ذات يوم خلوت لنفسي أترقب جمال الطبيعة الخلاب الساحر ، الأشجار الشامخة العالية ، وكذا العصافير تغرد فوق أغصانها الميالة وتغني أحلى و أروع النغمات ، والنهر بمائه الرقراق العذب الصافي الذي يطرب الآذان بخريره ، و الورود الباهية الألوان تزكي النفس بعطرها الفواح ،و بين تلك الورود لمحت وردة حزينة و بائسة، انحنيت إليها و سألتها : ما سبب حزنك أيتها الوردة الجميلة ؟ ، ردت علي قائلتا : لقد سئمت من حياتي ، قلت لها: وردة مثلك تسئم من حياتها؟ ياللعجب
انه حقا لعجب؟ خيرا، مابك ؟ قالت :لقد تذكرت ما يجري في فلسطين و كيف يعاني سكانها من إنسان و حيوان ونبات من الاضطهاد و العذاب ،وما يفعله الوغد الإسرائيلي في البلاد ، أليسوا مثلنا ؟ خاصة الجنس البشري ،الأطفال منهم ، أليس من حقهم العيش بحرية واللعب و المرح مثل أطفال العالم ، أليس معي حق في كل ما قلته ؟ فقلت : نعم ،بالتأكيد، قاطعتني قائلة : و الأمهات و الآباء و الشيوخ ،أليس لهم الحق في العيش بسلام و طمأنينة ؟ و المرضى ، هل سيتركونهم يموتون ؟ اااااااااه إن هذا الجرح العميق لا يكاد يزول ، أين العرب ، أين المسلمين ، أين بنو العز و القوة و الشرف ، كل يوم …….كل يوم اسمع العرب يقولون سنفعل ونفعل و نفعل ، لكن واحسرتاه ،وااااااااااااااااحسرتاه ،لا يظهر منهم إلا القول و الفعل لا شيء لا شيء مطلقا ، و الله ،و الله لو كان بإمكاني الخروج من هذه التربة لجمعت جيشا لا يعد ولا يحصى متجهين إلى القدس لتحرير الإخوة من الوغد الإسرائيلي ، لكن واأسفاه . قلت لها: ليس باستطاعتنا فعل شيء مطلقا ،سوى أن نرفع أيدينا إلى الله بالدعوة لأهلنا و إخواننا في فلسطين ،فهو السميع العليم ، القادر على كل شيء ، يستطيع تحرير قيود فلسطين في غمضة عين بكل سهولة و يسر ، وهو الوحيد الذي يستطيع جعل كل شيء سهل ولو شاء لجعل الحزن سهلا ،بيده الملك، و هو على كل شيء قدير.
الله ينصر اخواننا بالقدس وفي كل مكان
سلمت يمناك
تقبلي مروري المتواضع
وامضائي الرقيق
احترامي عبير بابل