِ اشترى فوح القرنفل
من أنفاس أمسية،
أو السواحل من خصر الجزيرة
أو خصر الجزيرة
من موج المحيطِ
وأحضانِ الصباحيّه
**
من اشتراك اشترى
للجرح غمداً وللأحزان مرثية،
من اشتراك اشترى منى ومنك
تواريخ البكاء وأجيال العبودية
من اشتراك اشترانى يا خلاسية
فهل أنا بائعٌ وجهى وأقوالى أمام الله؟
***
فليسألوا عنك أفواف النخيل رأت
رملاً كرملك مغسولاً ومسقياً؟
وليسألوا عنك أحضان الخليج متى
ببعض حسنك
أغرى الحلم حورية
وليسألوا عنك أفواج الغزاة رأت
نطحاً كنطحك والأيام مهدية؟
ليسألوا
فستروى كلُ قمرية
شيئاً من الشعر
عن نهديك في الأسحار
وليسألوا فيقول السيفُ والأسفار.
يا برتقالة
قالوا يشربونك
حتى لا يعود بأحشاء الدنان رحيق
ويهتكون الحمى
حتى تقوم لأنواع الفواحش سوق
والآن راحوا
فظلّ الدن والإبريق
ظلت دواليك تعطى
والكؤوس تُدار
***
هزّى إليك بجذع النبع
واغتسلى
من حزن ماضيك
في الرؤيا وفي الإصرار
هزّى اليك
بأبراج القلاع تفيق
النحل طاف المراعى
وأهداك السلام الرحيق
الشرق أحمر
والنعمى عليك إزار
نجرى ويمشون للخلف
حتى نكمل المشوار
***
طاف الكرى بعيون العاشقيك
فعادوا منك بالأحلام
ما للعراجين تطواحٌ
وليس لأطيار الخليج بغام
النبعُ أغفى
وكلّ الكائنات نيام
إلا أنا
والشّذى
ورماح الحارسيك قيام.
***
متى تجاوزتهم وثباً إليك أجئْ
شعرى بليل وحُضنى بالورود ملئْ
فلتتركى الباب مفتوحا
وحظى في الفراش دفئْ
ولتلبسى لى
غلالات الشذى
وغناء النبع
والأشجار
فلى حديث طويلٌ
مع نهديك
في الأسحار
يا برتقالة
ساعات اللقاء قصار
تأملينى قليلاً فالصباح أطلْ
البحر ساج
وتحفاف النخيل غزل
وبركة القصر بالنيلوفر ازدحمت
والنحل أشبع كاسات الزهور قُبلْ
واننى الآن
أزهى ما أكون
وأصبى من صباى
ومكسياً من النور الجديد
إزار
**
تأملينى فإن الجزْر أوشكَ
– إنى ذاهبٌ –
ومع المدّ الجديد سآتى
هل عرفتينى؟
في الريح والموج،
في النوء القوى
وفي موتى وبعثى سآتى
فقولى قد عرفتينى
وقد نقشت تقاطيعى وتكوينى
في الصخر والرمل ما بين النراجين
وإنى صرت في لوح الهوى تذكارْ
***
والآن
لا شابعاً من طيب لحمك
أو ريّان منسكب نهديك أمضى
فأوعدينى أن ستدعونى
الى فراشك ليلاً آخر
وتطيليه علىّ بشعرك في زندى
ولونك
في لوني وتكوينى
فنيتُ فيك فضمينى
الى قبور الزهور الاستوائيه
الى البكاء واجيال العبوديه
ضُمّى رفاتى وخلِ النسغ يحملني
عبر الجزيرة في دوراته الحية
***
ضمي رفاتي و لفّينى بزندك
ما أحلى عبيرك
ما أقواك
عاريةً وزنجية
وبعض عربية
وبعض أقوالى أمام الله.
يعطيك العافية غاليتي
تقبلي حضوري في صرحك الجمال مع خالص الاحترام
زهور الياسمين لشخصك
مودتي